مخاوف المستثمرين تتزايد من احتمال تجدد الصراع بين الصين وتايوان

تصاعد التوتر بين الصين وتايوان. شاتر ستوك
مخاوف المستثمرين تتزايد من احتمال تجدد الصراع بين الصين وتايوان
تصاعد التوتر بين الصين وتايوان. شاتر ستوك

لم يكن المستثمرون الأجانب ليتخيلوا يوماً أن الصين ستغزو تايوان المجاورة، ولكن مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، يرى الكثيرون أن ذلك سيناريو يجب عليهم الاستعداد له، رغم احتمالاته الضئيلة.

لطالما كانت الجزيرة ذات الحكم الديمقراطي المستقل عن الصين نقطة خلاف في العلاقات الأميركية الصينية، التي ساءت بالطبع منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير وفرضه تعريفات جمركية هزّت الأسواق.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

يخشى المستثمرون من أن محاولة الصين الاستيلاء على ما تعتبره أرضاً «مقدسة» يُنذر بحرب تنهي تايوان كسوق لها عملتها وهويتها الخاصة، ما يطرح خيار تجنب الاستثمار في الجزيرة.

يقول موكيش ديف، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة أرافالي لإدارة الأصول، وهي صندوق عالمي متخصص في الاستثمار في العملات مقره سنغافورة، إنه من الصعب التحوط من خطر أي غزو، «إذا حدث غزو فلا يُمكن تسوية أية صفقات، وقد تختفي العملة تماماً».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ارتفعت احتمالات غزو الصين لتايوان إلى 12 في المئة على منصة المراهنات «بولي ماركت» من الصفر تقريباً في وقت سابق من هذا العام.

سحب المستثمرون الأجانب ما يقرب من 11 مليار دولار من سوق الأسهم التايواني هذا العام، قبل أن يعودوا للاستثمار في الجزيرة في مايو، ولكن المؤشر القياسي ما زال منخفضاً بنسبة 6 في المئة مقارنةً ببداية هذا العام.

التزمت الولايات المتحدة لفترة طويلة بسياسة «الغموض الاستراتيجي» تجاه تايوان، ولم تُوضح ما إذا كانت سترد عسكرياً على أي هجوم، لكن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن صرح خلال فترة ولايته بأن القوات الأميركية ستدافع عن الجزيرة إذا هاجمتها الصين.

وأثارت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، نتيجة حديث ترامب عن نظام عالمي جديد وتجاهله استيلاء روسيا على مساحات شاسعة من أوكرانيا، شكوكاً حول هذه الحماية الأميركية لتايوان.

في حين أن تايوان تعيش تحت تهديد الغزو الصيني منذ عام 1949 منذ أن فرت إليها حكومة جمهورية الصين المهزومة بعد خسارتها حرباً أهلية مع شيوعيي ماو تسي تونغ، لكن لم يتبادل الجانبان إطلاق النار لعقود.

مع ذلك تصاعد التوتر عبر مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن الصين، وزادت مخاوف المستثمرين من المناورات الحربية الصينية التي استمرت يومين حول تايوان في أبريل.

وجاءت أحدث الانتقادات اللاذعة هذا الأسبوع عندما استغل رئيس تايوان، لاي تشينغ تي، مؤتمراً صحفياً بمناسبة عامه الأول في منصبه للتعهد بالسلام مع الصين.

لاي، الذي تصفه الصين بـ«الانفصالي»، يرفض مزاعم بكين بالسيادة، مؤكداً أن شعب الجزيرة وحده هو من يقرر مستقبله.

يشهد مؤشر غولدمان ساكس للمخاطر عبر المضيق، الذي يقيس شدة المخاطر الجيوسياسية من خلال إحصاء عدد المقالات الإخبارية التي تتناول التوترات، ارتفاعاً مستمراً منذ فوز ترامب في الانتخابات الأميركية العام الماضي.

صرح ستيف لورانس، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة بالفور كابيتال، «في حال وقوع عدوان على تايوان، سيكون المستثمر بين خيارين: إما البقاء مكشوفاً أمام التغيرات العنيفة وامتصاص التقلبات الشديدة، أو الخروج سريعاً للحفاظ على رأس المال».

جوهرة التاج

يتركز الاستثمار في تايوان على شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، وجوهرة التاج في صناعة أشباه الموصلات.

أسهمت شركة TSMC، التي تُعتبر شركتا إنفيديا وأبل من عملائها الرئيسيين والمدرجة أسهمها في تايبيه ونيويورك، في دفع سوق الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية في وقت سابق من هذا العام.

قال ديف، من أرافالي «شركة TSMC ضخمة لدرجة أن المستثمرين يتوقعون أن تدافع الولايات المتحدة عن تايوان بقوة بسببها».

مع ذلك كانت شركة TSMC هدفاً لترامب عندما فرض رسوماً جمركية في أبريل، ثم أرجأ بعضها لاحقاً.

يقول مديرو الصناديق المحليون إنه على الرغم من استحالة تحوّط المستثمرين من حرب فعلية، فإن لديهم خيارات للتحوّط من انخفاضات محتملة في السوق مدفوعة بالخوف من الحرب.

يُشكك لي فانغ كو، رئيس وحدة استشارات الاستثمار في الأوراق المالية التابعة لشركة يوني بريزيدنت في تايوان، في الحاجة إلى مثل هذا التحوّط، إذ يعتقد أن المستثمرين الأجانب يُسيئون تقدير مستوى مخاطر الحرب عبر المضيق، "لا ينبغي أن نفسر الأمر من منظور المخاطر الجيوسياسية، القضية الرئيسية للأسواق حالياً هي الرسوم الجمركية".

وقال ريتش نوزوم، كبير استراتيجيي الاستثمار العالميين في شركة ميرسر لاستشارات صناديق التقاعد، إن عملاءه الذين درسوا المخاطر وجدوا أن الخيار الأفضل هو تنويع الاستثمارات.