الدولار يتراجع وسط ترقب العالم لرسوم ترامب الجمركية المقبلة

الدولار الأميركي

تراجع الدولار قليلاً دون أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع أمام العملات الرئيسية، وسط حذر المتعاملين وانتظار وضوح بشأن الرسوم الجمركية الجديدة التي سيعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2 أبريل نيسان.

واستقر مؤشر الدولار عند 103.5 نقطة بحلول العاشرة صباحاً بتوقيت دبي، بعد أن بلغ 104.22 يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى منذ 7 مارس آذار، وقد حقق المؤشر مكسباً نسبته 0.4 في المئة الأسبوع الماضي، وهو أول ارتفاع أسبوعي هذا الشهر.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويرى مراقبون أن مسار الدولار هذا العام يتأثر بشكل كبير بتناقض التوقعات حول سياسات ترامب التجارية، فبعد تفاؤل مبدئي بسياسات داعمة للنمو، طغى القلق من تأثير سياسات جمركية عدوانية قد تجر الاقتصاد إلى ركود محتمل.

تأثير الرسوم المقبلة على الأسواق

تتجه الأنظار إلى 2 أبريل نيسان، حين ستكشف الإدارة الأميركية عن مجموعة من الرسوم الجمركية الانتقامية على عدد من الدول، وأشار محللون في بنك «غولدمان ساكس» في مذكرة بحثية إلى أنهم خفضوا توقعاتهم السابقة لقوة الدولار، لكنهم ما زالوا يتوقعون قدراً من الارتفاع من المستويات الحالية، وفقاً لرويترز.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأكدوا أن السوق تفاعلت سريعاً مع تراجع الآفاق الاقتصادية الأميركية، رغم أن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يدعم الدولار بطريقة غير مباشرة.

وأضافوا أن اقتصادييهم خفضوا توقعات النمو في الولايات المتحدة لعام 2025، مرجعين ذلك إلى زيادة كبيرة متوقعة في الرسوم الأميركية، وهو ما قد يضغط على النمو الاقتصادي لكنه يدعم الدولار نسبياً في ظل الطلب على الأصول الأميركية.

أداء العملات الرئيسية

سجل الدولار ارتفاعاً بواقع 0.35 في المئة مقابل الين الياباني ليصل إلى 149.83 ين، ويواكب هذا الارتفاع صعود العوائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 2.5 نقطة أساس، لتصل إلى 4.2790 في المئة.

وترتبط حركة الدولار/ين عادة بتغيرات عائدات السندات.

من جهته، صعد اليورو بنسبة 0.1 في المئة إلى 1.0819 دولار، منتعشاً من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1.0795 دولار الذي سجله الجمعة، وكان اليورو قد بلغ 1.0955 دولار في الأسبوع الماضي، مدفوعاً بآمال تخفيف القيود المالية الألمانية وتعزيز الإنفاق العسكري والبنية التحتية، لكنه تراجع قبل التصويت البرلماني على ما يُسمى بـ«مكابح الدين».

وبعد إقرار التعديل الجمعة، يشير محللون في «كومنويلث بنك أوف أستراليا» إلى أن أثر هذه الإجراءات لن يتحقق سريعاً، ما قد يحد من مكاسب اليورو.

في المقابل، حافظ الجنيه الإسترليني على استقراره عند 1.2914 دولار، وكذلك الدولار الأسترالي عند 0.6277 دولار أميركي.

العملات المشفرة والليرة التركية

ارتفعت بيتكوين بنحو 2 في المئة لتصل إلى 87,006 دولارات أميركية، محافظة على مسار صاعد في ظل اهتمام متجدد بالعملات الرقمية.

أما الليرة التركية، فحافظت على استقرارها حول 38.0050 ليرة مقابل الدولار الأميركي، بعدما كانت هوت إلى مستوى قياسي عند 42 ليرة للدولار الأسبوع الماضي، وجاء هذا الانخفاض الحاد عقب تعليق البنك المركزي التركي لمزادات إعادة الشراء لأجل أسبوع ورفعه سعر الفائدة الليلية إلى 46 في المئة، في تحول يرى فيه الخبراء توجهاً نحو تشديد السياسات النقدية.

تزامن ذلك مع تطور سياسي مهم، إذ أُودع رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، السجن بتهم تتعلق بالفساد، وهو ما ينفيه بشدة، وواجهت هذه الخطوة انتقادات دولية ومحلية وُصفت بأنها تسييس واضح للقضاء، خاصة مع احتشاد الآلاف احتجاجاً على هذا الإجراء.

ترقب واسع وتحركات محسوبة

في ظل ترقب العالم للرسوم الأميركية المقبلة واحتمال تصاعد التوترات التجارية، تبقى أسواق العملات في حالة حذر، ويبدو أن الدولار سيظل في دائرة الضوء، بين مخاوف ركود محتمل وتوقعات بأن ترفع التعريفات الجمركية قيمته بسبب زيادة الإقبال على الأصول الأميركية.

في المقابل، تحاول عملات أخرى الاستفادة من أي استقرار داخلي أو قرارات اقتصادية داعمة، مع تأكيد خبراء الأسواق أن المشهد يتسم بالحذر والانتظار لمجريات السياسة والاقتصاد العالمي.