أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على ارتفاع طفيف بعد تذبذبه بين المكاسب والخسائر خلال جلسة الأربعاء، في وقت يترقب فيه المستثمرون دفعة جديدة من البيانات الاقتصادية، وذلك عقب بداية قوية للأسبوع مدعومة ببيانات تضخم ضعيفة وهدنة جمركية مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين.
ويركّز المستثمرون حالياً على مستجدات ملف التجارة، في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته في منطقة الخليج، والتي شهدت التزام السعودية بتقديم استثمارات تصل إلى 600 مليار دولار، كما ارتفعت أسهم بعض شركات التكنولوجيا الأميركية بعد إعلان الإدارة الأميركية عن إبرام صفقات متعلقة بالذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط يوم الثلاثاء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقال تيم غريسكي، كبير استراتيجيي المحافظ في شركة «إنغولز آند سنايدر» في نيويورك: «هناك حالة من عدم اليقين المستمرة بشأن ما سيقوله زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس ترامب، حول التجارة»، مضيفاً أنه رغم التجميد المؤقت للرسوم الجمركية، فإنه لا توجد اتفاقيات نهائية حتى الآن، وأوضح: «الإعلانات الأخيرة كانت إيجابية وأدت إلى صعود حاد، لكن الغموض لا يزال قائماً».
وكانت الأسهم الأميركية قد سجلت مكاسب قوية، يوم الاثنين، وواصلت الصعود يوم الثلاثاء بعد أن اتفقت واشنطن وبكين على تعليق النزاع التجاري بينهما لمدة 90 يوماً، كما ساعدت البيانات الاقتصادية الصادرة الثلاثاء، والتي أظهرت انتعاشاً معتدلاً في أسعار المستهلكين الأميركيين خلال أبريل، في دعم السوق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وسبق ذلك إعلان واشنطن في 9 أبريل عن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على الدول غير الصين، إضافة إلى اتفاق تجاري محدود مع المملكة المتحدة، وهو ما ساعد أيضاً في تعزيز أسواق الأسهم.
من جانبه، قال نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون، الأربعاء، إن بيانات التضخم الأخيرة تشير إلى إحراز تقدم نحو تحقيق هدف البنك المركزي المتمثل في نسبة تضخم 2%، لكنه أشار إلى أن التوقعات لا تزال غير واضحة، أما رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، فقال إن البيانات الحالية لا تعكس بالضرورة تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة.
وحسب البيانات الأولية، ارتفع مؤشر S&P 500 بمقدار 5.56 نقطة أو ما يعادل 0.09% ليغلق عند 5,892.11 نقطة، كما صعد مؤشر ناسداك المركب بمقدار 132.91 نقطة أو 0.70% ليصل إلى 19,142.99 نقطة، في المقابل، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 95.43 نقطة أو 0.23% ليغلق عند 42,045.00 نقطة.
ومن المقرر أن يتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس، حيث ستترقب الأسواق تصريحاته لمعرفة توجه البنك المركزي بشأن التيسير النقدي خلال المرحلة المقبلة.
وبما أن يوم الأربعاء كان هادئاً من حيث صدور البيانات الاقتصادية، قال أندرو غراهام، الشريك المؤسس لشركة «جاكسون سكوير كابيتال»، إن المستثمرين يترقبون صدور مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة لشهر أبريل صباح الخميس، وأضاف: «الجميع يبحث عن أدلة تشير إلى أن تأثير الرسوم الجمركية بدأ بالتسرب إلى الاقتصاد الحقيقي»، لكنه أشار إلى أن التجميد المؤقت للرسوم لمدة 90 يوماً خفّف من تلك المخاوف في الوقت الحالي.
وأوضح غراهام: «نحن الآن في مرحلة تكون فيها الأخبار الجيدة إيجابية للسوق، أما الأخبار السلبية فلا تؤثر كثيراً».
وسجلت أسهم الشركات الكبرى وأسهم النمو مكاسب، وكان من أبرز الرابحين شركة Nvidia، فيما ارتفعت أسهم شركة Advanced Micro Devices بعد إعلانها عن برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة 6 مليارات دولار.
كما ارتفعت أسهم شركة بوينغ بعد أن وقّعت شركة الخطوط الجوية القطرية اتفاقاً لشراء طائرات من الشركة الأميركية خلال زيارة ترامب للدوحة.
في المقابل، تراجعت أسهم شركة American Eagle Outfitters بعد أن سحبت الشركة توقعاتها السنوية، مشيرة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن التوترات التجارية.