النفط يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية مع هدوء التوترات

برنت يصعد فوق 67 دولاراً بفعل آمال التجارة والعقوبات (شترستوك)
النفط يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية مع هدوء التوترات
برنت يصعد فوق 67 دولاراً بفعل آمال التجارة والعقوبات (شترستوك)

سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً بأكثر من ثلاثة في المئة خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بآمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب فرض عقوبات أميركية جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية، ما زاد من مخاوف نقص الإمدادات في الأسواق العالمية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.11 دولار، أو ما يعادل 3.2 في المئة، لتستقر عند 67.96 دولار للبرميل، فيما صعد الخام الأميركي بمقدار 2.21 دولار، أو بنسبة 3.54 في المئة، ليغلق عند 64.68 دولار للبرميل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وعلى مستوى الأداء الأسبوعي، سجل كلا الخامين مكاسب تقترب من خمسة في المئة، وهي أول مكاسب أسبوعية لهما منذ ثلاثة أسابيع، في ظل تفاؤل المستثمرين بتراجع حدة التوترات التجارية وإمكانية دعم الأسعار بفعل تراجع المعروض العالمي.

وتأتي هذه الارتفاعات بالتزامن مع استعداد الأسواق لعطلة عيد الفصح، ما يجعل يوم الخميس هو يوم التسوية الأخير في الأسبوع، وسط توقعات بانخفاض أحجام التداول خلال العطلة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إنه متفائل بشأن تسوية الخلافات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مضيفاً، «لن نواجه مشكلة كبيرة في التوصل إلى اتفاق مع أوروبا أو غيرها، لأننا نملك ما يريده الجميع».

وتعزز هذه التصريحات التوقعات بإمكانية تقليل الأثر السلبي للتعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً، والتي أثارت مخاوف من تراجع الطلب العالمي على الطاقة.

وقال مدير العقود الآجلة للطاقة في «ميزوهو»، بوب ياجر، إن «التوصل إلى اتفاق مع أوروبا يمكن أن يحد من تدمير الطلب المرتبط بتلك التعريفات».

في المقابل، واصلت الولايات المتحدة تشديد الضغوط على إيران من خلال فرض عقوبات جديدة استهدفت شركات ومصافي نفط صينية صغيرة تُعرف باسم «مصافٍ إبريق الشاي»، وهو مصطلح يُستخدم في القطاع للإشارة إلى المصافي الصغيرة والمستقلة ذات القدرات التقنية المحدودة.

وقال جون كيلداف، الشريك في شركة «أجين كابيتال»، إن «هذه العقوبات شاملة للغاية، وتركز على مصافي الشاي الصينية، إنها تمثل خسارة محتملة في المعروض للسوق العالمية».

وأصدرت واشنطن كذلك عقوبات إضافية استهدفت شركات وسفناً يُعتقد أنها تُستخدم في تسهيل شحنات النفط الإيراني إلى الصين، وذلك ضمن ما يُعرف بـ«الأسطول الظل» الإيراني، والذي لطالما استخدمته طهران لتجاوز القيود المفروضة على صادراتها النفطية.

وذكرت شركة «جيلبر آند أسوشيتس» الاستشارية في مذكرة تحليلية أن «الولايات المتحدة تواصل فرض عقوبات صارمة على إيران والمشترين المحتملين لنفطها، فيما تؤكد منظمة أوبك+ التزامها بالحفاظ على استقرار السوق من خلال التحكم بالإنتاج، مع مرونة تتيح لها خفض الإمدادات إذا دعت الحاجة».

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة أوبك أنها تلقت خططاً محدثة من العراق وكازاخستان ودول أخرى تتعهد فيها بتقليص الإنتاج تعويضاً عن تجاوزها للحصص المقررة سابقاً.

لكن رغم هذه التحركات الداعمة، خفضت مؤسسات عالمية عدة، منها وكالة الطاقة الدولية وبنوك كبرى مثل «غولدمان ساكس» و«جيه بي مورغان»، توقعاتها لأسعار النفط ونمو الطلب، في ظل التأثير المستمر للتعريفات الأميركية وإجراءات الرد الانتقامي التي أضرت بسلاسة التجارة العالمية.

وبينما تزداد المخاطر الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية، يبقى سوق النفط في حالة ترقب مستمر لتطورات المفاوضات التجارية والعقوبات الأميركية، التي سيكون لها تأثير مباشر على مستقبل أسعار الطاقة في النصف الثاني من العام.