شبح «الاثنين الأسود» يطارد الأسواق.. ماذا ننتظر هذا الأسبوع؟

الأسواق تنتظر أسبوعاً حاسماً وسط مخاوف من أزمة مالية (شترستوك)
شبح «الاثنين الأسود» يطارد الأسواق.. ماذا ننتظر هذا الأسبوع؟
الأسواق تنتظر أسبوعاً حاسماً وسط مخاوف من أزمة مالية (شترستوك)

تستعد الأسواق المالية لبداية أسبوع مملوء بالتحديات وسط مخاوف متزايدة من تكرار سيناريو «الاثنين الأسود» الذي شهدته الأسواق العالمية في عام 1987.

ومع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يترقب المستثمرون البيانات الاقتصادية التي ستحدد اتجاه الأسواق في الأيام المقبلة، وعلى رأسها بيانات التضخم في الولايات المتحدة، ومبيعات التجزئة في منطقة اليورو، فضلاً عن عدد من البيانات المهمة في بريطانيا والصين وألمانيا.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

بيانات اقتصادية مهمة

من المتوقع أن تهيمن بيانات مؤشر أسعار المستهلك وأسعار المنتجين في الولايات المتحدة على الأسواق هذا الأسبوع؛ إذ يرى المحللون أن تكشف هذه البيانات عن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على التضخم، وهو ما قد يسهم في تحديد اتجاهات سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في الفترة القادمة.

في هذا السياق، يُنتظر أيضاً محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الذي يصدر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، الذي قد يقدم المزيد من التوضيحات حول مواقف البنك المركزي الأميركي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أما في أوروبا، تراقب الأسواق بيانات مبيعات التجزئة في منطقة اليورو وأداء الإنتاج الصناعي في ألمانيا، وتشير التوقعات إلى أن هذه البيانات قد تكشف مدى قدرة الاقتصاد الأوروبي على الصمود أمام التحديات التجارية العالمية.

وفي المملكة المتحدة، قد توفر أرقام الناتج المحلي الإجمالي لشهر فبراير شباط 2025 بعض الأمل بخصوص استقرار الاقتصاد البريطاني.

الأسواق الأميركية والعالمية

عانت أسواق الأسهم الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي من تراجعات حادة، إذ فقدت أسواق الأسهم أكثر من 5 تريليونات دولار من قيمتها السوقية بعد فرض الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 34 في المئة على السلع الأميركية.

وتراجع مؤشر داو جونز بأكثر من 2200 نقطة، وانهارت أسواق التكنولوجيا مثل ناسداك، ما دفع بعض الأسواق إلى الدخول في مرحلة «تصحيح» جراء الانخفاض الكبير.

وقد حذر الخبراء الماليون، مثل جيم كريمر من قناة سي إن بي سي، من إمكانية تكرار سيناريو «الاثنين الأسود» إذا استمرت التوترات التجارية دون تدخل دبلوماسي، ووأشار كريمر إلى أن الأسواق قد تشهد مزيداً من التدهور إذا لم يتخذ الرئيس الأميركي إجراءات عاجلة لتخفيف هذه الأزمات التجارية.

تقلبات جديدة مع بداية الأسبوع

في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون في الأسواق الأميركية انطلاق جلسات التداول، تظهر التوقعات بأن الأسواق قد تواجه أسبوعاً آخر من التقلبات الكبيرة بسبب تأثير الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية.

على سبيل المثال، في اليومين التاليين لإعلان ترامب عن الرسوم الجمركية، انخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 10.5 في المئة، ما تسبب في خسارة تقدر بنحو 5 تريليونات دولار من قيمته السوقية.

«السوق الصاعدة انتهت»، حسب ما صرَّح مارك مالك، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة سيبرت فاينانشال، لوكالة رويترز، مشيراً إلى أنه قد تسجل الأسواق بعض المكاسب خلال الأيام القادمة، ولكنها لن تكون مستدامة.

هل تشهد الأسواق انهياراً جديداً؟

تزداد المخاوف من أن تكرار انهيار الأسواق في 1987 قد يكون وشيكاً في ظل هذه التوترات التجارية المستمرة، لذلك سيكون من الضروري متابعة ردود الأفعال الاقتصادية هذا الأسبوع باعتباره نقطة تحول قد تؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية في المدى القريب.

ومع ذلك، يعتقد بعض المتداولين أن الأسواق قد تشهد محاولة للانتعاش، إذ قال ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة إنترأكتيف بروكر، لوكالة رويترز «من المحتمل أن نرى يوماً مرتفعاً هذا الأسبوع، ولكن أي انتعاش مستدام قد يستغرق وقتاً طويلاً، وقد لا يأتي قبل ثلاثة إلى أربعة أسابيع».