رغم أرباح الربع الأول.. الشركات الأوروبية تعاني من ضبابية المستقبل في عهد ترامب

أرباح شركات الاتحاد الأوروبي تتجاوز التوقعات. شاتر ستوك
رغم أرباح الربع الأول.. الشركات الأوروبية تعاني من ضبابية المستقبل في عهد ترامب
أرباح شركات الاتحاد الأوروبي تتجاوز التوقعات. شاتر ستوك

على الرغم من تحقيق الشركات الأوروبية أرباحاً قوية في الربع الأول، والهدنة التجارية المُبرمة حديثاً، لا يزال المستثمرون الأوروبيون يواجهون حالة من عدم اليقين.

وفقاً لمؤشر مجموعة بورصات لندن ارتفعت أرباح الشركات الأوروبية في الربع الأول بنسبة 1.9 في المئة مقارنةً بالربع نفسه من العام الماضي، مسجلةً بذلك نمواً للربع الرابع على التوالي، وإذا تم استثناء قطاع الطاقة، سيبلغ معدل ارتفاع الأرباح 7.3 في المئة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

سيطر تأثير رسوم ترامب الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي على بيانات الشركات، بينما حذرت بعض الشركات من قوة اليورو وتأثيره على القدرة على التصدير، وبالتالي الإيرادات.

عدم اليقين

ألقت خطط ترامب للرسوم الجمركية بظلالها على الأرباح، حيث قامت غالبية الشركات بالاحتفاظ بالتوقعات نفسها أو إلغائها من الأساس، على الرغم من البداية القوية للأعمال.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قال ماجيش كومار شاندراسيكاران، استراتيجي الأسهم في باركليز «آخر مرة شهدنا فيها هذه الحالة من عدم اليقين وضعف الرؤية كانت في بداية جائحة كوفيد-19».

على الرغم من الأداء الأفضل من المتوقع، حيث تجاوزت 60 في المئة من الشركات التقديرات السابقة للأرباح، فإن تقديرات الأرباح للعام بأكمله تم تخفيضها منذ اندلاع حرب ترامب التجارية.

قال كيفن ثوزيت، عضو لجنة الاستثمار في كارمينياك «سيكون من الصعب التنبؤ بأداء الشركات لباقي العام نظراً للتطورات الكبيرة التي حدثت منذ نهاية الربع الأول من العام».

عقاب فوري

وفقاً لغولدمان ساكس، انخفض سعر أسهم الشركات التي أعلنت عن نتائج دون التوقعات بنسبة 2 في المئة في المتوسط، وهو الانخفاض الأشد حدة في السنوات العشر الماضية.

صرح مارتن جيردينك، رئيس فريق الأسهم الأوروبية بغولدمان ساكس لإدارة الأصول «قامت الكثير من الشركات بتسريع عملياتها في الربع الأول نتيجة انعدام اليقين الخاص بالربع الثاني»، لذلك «لا يزال العاملون في السوق يعتقدون باحتمالات هبوط أكثر من هذه المُعدلات، وهذا أثر بالسلب على أداء السوق».

اليورو القوي

لم تكن الشركات قلقة بشأن الرسوم الجمركية فحسب، بل دقّت ناقوس الخطر بشأن القوة غير المتوقعة لليورو، حيث تجنب المستثمرون الأصول الدولارية بعد حملة ترامب التعريفية.

ارتفعت العملة الموحدة بنحو 10 في المئة مقابل الدولار منذ أدنى مستوى لها في فبراير، ورغم تراجعها قليلاً منذ تعليق الرسوم الجمركية الأميركية الصينية، فإنها لا تزال مرتفعة.

تُمثل هذه مشكلة كبيرة، بالنظر إلى أن نحو 60 في المئة من إيرادات الشركات المدرجة في مؤشر ستوكس 600 الأوروبي تأتي من خارج الكتلة.

صرح شاندراسيكاران من باركليز «رسوم جمركية وعملة أقوى، الأمر بمثابة ضربة مزدوجة للمُصدرين».

ومن بين الشركات التي أشارت إلى تحركات العملة كعبء وعامل معاكس في العام المقبل، أكبر الشركات في أوروبا مثل ساب، وميونيخ ري، وباير، وبريسميان، ويونيليفر، ولوريال.

البنوك آمنة

صمدت أرباح البنوك إلى حد كبير في وجه تقلبات السوق الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، وتجاوزت العديد من البنوك التوقعات في الربع الأول، بل وجددت الالتزام بتحقيق توقعاتها لعام 2025، في اختلاف واضح عن الحذر السائد لدى الشركات.

حتى بعد خفض أسعار الفائدة لا يزال قطاع البنوك يحظى بشعبية لدى المستثمرين، وما زالت أسهم القطاع تتداول بأسعار منخفضة مقارنةً بالعائد منها، ما يعني ترجيح استمرار الارتفاع حتى بعد ارتفاع أسعار أسهم قطاع البنوك بنسبة 28 في المئة هذا العام.

ووفقاً لاستطلاع مديري الصناديق الأوروبيين الذي أجراه بنك أوف أميركا، استعادت البنوك مكانتها كأكثر القطاعات ثقلاً في السوق هذا الشهر، ومن المتوقع أن تكون الأسهم المالية الأفضل أداءً هذا العام.

تراجع «الطاقة»

شهدت سبعة من القطاعات الرئيسية العشرة التي يتتبعها مؤشر مجموعة بورصات لندن نمواً في الأرباح مقارنةً بالربع الأول من عام 2024، لكن قطاع الطاقة ليس من بينها، حيث سجل القطاع انخفاضاً في الأرباح بنسبة 28 في المئة في الربع الأول مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

قال جيردينك رئيس فريق الأسهم الأوروبية بغولدمان ساكس «لقد انخفض سعر النفط بسبب تراجع النشاط الاقتصادي، وإنتاج أوبك أكثر بكثير من المتوقع».

وانخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات الشهر الماضي بسبب المخاوف من انخفاض الطلب في أعقاب رسوم ترامب الجمركية، لكنها انتعشت قليلاً مع انحسار التوترات التجارية.