شهدت الأسهم الأميركية هبوطاً حاداً يوم الاثنين وسط تصاعد التوترات التجارية ومخاوف متزايدة من إغلاق حكومي محتمل، ما أثار قلق المستثمرين بشأن احتمال دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود.
وجاء هذا التراجع امتداداً لعمليات البيع المكثفة التي شهدها الأسبوع الماضي، حيث زادت وتيرته مع تقدم جلسة التداول، ما أدى إلى خسائر حادة في جميع المؤشرات الرئيسية في وول ستريت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يوم الخميس، تراجع مؤشر ناسداك، المحمّل بأسهم التكنولوجيا، بأكثر من 10% من أعلى مستوى إغلاق له، مؤكداً دخوله في مرحلة تصحيح منذ بلوغه ذلك المستوى القياسي في 19 ديسمبر، كما أغلق مؤشر S&P 500 دون متوسطه المتحرك لـ200 يوم، وهو مستوى دعم رئيسي يُراقبه المستثمرون، وذلك للمرة الأولى منذ نوفمبر 2023.
وفي هذا السياق، قال توم هاينلين، كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك U.S. Bank Wealth Management في مينيابوليس: «التراجع الحاد خلال يوم واحد أمر ملحوظ، لكننا نشهد نوعاً من التراجع الطبيعي الذي يحدث عادةً في الأسواق الصاعدة، ومع ذلك تتزايد المخاوف، والمستثمرون يتجهون نحو الحذر، لكننا لم نرَ بعد انعكاسات واضحة لهذه المخاوف في البيانات الاقتصادية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
من جانبه، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد التعليق على رد فعل الأسواق السلبي تجاه سياساته المتقلبة المتعلقة بالتعريفات الجمركية، والتي أثارت مخاوف من أن تؤدي إلى ركود اقتصادي.
وفي خطوة تعكس القلق المتزايد، خفض بنك HSBC تصنيفه الأسهم الأميركية، مشيراً إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالرسوم الجمركية، كما أظهر استطلاع أجرته رويترز أن المخاطر المتزايدة للركود لا تقتصر على الولايات المتحدة فحسب، بل تشمل كندا والمكسيك أيضاً.
أسهم التكنولوجيا تحت الضغط
تتعرض أسهم التكنولوجيا لضغوط نتيجة ارتفاع الين الياباني وارتفاع عائدات السندات الحكومية، حيث يقوم المستثمرون بالتخارج من صفقات «الكاري تريد» (Carry Trade) على خلفية التوقعات برفع أسعار الفائدة في اليابان. وتقوم هذه الاستراتيجية على الاقتراض بالين منخفض الفائدة للاستثمار في عملات وأصول ذات عوائد أعلى، إلا أن تفكيك هذه المراكز أدى إلى عمليات بيع واسعة في أسهم التكنولوجيا، بما في ذلك شركات مجموعة «Magnificent 7» المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الصدد، قال توماس هايز، رئيس شركة Great Hill Capital في نيويورك: «إذا كنت تريد معرفة ما يحدث في السوق الأميركية، فتوقف عن التركيز على التعريفات الجمركية وابدأ في متابعة عائدات السندات اليابانية. تفكيك صفقات الكاري تريد يؤدي إلى تراجع حاد في أسهم التكنولوجيا، خاصةً شركات Mag 7».
التوترات السياسية تزيد من الضبابية
يواجه الكونغرس الأميركي سباقاً مع الزمن لإقرار مشروع قانون إنفاق لتجنب إغلاق حكومي، في حين تستعد الصين لفرض رسوم جمركية انتقامية على بعض الواردات الأميركية بدءاً من يوم الاثنين، بينما ينتظر المستثمرون تطبيق التعريفات الأميركية الجديدة على بعض المعادن الأساسية في وقت لاحق من الأسبوع.
أداء الأسواق
بحسب البيانات الأولية، تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.69% فاقداً 155.21 نقطة ليغلق عند 5,614.99 نقطة، فيما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3.99% متراجعاً 726.01 نقطة ليصل إلى 17,470.21 نقطة، أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد خسر 890.63 نقطة أو2.08% ليغلق عند 41,911.09 نقطة.
على صعيد الشركات، هبطت أسهم تسلا بشكل حاد وسط تراجع جاذبية شركة السيارات الكهربائية بعد إقالة إيلون ماسك عدداً من المسؤولين في إطار سياسة «كفاءة الحكومة»، إضافة إلى احتجاجات بسبب دعمه الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، كما تراجعت أسهم كوين بيس ومايكروستراتيجي متأثرة بانخفاض أسعار البيتكوين.