بين ضغوط سياسية ومخاوف أمن قومي، رفعت شركة نيبون ستيل اليابانية عرضها الاستثماري إلى 14 مليار دولار ضمن محاولتها المستميتة للحصول على موافقة أميركية على صفقة استحواذها على «يو إس ستيل»، الشركة العريقة التي تأسست عام 1901 والتي باتت رمزاً صناعياً في ولاية بنسلفانيا الحيوية انتخابياً. بحسب وثيقة اطلعت عليها رويترز وثلاثة مصادر مطلعة، تتضمن الخطة اليابانية إنشاء مصنع جديد للصلب بقيمة 4 مليارات دولار، إضافة إلى ضخ 11 مليار دولار في بنية «يو إس ستيل» التحتية حتى عام 2028، بما في ذلك مليار دولار لموقع جديد قد يتوسع لاحقاً ليصل إلى 3 مليارات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يأتي هذا العرض بعد أن واجهت الصفقة البالغة 14.9 مليار دولار رفضاً سياسياً نادراً من كلا الرئيسين، جو بايدن ودونالد ترامب، وسط مزايدات وطنية حول مستقبل الصناعة الأميركية.
كانت الصفقة التي أُعلن عنها في ديسمبر كانون الأول 2023 في الأصل محاولة من نيبون ستيل للاستفادة من الزخم المتوقع لقطاع الصلب في أميركا بفضل قانون البنية التحتية الذي أُقر بتوافق الحزبين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
لكن منذ البداية، اصطدمت بجدار من الشكوك السياسية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وأهمية بنسلفانيا كساحة تنافسية.
كان الرئيس بايدن قد عرقل الصفقة في يناير كانون الثاني الماضي مستنداً إلى أسباب تتعلق بالأمن القومي، ما دفع الشركتين إلى رفع دعاوى قضائية طعناً في قرار الإدارة، الآن تضع نيبون ستيل أوراقها على الطاولة من جديد أمام إدارة ترامب، التي بدأت مراجعة جديدة للصفقة تستمر حتى 21 مايو أيار، مع مهلة إضافية للرئيس السابق لاتخاذ قراره خلال 15 يوماً بعدها.
في هذا السياق، يرى محللون أن رفع قيمة الاستثمار من 1.4 مليار إلى 14 مليار دولار، بما يشمله من بناء مصنع جديد والحفاظ على المقر الرئيسي للشركة في بنسلفانيا، قد يكون كفيلاً بتغيير موقف ترامب الذي سبق أن أبدى انفتاحاً مشروطاً على الصفقة.
لكن الغموض لا يزال سيد الموقف، خاصة أن ترامب عبّر علناً عن تفضيله بقاء «يو إس ستيل» أميركية بالكامل، وحتى عند ترحيبه بـ«الاستثمار» الياباني، أشار إلى إمكانية السماح بحصة أقلية فقط لنيبون ستيل.
زار نائب رئيس نيبون ستيل، تاكاهيرو موري، واشنطن الأسبوع الماضي للضغط على المسؤولين الأميركيين والمساعدة في تمرير الصفقة.
ويبقى السؤال: هل يكفي هذا الضخ المالي الهائل ومصنع الصلب الجديد لإقناع ترامب ومن خلفه الرأي العام الأميركي؟ أم أن رمزية «يو إس ستيل» ستنتصر على أي أرقام؟