في وقت تتصاعد فيه حِدة الجدل حول مستقبل الطاقة في أميركا، وصفت شركة بلاك روك، أكبر مدير أصول في العالم، دعوى قضائية تتهمها بالتآمر مع مستثمرين آخرين للتقليل من المنافسة في قطاع الفحم بأنها «عديمة الأساس»، محذرة من أن استمرار القضية قد يقوّض جهود أميركا نحو تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، نقلاً عن رويترز.
تتهم القضية التي رفعتها ولاية تكساس مدعومة من 12 ولاية أميركية أخرى، كلاً من بلاك روك وفانغارد وستيت ستريت غلوبال أدفايزرز باستخدام حصصهم الكبيرة في شركات
الفحم الأميركية للضغط باتجاه خفض الإنتاج، ما يعد، حسب المدعين، انتهاكاً لقوانين مكافحة الاحتكار.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
لكن بلاك روك لم تتأخر في الرد، معتبرة أن دعم وزارة العدل الأميركية والهيئة الفيدرالية للتجارة القضية يتعارض مع سياسات إدارة ترامب نفسها التي طالما رفعت شعار «استقلال الطاقة الأميركي».
وقالت الشركة في بيان حاد اللهجة «هذه الدعوى تحاول إعادة كتابة قوانين المنافسة، بناءً على نظرية عبثية بأن شركات الفحم تآمرت مع مساهميها لتقليل الإنتاج».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضافت الشركة أن إجبار مديري الأصول على سحب استثماراتهم من شركات الفحم سيضعف قدرتها على التمويل والاستثمار في موظفيها، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع محتمل في أسعار الطاقة على المستهلكين.
وصفت ستيت ستريت من جهتها القضية بأنها «لا تستند إلى أي أساس قانوني»، بينما علّقت فانغارد بأنها «تتحفظ على كثير من التفسيرات القانونية المقدّمة من الجهات الرسمية»، لكنها شددت على التزامها بتوجهات الاستثمار المسؤول دون التأثير سلباً على المنافسة.
يأتي الملف في سياق تصاعد التوترات بين المحافظين في الولايات المتحدة ومديري الأصول العالميين، خاصة حول قضايا مثل الاستثمار البيئي والمناخي.
بعض الولايات المحافظة ترى أن توجهات المستثمرين الكبار نحو الحد من الاستثمارات في الوقود الأحفوري، خصوصاً الفحم، تشكل تهديداً للعمال والصناعة التقليدية، بينما يرى مديرو الأصول أن قراراتهم تستند إلى تحليل المخاطر المستقبلية والعوائد طويلة الأجل.
ما يبدو في ظاهره قضية قانونية بين مستثمرين وحكومات محلية، هو في جوهره معركة على مستقبل الطاقة وأدوار رأس المال في تشكيله.
وقد تحدد نتائج هذه القضية ليس فقط مستقبل الفحم في أميركا، بل مستقبل أدوات التأثير التي يمكن لمديري الأصول استخدامها في الحقبة المقبلة من الاقتصاد العالمي.