توقفت إمدادات التدفئة والمياه الساخنة في منطقة ترانسنستريا الانفصالية التابعة لمولدوفا يوم الأربعاء، عقب توقف تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى وسط وشرق أوروبا، هذا التوقف المفاجئ يأتي في وقت حساس، حيث يعاني سكان المنطقة من انقطاع الخدمات الأساسية، في ظل تدني درجات الحرارة إلى 4 درجات مئوية في مدينة تيراسبول الرئيسية.
قطع إمدادات الغاز وتأثيراته على المنطقة
ترانسنستريا، التي انفصلت عن مولدوفا في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وكانت تعتمد على الغاز الروسي المار عبر أوكرانيا لتوفير احتياجاتها من الطاقة، شهدت اليوم قطعاً في إمدادات الغاز إثر انتهاء اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وتعد هذه المنطقة التي يقدر عدد سكانها بنحو 450 ألف نسمة، ذات أغلبية روسية، وقد كانت تحصل على نحو مليارَي متر مكعب من الغاز سنوياً عبر محطة للطاقة في ترانسنستريا.
إجراءات الحكومة المولدوفيّة وتحديات الطاقة
تسعى حكومة مولدوفا حالياً لتخفيف آثار الأزمة عبر تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30% على الأقل، كما تخطط لتوفير 38% من احتياجاتها من الطاقة من خلال الإنتاج المحلي، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، بينما سيتم استيراد 62% المتبقية من جارتها رومانيا، في هذا السياق، أكدت الحكومة المولدوفية أن جميع محطات الطاقة الحرارية في البلاد تعمل بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن احتياطيات الغاز تكفي لفترة البرد.
أصدرت شركة الطاقة المحلية في ترانسنستريا بياناً يدعو السكان إلى اتخاذ احتياطات لمواجهة انقطاع التدفئة، مثل ارتداء الملابس الثقيلة، وتجميع أفراد الأسرة في غرفة واحدة، واستخدام الدفّايات الكهربائية، وأوضحت الشركة أن بعض المرافق الحيوية مثل المستشفيات لن تتأثر بهذه الأزمة.
على الرغم من هذه التحديات، يواصل سكان ترانسنستريا آمالهم في الوصول إلى حلول بديلة لتوفير الطاقة، وكان البرلمان في المنطقة قد دعا الشهر الماضي إلى تدخل روسي جديد للتفاوض مع أوكرانيا لإعادة تدفق الغاز، وهو ما أكده الكرملين بتعهده بحماية مواطنيه وجنوده في المنطقة.