في العقد الأخير، أصبحت أفلام الكوميكس والأبطال الخارقين ظاهرة لا يمكن تجاهلها في صناعة السينما العالمية، فرغم أن هذه الأفلام بدأت كجزء صغير من الصناعة، فإنها تحولت بسرعة إلى المحرك الرئيسي لعائدات شباك التذاكر.
وأصبحت الأفلام المستوحاة من عوالم مارفل ودي سي وغيرها من شركات الكوميكس تشكل جزءاً كبيراً من اقتصاد السينما، ما أثار اهتمام الاقتصاديين والمحللين حول التأثيرات الاقتصادية لهذه الظاهرة.
عائدات شباك التذاكر
وفقاً لتقرير صادر عن «Box Office Mojo» لعام 2023، حققت أفلام الأبطال الخارقين إجمالي إيرادات يقدر بأكثر من 12 مليار دولار عالمياً، وأكثر من 25% من إجمالي إيرادات شباك التذاكر العالمي تأتي من هذه الأفلام وحدها.
وعلى رأس هذه القائمة أفلام مثل «Avengers: Endgame» و«Spider-Man: No Way Home» اللذين تجاوزت إيراداتهما مليار دولار لكل فيلم.
هذه الإيرادات الهائلة لم تأتِ فقط من شباك التذاكر، بل من حقوق البث الرقمية، والمبيعات عبر منصات البث مثل ديزني بلس ونتفليكس.
وتشير تقديرات «Statista» إلى أن أرباح شركات الإنتاج من حقوق البث الرقمي لأفلام الكوميكس بلغت نحو 3 مليارات دولار في عام 2022.
الاستثمار في إنتاج الأفلام
تعد ميزانيات إنتاج أفلام الكوميكس من الأعلى في تاريخ السينما، فعلى سبيل المثال، بلغت تكلفة إنتاج فيلم «Avengers: Endgame» أكثر من 350 مليون دولار، وهو رقم يضع ضغوطاً كبيرة على شركات الإنتاج لتحقيق إيرادات ضخمة لتعويض هذا الاستثمار الضخم.
لكن هذه المخاطرة تأتي بأرباح مجزية، إذ تضاعفت عائدات الاستثمار في بعض الأفلام بأكثر من 10 أضعاف تكلفتها الإنتاجية.
تأثير اقتصادي شامل لأفلام الكوميكس
لم تقتصر تأثيرات أفلام الكوميكس على شباك التذاكر فقط، بل امتدت لتخلق عشرات الآلاف من فرص العمل في مجالات متعددة؛ من تصميم الأزياء إلى المؤثرات البصرية، وحتى الحملات التسويقية الكبرى، إذ يعتمد كل فيلم من أفلام الأبطال الخارقين على فريق عمل ضخم يتراوح بين 2000 و5000 شخص لكل فيلم.
وفقاً لتقرير «Hollywood Reporter» لعام 2023، وفّرت صناعة أفلام الكوميكس أكثر من 100,000 فرصة عمل جديدة في الولايات المتحدة فقط خلال العقد الأخير.
أفلام الكوميكس اقتصاد مرتبط بالمنتجات
واحدة من أكثر الجوانب الاقتصادية قوة في أفلام الكوميكس هي المنتجات المرتبطة بها؛ إذ تقدّر «Forbes» أن عائدات مبيعات المنتجات المرخصة مثل الألعاب، والملابس، والإكسسوارات المستوحاة من أفلام الأبطال الخارقين تجاوزت 6 مليارات دولار في عام 2022، وهذا الرقم يعكس نجاح هذه الأفلام في تحويل الاهتمام الجماهيري إلى قوة شرائية هائلة.
على الرغم من النجاحات الاقتصادية التي حققتها أفلام الكوميكس، يواجه هذا النوع من الأفلام تحديات كبيرة في المستقبل، إذ بدأ بعض النقاد والجماهير بالتعبير عن التشبع من هذه الأفلام، ما قد يؤدي إلى تراجع شعبيتها بمرور الوقت، لكن رغم ذلك يرى بعض المحللين أن التنوع المستمر في القصص والشخصيات يمكن أن يُطيل عمر هذه الظاهرة.
تأثير أفلام الكوميكس على اقتصاد صناعة السينما لا يمكن إنكاره؛ من إيرادات شباك التذاكر إلى فرص العمل، ومن المنتجات المرخصة إلى حقوق البث الرقمي، تستمر هذه الأفلام في تشكيل جزء كبير من اقتصاد هوليوود والعالم.
وبينما يظل المستقبل غير مؤكد، يبقى الأبطال الخارقون قوة اقتصادية لا يستهان بها.