تباطؤ الطلب الصيني يهدد بفائض قياسي من القمح الأسترالي

هبوط واردات الصين من القمح الأسترالي وتوسع الإمدادات الروسية يهددان بتخمة في المخزون. (شترستوك)
القمح الأسترالي
هبوط واردات الصين من القمح الأسترالي وتوسع الإمدادات الروسية يهددان بتخمة في المخزون. (شترستوك)

تواجه أستراليا خطر تراكم مخزونات القمح إلى مستويات قياسية مع نهاية الموسم الحالي، نتيجة لانخفاض حاد في الطلب الصيني وتزايد المنافسة من روسيا، وفقاً لمحللين وتجار حبوب.

تُشير التقديرات إلى أن المخزون النهائي لهذا الموسم قد يبلغ ما بين 5 و6 ملايين طن من محصول الموسم الماضي فقط، ما يعني احتمال تجاوز إجمالي المخزون، بما في ذلك الفائض المتراكم من مواسم سابقة، 8 ملايين طن، بحسب مصدر في شركة تجارة حبوب عالمية مقرها أستراليا.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

انخفاض الشحنات إلى الصين

صدرت أستراليا 546 ألف طن متري فقط من القمح إلى الصين خلال الفترة من أكتوبر تشرين الأول إلى مارس آذار، مقارنة بـ2.9 مليون طن في الفترة نفسها من موسم 2023-2024، و4.4 مليون طن في 2022-2023، وفقاً لبيانات الجمارك الأسترالية، وفق رويترز.

رغم بعض المشتريات الصينية الأخيرة، إذ تم حجز أربع أو خمس شحنات سعة 55 ألف طن في بداية مايو أيار، لم تشهد السوق أي صفقات متابعة منذ ذلك الحين، ما يثير شكوكاً حول عودة الطلب الصيني إلى مستوياته السابقة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ضغوط أسعار بسبب الإمدادات الروسية

في حين يمر السوق العالمي بمرحلة وفرة، تواصل روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، شحن كميات كبيرة من القمح حتى في موسم ما قبل الحصاد، ما يُضعف آفاق الصادرات الأسترالية.

وقال فيتور بيستويا، محلل الأسواق الزراعية في «رابوبنك» بسيدني «نحن نبني مشكلة ضخمة، السوق العالمية ليست بحاجة إلى مزيد من القمح».

وأضاف أن ذلك قد يدفع بأسعار القمح الأسترالي إلى الانخفاض نحو 300 دولار أسترالي، 194 دولاراً أميركياً، للطن، مقارنة بأسعار تتراوح حالياً بين 325 و350 دولاراً أسترالياً.

خطر محدودية التخزين يدفع للبيع السريع

وفقاً لمتوسط بيانات وزارة الزراعة الأميركية، بلغ متوسط المخزون النهائي للقمح الأسترالي 3.3 مليون طن خلال السنوات الخمس الأخيرة، فيما يُعتبر 4 ملايين طن حداً مريحاً، وما فوق 6 ملايين طن يمثل عبئاً كبيراً على الطاقة التخزينية.

وقال مصدر تجاري إن استمرار الظروف المناخية الجيدة للموسم الجديد سيؤدي إلى «أزمة سعة تخزينية»، ما سيجبر المنتجين على بيع القمح بأسعار منخفضة في السوق الدولية لتوفير مساحة للحصاد الجديد.

توقعات الإنتاج أعلى من المعدل رغم التراجع

من المتوقع أن تنتج أستراليا هذا العام ما بين 28 و34 مليون طن من القمح، مقارنة بـ34.1 مليون طن في الموسم السابق، لكنها لا تزال أعلى من متوسط الإنتاج لعشر سنوات البالغ 27.6 مليون طن، بحسب بيانات حكومية.

وفي حين يُتوقع هطول الأمطار في مناطق النمو الرئيسية بالصين الأسبوع المقبل، فإن ذلك قد يخفف من الطلب الصيني على القمح المستورد.

آمال معلقة على الشرق الأوسط وإفريقيا

قال تاجر حبوب مقيم في سنغافورة «كنا نأمل في وصول مزيد من شحنات القمح الأسترالي إلى أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا».

وأضاف أن السوق كانت تتوقع أن تقل صادرات روسيا خلال هذا الموسم، لكن استمرارها في التصدير بأسعار تنافسية غير قواعد اللعبة، وقلص من فرص أستراليا في استعادة حصصها السوقية.

ضغوط سعرية متزايدة على عقود شيكاغو

يتزامن هذا الفائض مع تداول العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو قرب أدنى مستوياتها منذ عام 2020، ما يُنذر بمزيد من الضغوط على الأسعار في حال لم تجد أستراليا منفذاً تصديرياً سريعاً لمخزونها قبل حصاد الربع الأخير من العام.