وافقت شركة النفط الحكومية الروسية « روسنفت» على توريد نحو 500 ألف برميل يومياً من الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس»، كأكبر صفقة طاقة على الإطلاق بين البلدين.

وبحسب رويترز، تبلغ قيمة الاتفاق نحو 13 مليار دولار سنوياً بأسعار اليوم، ومدته نحو عشر سنوات، على أن تبدأ الإمدادات من يناير مع خيار تمديد الصفقة لمدة 10 سنوات أخرى وتمثل الكمية نحو 0.5% من الإمدادات العالمية.

وبموجب الاتفاق، ستسلم روسنفت الروسية 20 إلى 21 شحنة بحجم من 80 ألفاً إلى 100 ألف طن من مختلف درجات الخام الروسية وثلاث شحنات كل منها تزن نحو 100 ألف طن من زيت الوقود كل شهر.

كما سيتم توريد الشحنات لمجمع التكرير التابع لشركة ريلاينس، وهو الأكبر في العالم، في جامناجار بولاية جوجارات الغربية

وبحسب الاتفاق، ستراجع الشركتان ريلاينس الهندية وروسنفت الروسية الأسعار والكميات كل عام بموجب الاتفاق لوضع ديناميكيات أسواق النفط في الاعتبار.

وتأتي الصفقة قبل الزيارة المقررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند، وبعد أن قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنه يريد دفع موسكو وكييف لوقف الحرب بمجرد توليه منصبه في يناير

.

تعزز تلك الاتفاقية العلاقات في مجال الطاقة بين الهند وروسيا، التي تخضع لعقوبات غربية شديدة بسبب الحرب في أوكرانيا.

تمثل الصفقة الجديدة ما يقرب من نصف صادرات روسنفت من النفط المنقول بحراً من الموانئ الروسية، وهو ما لا يترك الكثير من الإمدادات المتاحة للتجار والوسطاء الآخرين.

منافسة بين النفط الروسي ونفط الشرق الأوسط

ستمثل الصفقة الجديدة بين روسيا والهند تحدياً جديداً لموردي النفط من الشرق الأوسط إلى البلاد الأسرع نمواً بين أسواق الطاقة، أصبحت أكثر أهمية كمحرك للطلب العالمي مع تباطؤ النمو في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم.

العلاقات بين روسيا والهند

تعد الهند أكبر مستورد للخام الروسي، الذي يمثل أكثر من ثُلث واردات الدولة من الطاقة، وذلك بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي، الذي كان أكبر مشترٍ سابقاً، عقوبات على واردات النفط الروسية رداً على الحرب في أوكرانيا عام 2022

.

يأتي ذلك في ظل عدم فرض الهند العقوبات على النفط الروسي، لذا فقد استفادت المصافي هناك من إمدادات الخام الرخيصة، الذي انخفض سعرها بما لا يقل عن 3 إلى 4 دولارات للبرميل بعد فرض العقوبات الغربية عليها.

وأشار وزير الخارجية فيناي موهان كواترا في وقت سابق، إلى أن الهند تريد تعزيز علاقاتها في مجال الطاقة مع روسيا.

يشمل التعاون بين البلدين في مجال الطاقة مجالات مثل الطاقة النووية، وتكرير النفط والبتروكيماويات، والشراكة في الهياكل الأساسية للطاقة، والتكنولوجيات والمعدات.

تستهدف الهند زيادة التجارة الثنائية إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030 من نحو 65 مليار دولار في الوقت الحالي، بحسب ما ذكره وزير التجارة الهندي خلال اجتماع جمع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوليو الماضي.

كما يخطط البلدان لإزالة الحواجز التجارية غير الجمركية وسيواصلان العمل من أجل اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده روسيا والهند.