الأسواق الناشئة تجذب المستثمرين الفارين من الأصول الأميركية

الأسواق الناشئة تجذب المستثمرين الفارين من الأصول الأميركية (شترستوك)
الأسواق الناشئة تجذب المستثمرين الفارين من الأصول الأميركية
الأسواق الناشئة تجذب المستثمرين الفارين من الأصول الأميركية (شترستوك)

تقود صناديق أسهم الأسواق الناشئة الأداء العالمي هذا العام، مدعومةً بتقييمات جذابة، وسنوات من ضعف مراكز المستثمرين، وتخفيف الضغوط الاقتصادية بعد تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية.

ووفقاً للبيانات التي جمعتها بورصة لندن، حققت الصناديق التي تتبع الأسهم في أميركا اللاتينية وأوروبا الناشئة مكاسب بلغت نحو 24 بالمئة حتى الآن هذا العام، بينما ارتفعت صناديق أسهم الأسواق الناشئة الأوسع نطاقاً بنسبة 9.3 بالمئة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ومن الجدير بالذكر أن صناديق الأسهم التي تركز على المغرب وكولومبيا واليونان والبرازيل والبرتغال حققت عائداً تجاوز 30 بالمئة لكل منها هذا العام.

وبالمقارنة، حققت صناديق الأسهم التي تركز على الولايات المتحدة عائداً قدره 0.17 بالمئة فقط، بينما ارتفعت صناديق الأسهم العالمية بنسبة 6.8 بالمئة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ويمثل الأداء المتفوق للأسواق الناشئة انعكاساً بعد سنوات من تأخر الأسواق المتقدمة، والتي حققت خلالها الأسهم الأميركية، مدفوعةً بارتفاع التكنولوجيا بقيادة الذكاء الاصطناعي، مكاسبَ ممتازة في المؤشرات.

وفي المقابل، عمد المستثمرون هذا العام إلى بيع الأصول الأميركية، إذ زعزعت المخاوف بشأن الركود المحتمل وعدم الاستقرار المالي وسياسات ترامب المتقلبة ثقتهم بالدولار.

أظهرت بيانات بورصة لندن للأوراق المالية أن صناديق أسهم الأسواق الناشئة المخصصة قد اجتذبت تدفقات استثمارية بقيمة 10.6 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام، بزيادة قدرها 43 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

عزا مالكولم دورسون، كبير مديري محافظ الأسواق الناشئة في غلوبال إكس، هذا إلى ضعف ملكية أسهم الأسواق الناشئة.

وأوضح أن المستثمرين الأميركيين يخصصون ما بين 3 بالمئة و5 بالمئة فقط للأسواق الناشئة، وهو أقل بكثير من وزنها البالغ 10.5 بالمئة في مؤشر مورغان ستانلي العالمي، وأقل بكثير من حصتها البالغة 25 بالمئة تقريباً من القيمة السوقية العالمية.

وقال: «يعاني المستثمرون من نقص خطير في فئة أصول سريعة النمو وذات خصم كبير».

كما يُسلط المحللون الضوء على تحسن العوامل الأساسية، فدول أميركا اللاتينية معزولة إلى حد كبير عن التعريفات الجمركية، نظراً لعجزها التجاري مع الولايات المتحدة، بينما تتجه الاقتصادات الآسيوية نحو الاستهلاك المحلي.

علاوة على ذلك، رفع بنك جي بي مورغان تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من «محايد» إلى «زيادة الوزن» في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال إنه يتوقع من جميع البنوك المركزية في الاقتصادات النامية، باستثناء البرازيل، تخفيف سياساتها النقدية، ما قد يعزز النشاط الاقتصادي ويزيد جاذبية أسواق الأسهم.

وقد عززت مكاسب أسهم التكنولوجيا أسهم الصين وهونغ كونغ، ما جذب اهتماماً متجدداً من المستثمرين الأجانب الساعين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي وشركات التكنولوجيا منخفضة التكلفة الأخرى مثل ديب سيك.

وهناك فرص في المكسيك والبرازيل، اللتين حافظتا على صمودهما رغم التوترات التجارية، وفقاً لأليسون شيمادا، مديرة المحافظ الاستثمارية في أولسبرينغ جلوبال للاستثمارات.

وقالت: «إن وضع المستهلك الصيني مثير للاهتمام بشكل خاص في الوقت الحالي؛ بكين تركز بشدة على تحفيز الاقتصاد الاستهلاكي.

قد تكون الهند في حالة شراء مفرط، لكنّ هناك فرصاً واعدة في قطاعات مثل شركات الطاقة والمؤسسات المالية غير المصرفية».

في نهاية الشهر الماضي، كان مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة يُتداول عند مضاعف ربحية لمدة 12 شهراً قادمة بلغ 11.96، وهو أقل بقليل من متوسطه لعشر سنوات والبالغ 12.1.

في المقابل، كان مؤشرا مورغان ستانلي للأسهم الأميركية والعالمي يُتداولان عند 20.5 و18.1، وهو أعلى بكثير من متوسطيهما لعشر سنوات والبالغين 18.8 و16.9 على التوالي.

(رويترز)