تشارتر تستحوذ على كوكس مقابل 34.5 مليار دولار في صفقة تاريخية بقطاع الاتصالات

صفقة توحد اثنتين من أكبر شركات الكبالات في أميركا مقابل 21.9 مليار دولار (شترستوك)
صفقة توحد اثنتين من أكبر شركات الكبالات في أميركا مقابل 21.9 مليار دولار
صفقة توحد اثنتين من أكبر شركات الكبالات في أميركا مقابل 21.9 مليار دولار (شترستوك)

في خطوة ستُعيد رسم ملامح سوق الاتصالات في الولايات المتحدة، أعلنت شركة تشارتر كوميونيكيشنز عن استحواذها على منافستها كوكس كوميونيكيشنز في صفقة ضخمة بلغت قيمتها الإجمالية 34.5 مليار دولار، لتُوحد اثنتين من أكبر شركات تشغيل الكابلات والنطاق العريض في البلاد، هذه الصفقة، التي تُعد من بين الأكبر عالمياً هذا العام، تأتي في وقت تواجه فيه شركات الكابلات تحديات غير مسبوقة من شركات البث والاتصالات اللاسلكية، ما يدفعها نحو تحالفات استراتيجية تعزز من قدرتها التنافسية وتوسّع حضورها في السوق.

وافقت شركة تشارتر كوميونيكيشنز على شراء منافستها الخاصة، شركة كوكس كوميونيكيشنز، مقابل 21.9 مليار دولار، ما يوحد اثنتين من أكبر شركات تشغيل الكابلات والنطاق العريض في الولايات المتحدة في ظلّ تنافسهما مع عمالقة البث وشركات الاتصالات المحمولة على العملاء.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتأتي هذه الصفقة بعد أكثر من عقد من تخلي الشركتين عن محاولة اندماج سابقة، ومنذ ذلك الحين، اشتدت الضغوط على شركات الكابلات، حيث تجذب شركات الاتصالات اللاسلكية عملاء النطاق العريض بخطط تنافسية، بينما يتخلى الملايين عن التلفزيون المدفوع التقليدي لصالح البث.

سيساعد الاندماج مع كوكس -وهو أحد أكبر الصفقات عالمياً هذا العام- شركة تشارتر في سعيها لدمج خدمات النطاق العريض والهاتف المحمول، ما يساعدها على درء المنافسة من شركات الاتصالات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أكد المحللون أن استراتيجية تشارتر المتمثلة في دمج خدمات الإنترنت والتلفزيون والهاتف المحمول في حزمة واحدة قابلة للتخصيص أثبتت جدارتها، لكنها تحتاج إلى توسيع نطاقها، حيث تعتمد شركات الكابلات على استئجار الوصول إلى الشبكة من شركات الاتصالات الرئيسية لتقديم باقات الهاتف المحمول.

قال كريس وينفري، الرئيس التنفيذي لشركة تشارتر، والذي سيرأس الشركة المندمجة: «سيعزز هذا الاندماج قدرتنا على الابتكار وتوفير منتجات عالية الجودة وبأسعار تنافسية».

وقالت الشركتان إنهما تتوقعان تحقيق وفورات في التكاليف بقيمة 500 مليون دولار في غضون ثلاث سنوات من الإغلاق المتوقع للصفقة في منتصف عام 2026.

بموجب صفقة النقد والأسهم، ستتحمل شركة تشارتر نحو 12.6 مليار دولار من صافي ديون شركة كوكس والتزاماتها الأخرى، ما يرفع قيمة الصفقة إلى 34.5 مليار دولار.

ستمتلك شركة كوكس إنتربرايزز، الشركة العائلية الأم لشركة كوكس كوميونيكيشنز، نحو 23 بالمئة من الكيان المندمج، وسيشغل رئيسها التنفيذي أليكس تايلور منصب رئيس مجلس الإدارة.

ستُغير الشركة المندمجة علامتها التجارية إلى كوكس كوميونيكيشنز في غضون عام من إتمام الصفقة، وستكون علامة تشارتر سبيكتروم التجارية الموجهة للمستهلكين.

ستحتفظ الشركة بمقرها الرئيسي في ستامفورد، كونيتيكت، مع الحفاظ على حضور قوي في مقر كوكس في أتلانتا، جورجيا، كما ناقشت تشارتر وكوكس الاندماج في عام 2013 قبل تعليق الخطة.

اختبار مكافحة الاحتكار

سيكون هذا الاندماج من بين الاختبارات الرئيسية الأولى للوائح الاندماج والاستحواذ في ظل إدارة ترامب، حيث سيُنشئ أكبر مزود لخدمات التلفزيون الكبلي والإنترنت عريض النطاق في الولايات المتحدة، مع نحو 38 مليون مشترك، متجاوزاً بذلك شركة كومكاست الرائدة حالياً في السوق.

من المرجح أن تتم مراجعة هذا الاندماج من قبل قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل الأميركية، وقد أوضحت مساعدة المدعي العام، جايل سلاتر، التي تقود القسم، أنها تنوي التركيز على عمليات الاندماج التي تقلل من المنافسة بطرق تضر بالمستهلكين أو العمال.

قال روس بينيس، محلل إي ماركتر، إن الكيان المندمج سيكون أكبر مُشغّل لخدمات التلفزيون المدفوع في الولايات المتحدة، لكن «جانب مُزوّد ​​خدمة الإنترنت من العمل أكثر أهمية» بالنسبة للمستهلكين، ما قد يجعله احتكاراً إقليمياً.

وأكدت وينفري أولويات التوظيف التي وضعها الرئيس ترامب «أميركا أولاً»، وقالت إن الصفقة ستعيد وظائف خدمة العملاء في شركة كوكس من الخارج، لكنها لم تُحدد عددها، وتتمركز فرق خدمة العملاء في شركة تشارتر بالكامل في الولايات المتحدة.

وقال باولو بيسكاتوري، محلل بي بي فورسايت: «هذه أول خطوة كبيرة من قِبل شركة (في القطاع نفسه) تحدث في ظل إدارة ترامب الجديدة، لذا ستُحدد مسار التحركات المحتملة الأخرى أم لا».

(رويترز)