أعلنت شركة بيبسيكو استحواذها على العلامة التجارية الشهيرة للمشروبات البروبيوتيك «بوبّي» (Poppi) في صفقة بلغت قيمتها 1.65 مليار دولار، في خطوة تعكس توجه الشركة نحو المنتجات الصحية، وسط تزايد عزوف المستهلكين عن المشروبات المحلاة والوجبات غير الصحية.
وتأتي هذه الصفقة بعد سلسلة من عمليات الاستحواذ التي قامت بها بيبسيكو لتعزيز محفظتها من المنتجات الصحية، حيث اشترت في يناير الماضي شركة «سييتي فودز» (Siete Foods) المتخصصة في رقائق الشيبس الخالية من الجلوتين مقابل 1.2 مليار دولار، كما استحوذت في أواخر العام الماضي على النصف المتبقي من شركة الحمص «صبرا» (Sabra) الذي لم تكن تملكه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقال رامون لاغوارتا، الرئيس التنفيذي لبيبسيكو، في بيان يوم الاثنين: «لطالما قمنا بتطوير محفظتنا من الأغذية والمشروبات عبر الابتكار والاستحواذ الاستراتيجي، لتقديم خيارات أكثر إيجابية للمستهلكين».
وأضاف: «أكثر من أي وقت مضى، يبحث المستهلكون عن خيارات مريحة ولذيذة تتناسب مع أنماط حياتهم واهتمامهم المتزايد بالصحة والعافية، بوبّي يُعد إضافة مثالية لجهودنا في تحويل محفظتنا لتلبية هذه الاحتياجات».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
المنافسة في سوق المشروبات الصحية
يمكن أن يمنح استحواذ بيبسيكو على «بوبّي» ميزة تنافسية على منافستها «أولي بوب» (Olipop)، بفضل اتفاقيات التوزيع الضخمة لبيبسيكو وميزانيتها التسويقية الواسعة، ومع ذلك لا تزال كلتا العلامتين حديثتي العهد بالسوق وتتمتعان بفرصة كبيرة للنمو من حيث المبيعات والوعي العام.
وعلى الرغم من شعبية المشروبات البروبيوتيك المتزايدة، فإن 5% فقط من المستهلكين يشربونها بانتظام، وفقاً لشركة أبحاث السوق «زابّي» (Zappi).
وقالت ناتالي كيلي، كبيرة مسؤولي التسويق في «زابّي»، لشبكة CNN: «التحدي الأكبر لهذه العلامات التجارية هو الفجوة بين الوعي بالعلامة التجارية وفهم فوائدها الصحية، فبينما سمع معظم المستهلكين عن المشروبات البروبيوتيك، إلا أن الثلث فقط يفهمون ماهيتها وكيفية عملها».
الصفقة لا تزال خاضعة لموافقة الجهات التنظيمية، ولم تعلن بيبسيكو عن موعد إتمامها.
نمو «بوبّي» وسط منافسة متزايدة
اكتسبت «بوبّي» قاعدة جماهيرية مخلصة منذ ظهورها في برنامج «شارك تانك» (Shark Tank) عام 2018، عندما كانت تُعرف باسم «ماثر بيفيرج» (Mother Beverage) وتسوّق الشركة مشروباتها على أنها غنية بالبروبيوتيك وخل التفاح، ما يساعد على تحسين صحة الأمعاء، رغم أن هذه الادعاءات الصحية لا تزال موضع جدل.
ولم تكن بيبسيكو وحدها في هذا التوجه، فقد أطلقت منافستها كوكاكولا الشهر الماضي علامتها الخاصة من المشروبات البروبيوتيكية تحت اسم «سيمبلي بوب» (Simply Pop)، كما دخلت علامات أخرى مثل «سبيندريفت صودا» (Spindrift Soda) و«بلوم نيوتريشن» (Bloom Nutrition) إلى السوق مؤخراً.
وقال دواين ستانفورد، رئيس تحرير «بيفرج دايجست» (Beverage Digest)، لشبكة CNN: «فترة الترقب لم تنتهِ بالنسبة لشركات المشروبات الكبرى مثل بيبسيكو وكوكاكولا، لقد رأت هذه الشركات ما يكفي للانضمام إلى السباق».
وفي الوقت نفسه، ألغت بيبسيكو خططها لإطلاق مشروب بروبيوتيك خاص بها يعتمد على علامتها «سولبوست» (Soulboost).
مستقبل السوق والمنافسة بين بيبسي وكوكاكولا
على الرغم من شعبية «بوبّي»، لم تخلُ رحلتها من الجدل، حيث تعرضت الشركة لانتقادات واسعة خلال نهائي السوبر بول الشهر الماضي بعد توزيعها ماكينات بيع «بوبّي» بالحجم الكامل على المؤثرين، وهي خطوة وصفها بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بأنها «غير واقعية» و«منفصلة عن الجمهور».
لكن بغض النظر عن الجدل، لا يبدو أن السوق الصحي للمشروبات في تباطؤ. فوفقاً لأبحاث كوكاكولا، فإن قطاع «المشروبات الوظيفية»، وهو المصطلح الذي يشير إلى المشروبات غير الكحولية التي تقدم فوائد صحية إضافية، ينمو بوتيرة أسرع من المشروبات الغازية التقليدية، ومن المتوقع أن يحقق مبيعات بقيمة ملياري دولار بحلول عام 2029.
وفي الشهر الماضي، حصلت «أولي بوب» على تقييم بقيمة 1.85 مليار دولار بعد جولة تمويلية جمعت خلالها 50 مليون دولار، وأعلنت أنها حققت أرباحاً لأول مرة منذ إطلاقها عام 2018، حيث ضاعفت مبيعاتها السنوية إلى 400 مليون دولار، وعلى النقيض لم تكشف «بوبّي» عن تقييمها السوقي بعد.
واختتم ستانفورد حديثه بالقول: «سنرى أي استراتيجية ستنجح، الشراء كما فعلت بيبسيكو، أم البناء عبر تطوير علامة تجارية كما تفعل كوكاكولا. الكثير من ذلك يعتمد على ما إذا كان قطاع مشروبات صحة الأمعاء سيستمر طويلاً أم أنه مجرد ظاهرة مؤقتة».