من الصعب أن يتخصص طالب في العلوم أو الصيدلة أو الطب بدون عمل تجارب بيديه، ولكن التجهيزات الخاصة بالمعامل مكلفة في مصر، ومن هنا فكرت رائدة الأعمال خديجة البدويهي في حل هذه المشكلة من خلال التكنولوجيا، ووجدت أنه ليس هناك شركات كثيرة تقدم فكرة المعامل الافتراضية في المنطقة، ولذلك فكرت في PraxiLabs.
وقالت خديجة البدويهي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة براكسيلابس «كان لديّ تخوف من إطلاق شركة ناشئة متخصصة في العلوم، ولكن من الأشياء التي تعلمتها من والدي أني عندما تكون لديّ فكرة وأريد إثباتها فعليّ ألا أصرف عليها أموالاً كثيرة، فحاولت أن أبدأ بأقل تكلفة لكي أثبت الفكرة وأهميتها، فكنا نجرب الفكرة في 2016، لنرى إذا كنا سنجد من يشتريها أم لا، وفي 2017 بدأنا نبيع، وكان معنى ذلك أن الفكرة لديها القدرة على الاستمرار، طالما أن العميل وافق يشتريها، وبدأنا نغير ونقدم النسخة الحقيقية بعد المرحلة التجريبية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تقدم الشركة معامل افتراضية للعلوم سهلة الاستخدام، وبأسعار مناسبة للمؤسسات التعليمية والمدارس، كما أن المنصة لا تقتصر على توفير المعامل الافتراضية للعلوم فقط، بل تقوم أيضاً بدمج محتوى تعليمي ثري، يساعد الطلاب على فهم خطوات إجراء التجارب مع تزويدهم بمعلومات إضافية.
بدأت الفكرة فعلياً في 2019، لأن التجربة الأولى أثبتها فريق العمل، وقالت خديجة «انتظرنا عامين نبحث ونرصد ردود الفعل، وكانت البداية الحقيقية في 2019، وكل شيء تغير بالمنصة، وفي 2020 جاءت جائحة كورونا، وكنا في تلك المرحلة نحاول إقناع العملاء، وكان لدينا عملاء في مصر والسعودية، ونريد الخروج للعالم كله، ولكن عندما جاءت الجائحة كان العملاء يأتوننا من جامعات بالعالم كله، وعملنا مع 16 دولة، ولدينا عملاء في آسيا وأوروبا وأميركا وإفريقيا والشرق الأوسط، وفي ذلك الوقت فتحنا التجارب مجاناً للعالم كله، وجاءتنا ردود فعل إيجابية، واكتشفنا أن جامعات بأميركا وإنجلترا وغيرهما يضعون PraxiLabs ضمن المصادر التي يقدمونها للطلاب للاعتماد عليها في دراستهم، وكان عندنا 16 عميلاً، ووصلنا إلى أكثر من 25 جامعة، وعملنا مع وزارة التربية والتعليم في الإمارات، وبدأ يحدث نمو، بجانب الفوز في العديد من المسابقات».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
حصلت الشركة على 300 ألف دولار من الفوز بجائزة أحسن شركة ناشئة في إفريقيا، وهذا يعادل جولة استثمارية لبعض الشركات وفقاً للبدويهي، التي اختيرت في 2023 واحدة من 3 رائدات أعمال من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمبادرة كارتييه النسائية، كما اختيرت مؤخراً ضمن قائمة القادة العالميين الشباب (The Young Global Leaders) لعام 2025، يُعدّ مجتمع القيادات العالمية الشابة (YGL)، الذي أنشأه المنتدى الاقتصادي العالمي، من بين أكثر الشبكات تأثيراً في العالم، وأصبح لدى الشركة فرع بأميركا.
الطريق لم يكن سهلاً أمام الشركة، لكنها واجهت بعض التحديات، وتقول البدويهي: أكبر تحدٍّ هو أن المستثمرين لا يضعون أموالهم في مجال التعليم بشكل كبير، لأن المستثمر يقارننا بشركات في مجالات أخرى مربحة، وهذا واجهناه لفترة طويلة أعقبه تحقيق النمو المستهدف فعلياً، والتحدي الآخر هو إقناع الناس بالتكنولوجيا والتعليم Online، فقبل تفشي فيروس كورونا واجهنا مشكلة في ذلك، فكثيرون ما زالوا متمسكين بعمل أي شيء بأيديهم، ولكن الأمور تحسنت، والجامعات أصبحت على دراية بما نقوم به.
لدى البدويهي عوامل تعتمد عليها من أجل النجاح، وتقول «أولاً الحماس، فلو لم يكن لديك حماس لما تفعله فلن تكمل طريقك، ويجب أن يكون هناك شغف بالفكرة حتى يكون هناك تحمل للصعوبات التي نواجهها، هذا بجانب أنه من الخطأ التمسك بالرأي الشخصي بدون الالتفات لأراء الآخرين، فعلى رائد الأعمال أن تكون لديه الثقة في نفسه وقدراته، وفي الوقت نفسه يكون منفتحاً على آراء الآخرين، ويستمع لمن حوله، ومن عوامل النجاح أيضا اختيار الفريق».