صوّت مساهمو الأقلية في شركة جي بي إس البرازيلية، إحدى أكبر شركات تصنيع اللحوم في العالم، بالموافقة على خطة الإدراج المزدوج لأسهم الشركة في كل من البرازيل والولايات المتحدة، ما أعاد الزخم للسهم الذي ارتفع بنسبة 2 في المئة بعد الإعلان.
جاءت الموافقة خلال الجمعية العمومية المنعقدة في ساو باولو، بعد أن كانت التوقعات مساء الخميس تشير إلى أن 52 في المئة من الأصوات الإلكترونية كانت رافضة، ما أثار الشكوك حول مستقبل الخطة، لكن ما إن أعلنت النتيجة النهائية حتى أغلقت الأسهم على مكاسب، لتُكمل ارتفاعاً بنسبة 37 في المئة منذ منتصف مارس آذار.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كان الإدراج المزدوج في بورصتي نيويورك وساو باولو مؤجلاً منذ سنوات، بفعل ملفات فساد طالت الأخوين المؤسسين جوسلي وويزلي باتيستا، إلى جانب انتقادات تتعلق بغياب الشفافية بشأن الأهداف البيئية للشركة، وتأثيرها المناخي.
لكن في أواخر أبريل نيسان، حصلت الشركة على موافقة هيئة الأوراق المالية الأميركية، ما فتح الباب أمام التنفيذ، وإن لم يخلُ من الأصوات المعارضة، خاصة من بعض السياسيين الأميركيين والمنظمات البيئية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ما الذي تغيّر؟
يرى محللون أن الإدراج المزدوج سيمنح الشركة فرصة تسعير أعلى، لتقترب من منافسيها العالميين مثل تيسون فودز الأميركية. حيث توقّع المحلل إيغور جيديس من «جينال إنفستيمينتوس» أن ترتفع القيمة السوقية للشركة إلى 7.5 ضعف الأرباح التشغيلية (EBITDA)، مقارنة بـ5.8 حالياً، ما يعني احتمال ارتفاع السهم بنسبة تصل إلى 29.3 في المئة.
في المقابل، حذّرت مؤسسات استشارية من أن هيكل الأسهم المزدوجة قد يؤدي إلى تقليص سلطة التصويت للمساهمين الصغار، وهو ما اعتُبر نقطة ضعف في الحوكمة.
تسعى جي بي إس، التي تُعد من اللاعبين الكبار في سوق اللحوم العالمي، منذ أكثر من عشر سنوات لإدراج أسهمها في وول ستريت بهدف تعزيز شفافيتها وفتح قنوات تمويل جديدة، إلا أن قضايا الفساد والجدل البيئي ظلّا عائقين حقيقيين، أما اليوم، ومع الموافقة الجديدة، تبدو الشركة أقرب من أي وقت مضى إلى دخول نادي الشركات العالمية المدرجة في أكبر سوق مالية في العالم.
لا تتجه جي بي إس فقط نحو بورصة نيويورك، بل نحو مرحلة جديدة من إعادة التموضع والشفافية الدولية، تُعد الموافقة من مساهمي الأقلية نقطة تحوّل، لكن نجاح التجربة سيعتمد على التوازن بين مصالح المستثمرين، ومعايير الحوكمة، والتزامات الشركة البيئية.. والأهم، على قدرة الشركة في كسب ثقة السوق الأميركية التي لا تنسى بسهولة الملفات القديمة.