بنك أوف أميركا: هل تقترب فقاعة أسهم الذكاء الاصطناعي من الانفجار؟

تظهر الشاشة مؤشر ستاندرد آند بورز (S&P) قبل إغلاق التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة، رويترز.
بنك أوف أميركا: هل تقترب فقاعة أسهم الذكاء الاصطناعي من الانفجار؟
تظهر الشاشة مؤشر ستاندرد آند بورز (S&P) قبل إغلاق التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة، رويترز.

يرى بنك أوف أميركا أنه مع استمرار المستثمرين في تكديس أموالهم في أسهم النمو بدأ شكل السوق يذكرنا بما يسمى بفقاعات «نيفتي فيفتي» في الستينيات و«دوت كوم» في أواخر التسعينيات.

وتتركز أسهم النمو في شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى التي تعتمد بشكل متزايد على ثورة الذكاء الاصطناعي، ويطلق عليها «العظماء السبعة»، وهي شركات أبل ومايكروسوفت وأمازون وألفابت وميتا وإنفيديا وتسلا.

لا تزال أسهم قطاع التكنولوجيا تنمو، ومن المتوقع أن تستمر في النمو في الأمد القريب، ولكن التاريخ يخبرنا أن فترات الفقاعات الشهيرة تجلب الكثير من المتاعب.

في تحذير لعملائهم قال استراتيجيو بنك أوف أميركا، في مذكرة في نهاية الأسبوع الماضي نقلها بزنس إنسايدر، إن مستويات تركيز الاستثمارات في أسهم مُحددة في السوق الأميركي أصبح واضحاً، حيث أصبحت أكبر خمسة أسهم في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تمثل الآن 26.4 في المئة من المؤشر، كما تشكل القيمة السوقية لأسهم «الاقتصاد الجديد» في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر من نصف القيمة الإجمالية للمؤشر، وهو رقم قياسي تاريخي غير مسبوق.

قال جاريد وودارد، استراتيجي تداول صناديق الاستثمار في بنك أوف أميركا، إن جزءاً من السبب وراء تركيز السوق إلى هذا الحد يرجع إلى الاستثمار السلبي، حيث يضخ المستثمرون الأموال في المؤشرات بلا تمييز، «تهيمن الصناديق السلبية على حصة سوقية تبلغ 54 في المئة من السوق».

واستطرد وودارد «إن تجاهل التقييمات والأساسيات من المستثمرين السلبيين يعني مكاسب كبيرة في فترات الابتكارات الجديدة، ولكن مخاطر كبيرة في فترة الركود»، وقد تعني مستويات التركيز المرتفعة هذه فترة طويلة من الألم للمستثمرين، كما حدث بعد فقاعتي «نيفتي فيفتي» و«دوت كوم».

وفق معدلات التركز الحالية سيتسبب انخفاض أسهم شركات الذكاء الاصطناعي بنسبة 50 في المئة أو أكثر (تراجع أقل مما حدث في انهيار فقاعة دوت كوم) في جر المؤشر بأكمله إلى الانخفاض بنسبة 40 في المئة.

كتب وودارد في مذكرة البنك «إذا ارتفعت القطاعات الثمانية خارج (الاقتصاد الجديد) بنسبة 10 في المئة وانخفضت حفنة من أسهم التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة بنسبة 10 في المئة، فإن المؤشر الإجمالي سيظل ثابتاً، هذا ليس أمراً صحياً أبداً».

إن تحذير وودارد من عقد صعب قادم للمستثمرين يتماشى مع آراء الاستراتيجيين في بنوك وول ستريت الكبرى الأخرى في الأشهر الأخيرة.

توقع مايك ويلسون، من مورغان ستانلي في ديسمبر الماضي، أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 سيشهد عقداً من العائدات «المستقرة» في المستقبل، وتوقع ديفيد كوستين، من غولدمان ساكس، أن المؤشر سيحقق عائداً سنوياً بنسبة 3 في المئة سنوياً في المتوسط على مدى السنوات العشر المقبلة.

كيف نتجنب الانهيار؟

لقد وضع البنك دليلاً لكيفية تجنب سوق هابطة و«عقد ضائع» قادم.

أولاً يجب مراقبة متى يبدأ مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ذو الوزن المتساوي في التغلب على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 المُرجح بأوزان الشركات.

كتب وودارد «لقد تفوق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ذو الوزن المتساوي على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 المُرجح بأوزان الشركات بنحو نقطة مئوية واحدة سنوياً منذ عام 1958، ولكن كانت هناك خمس فترات تفوق فيها مؤشر المُرجح بأوزان الشركات، «اليوم يبتعد الانحراف المعياري للمؤشر المرجح بأوزان الشركات 2.5 نقطة مقارنة بالاتجاه طويل الأجل التقليدي».

ثانياً على الصناديق والأفراد التركيز على الاستثمار في الأسهم عالية الجودة مع تعرض أقل لأسهم «العظماء السبع».

يوصي ديريك هاريس، رئيس استراتيجية محفظة إدارة الثروات والاستثمارات العالمية في بنك أوف أميركا، بألا تزيد حصة أي سهم في المحفظة على 15 في المئة.