يشعر المستثمرون بالقلق إزاء قطاع تكرير النفط الأميركي مشيرين إلى توقعات بضعف الطلب على الوقود ومخاوف من أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب ربما يفرض رسوماً جمركية على واردات الخام.

بدأت أرباح مصافي التكرير الأميركية في الانخفاض بحلول نهاية عام 2023 مع بدء تشغيل طاقة التكرير الجديدة وعودة الهوامش إلى مستوياتها الطبيعية، جاء ذلك بعد عامين من الأرباح الوفيرة إذ استفادت المصافي من نقص الإمدادات الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية والتعافي في الطلب بعد الجائحة.

وقال ماثيو بلير المحلل لدى تيودور بيكرينغ هولت آند كو في مذكرة إن أسهم شركات التكرير الكبرى هبطت هذا العام، وفي المتوسط خفض المحللون توقعاتهم لأرباح الربع الرابع قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك (EBITA) لشركات التكرير بنسبة 24 في المئة منذ بداية الربع.

وأشار بلير إلى تباطؤ فروق أسعار البنزين وانخفاض فروق أسعار الديزل باستمرار، ويمثل فروق أسعار البنزين الفارق بين سعر الوقود وسعر النفط الخام، كما أشار بلير إلى ارتفاع معدلات استخدام المصافي.

وانخفض الفارق بين أسعار العقود الآجلة للبنزين الأميركي وسعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 11 دولاراً للبرميل في ديسمبر كانون الأول، وانخفض الفارق بين أسعار العقود الآجلة للديزل منخفض الكبريت إلى ما يقرب من أدنى مستوى في شهرين عند أقل من 22 دولاراً للبرميل خلال الشهر.

بلغ متوسط استخدام مصافي التكرير في الولايات المتحدة 90.3 في المئة في الربع الرابع، ارتفاعاً من 87.6 في المئة في الربع ذاته من العام الماضي، وفقاً لشركة تيودور، بيكرينغ، هولت آند كو.

وقال محللون في جيفريز في مذكرة «بعد عام من المراجعات السلبية، من المرجح أن يواصل المحللون خفض التقديرات في عام 2025 على خلفية منحنى مستقبلي أضعف».

انخفضت أسهم شركة فالرو بأكثر من 6 في المئة في عام 2024، بينما انخفضت أسهم شركة فيليبس 66 المنافسة بنسبة تزيد على 15 في المئة خلال تلك الفترة.

كما أغلقت أسهم شركة ماراثون بتروليوم عام 2024 بانخفاض 8 في المئة لهذا العام.

ضعف الطلب

كانت علامات تباطؤ النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين -أكبر مستهلك وأكبر مستورد للنفط على التوالي- سبباً في ضغوط شديدة على أسواق النفط والوقود العام الماضي.

الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للبنزين في العالم، حيث توفر أكثر من 16 في المئة من إجمالي الصادرات العالمية، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 إلى 1.1 مليون برميل يومياً في ديسمبر كانون الأول ارتفاعاً من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي، لكنها قالت إن المكاسب ستستمر بقيادة دول في الاقتصادات الناشئة في آسيا وهي ليست أسواقاً قوية لمصافي التكرير الأميركية.

وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على البنزين إلى ذروته هذا العام عند نحو 28 مليون برميل يومياً وسط تزايد اعتماد المركبات الكهربائية وتحسين كفاءتها، وخاصة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وفقاً لشركة ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس.

مزيد من التقلبات في المستقبل

وقال المحللون أيضاً إن المستثمرين يشعرون بعدم اليقين بشأن سياسات الحكومة الأميركية في انتظار تنصيب ترامب.

في الشهر الماضي، تعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع الواردات من كندا والمكسيك حتى تتخذا إجراءات صارمة ضد الاتجار بالمخدرات والهجرة.

ومن شأن فرض التعريفات الجمركية على مستوردي النفط أن يخلف تأثيراً كبيراً على المصافي التي تعالج النفط الخام الكندي والمكسيكي وغيره من النفط الخام المستورد، ما يضطرها إلى دفع المزيد مقابل المواد الخام التي تستوردها.

وقال روب ثاميل مدير محفظة تورتويز كابيتال «ستظل الهوامش ضعيفة حتى نحصل على صورة واضحة فيما يتعلق باتجاه النمو الاقتصادي والتعريفات الجمركية المفروضة على كندا، وسوف تكون البيئة مليئة بالتحديات حتى ذلك الحين».

وقال أوستن لين، محلل التكرير والمنتجات النفطية لدى وود ماكنزي، إن الرسوم الجمركية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتضخيم الطلب العالمي المتباطئ على النفط.

ربما يكون هناك بعض الدعم للطلب على الوقود من سياسات ترامب الأخرى.

وقد تؤدي خطط ترامب لإلغاء الدعم عن المركبات الكهربائية ومحطات الشحن إلى إبطاء مبيعاتها وتعزيز الطلب على البنزين، إلى جانب تعهداته بمنع الواردات من الصين من السيارات والمكونات ومواد البطاريات.