وول ستريت تختتم ربعاً مضطرباً وسط ضبابية في التوقعات

وول ستريت تختتم ربعاً مضطرباً وسط ضبابية في التوقعات

اختتمت وول ستريت ربعاً مضطرباً شهد تسجيل مستويات قياسية قبل أن تنزلق الأسهم إلى تصحيح حاد، وسط ضبابية كبيرة تحيط بالسياسات المستقبلية وتأثيرها على الأسواق.

أنهى مؤشر S&P 500 الربع الأول منخفضاً بنسبة 4.6%، وهو أسوأ أداء له خلال الأشهر الثلاثة الأُولى من أي عام منذ عام 2022.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تراجع الثقة وتزايد المخاوف

بدأ المستثمرون العام بتفاؤل بشأن سياسات النمو التي تتبناها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم في مواجهة عناوين إخبارية مقلقة تتعلق بالرسوم الجمركية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقد زاد تراجع ثقة المستهلك إلى جانب المخاوف من أن السياسات التجارية الحمائية لترامب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم؛ ما أثار مخاوف من ركود اقتصادي، أو حتى ركود تضخمي.

مؤشرات القلق في السوق

على الرغم من الأداء الضعيف لسوق الأسهم، فإن مؤشر Cboe Volatility Index (VIX) الذي يقيس تقلبات السوق ويُعرف باسم «مؤشر الخوف»، لم يتجاوز حاجز 30 نقطة؛ وهو مستوى يُنظر إليه عادةً على أنه إشارة إلى حالة من الذعر الشديد.

في العشر حالات السابقة التي شهد فيها S&P 500 تصحيحات لم تتطور إلى سوق هابطة، تجاوز VIX مستوى 30 في جميع الحالات تقريباً، بمتوسط قمة عند 37 نقطة.

لكن مع استمرار المؤشر دون هذا المستوى، يخشى بعض المحللين أن الأسوأ ربما لم يحدث بعد.

يقول ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة Interactive Brokers: «ارتفاع VIX من مستوى 17 خلال الجلسات القليلة الماضية يعكس زيادة الطلب من المؤسسات المالية على الحماية من التقلبات، لكن السوق لم تصل إلى مرحلة الذعر الكامل بعد».

«العمالقة السبعة» تتلقى ضربة قوية

كانت الأسهم التقنية الكبرى المعروفة باسم «Magnificent Seven»، من بين الأكثر تضرراً، حيث انخفضت في المتوسط بنسبة 16% خلال هذا الربع.

وشملت هذه الشركات: أبل (AAPL) ومايكروسوفت (MSFT) وألفابت (GOOGL) وأمازون (AMZN) وإنفيديا (NVDA) وميتا (META) وتسلا (TSLA).

ونظراً لثقل هذه الأسهم داخل مؤشر S&P 500، فقد أدى ضعف أدائها إلى تراجع أداء المؤشر العام مقارنةً بالمؤشر الموزون بالتساوي S&P 500 Equal Weight، بفارق 3.5 نقطة مئوية، وهو ثالث أكبر تراجع في الأداء خلال الـ16 ربعاً الأخيرة.

ومع ذلك، لا تزال هذه الشركات تُهيمن على السوق، حيث تشكل الآن 30.5% من إجمالي وزن المؤشر، منخفضةً من 33.5% في بداية الربع، وفقاً لبيانات LSEG.

تقول سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين في Principal Asset Management: «رغم تراجع المعنويات تجاه أسهم التكنولوجيا الكبرى، فإن إمكانيات نمو الأرباح لهذه الشركات لا تزال قوية، ما يعني أن أحد أبرز محركات الأداء الاستثنائي للاقتصاد الأميركي لم ينتهِ بعد».

ماذا بعد؟

حتى الآن، لم يُغلق مؤشر S&P 500 دون أدنى مستوياته المسجلة في 13 مارس، والتي أكدت دخوله في تصحيح، ولكن الاقتراب من هذا المستوى خلال الجلسات الأخيرة جعل المستثمرين متوجسين من احتمالية حدوث مزيد من التراجع.

يقول مارك هاكيت، كبير استراتيجيي السوق في Nationwide: «المستثمرون يتساءلون عن احتمالية إعادة اختبار مستوى 13 مارس، خاصةً أن القيعان الحادة على شكل V نادراً ما تحدث».

نظرة تاريخية متفائلة

تشير البيانات التاريخية إلى أن السوق قد تشهد تحسناً في الربع الثاني، فمنذ عام 1928، ارتفع مؤشر S&P 500 بمعدل 1.5% في الربع الأول، بينما بلغ متوسط ارتفاعه في الربع الثاني 2.3%.

أما خلال الفترات التي شهدت تراجعاً حاداً، فقد حقق المؤشر، في المتوسط، مكاسب تفوق الأداء العادي، وفقاً لتحليل بيانات LSEG منذ عام 2000.

وفي حالات التراجع الفصلي التي تجاوزت 5%، سجل المؤشر متوسط ارتفاع قدره 2.2% في الربع التالي، مقارنة بمتوسط 1.5% لكل الأرباع.

يختتم هاكيت تحليله بقوله: «في هذه المرحلة، يبدو أن التصحيح يتماشى أكثر مع سيناريو 10% انخفاضاً، وليس سوقاً هابطة طويلة الأمد».