قفزت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة في وول ستريت يوم الخميس، بعد أن منعت محكمة اتحادية أميركية تنفيذ رسوم «يوم التحرير» الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما دفع الدولار للارتفاع أمام عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري. أصدرت محكمة التجارة الدولية، ومقرها مانهاتن، حكماً بأن ترامب تجاوز صلاحياته بفرض رسوم جمركية شاملة على واردات الدول التي تبيع للولايات المتحدة أكثر مما تشتري منها، وأوضحت المحكمة أن الدستور الأميركي يمنح الكونغرس وحده سلطة تنظيم التجارة مع الدول الأجنبية، ولا يمكن للرئيس تجاوز ذلك حتى في حالات الطوارئ الاقتصادية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
سارعت إدارة البيت الأبيض إلى استئناف القرار، وقد يصل الأمر إلى المحكمة العليا إذا لزم الأمر، في هذه الأثناء أعطى الحكم بعض الأمل بأن ترامب قد يتراجع عن أعلى مستويات الرسوم الجمركية التي هدد بها سابقاً.
قال كايل رودا، كبير المحللين الماليين في «كابيتال.كوم»: «لطالما أُشير إلى أن الصلاحيات الطارئة التي استخدمها ترامب لفرض الرسوم غير دستورية، وأن سلطة فرض الرسوم تعود للكونغرس، إذا حصلت الأسواق على مبتغاها، فقد تؤدي المحاكم إلى تأجيل ثم إلغاء هذه الرسوم، ما يزيل خطراً كبيراً ويعزز شهية المخاطرة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
قد يشجع هذا الحكم أيضاً شركاء الولايات المتحدة التجاريين على تأجيل أي مفاوضات تجارية مع البيت الأبيض بانتظار ما ستؤول إليه القضية.
قال بول أشوورث، كبير اقتصاديي أميركا الشمالية في «كابيتال إيكونوميكس»: «الحكم سيعطل بوضوح جهود الإدارة لإبرام صفقات تجارية سريعة خلال فترة التسعين يوماً من التوقف المؤقت للرسوم التي تم إعلانها الآن غير قانونية».
ارتفع مؤشر «نيكاي» الياباني بنسبة 1.7 بالمئة، بينما زادت الأسهم الكورية الجنوبية (مؤشر كوسبي) بنسبة 1.2 بالمئة لتصل إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر، كما ارتفع المؤشر الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.3 بالمئة، بينما صعدت الأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.5 بالمئة.
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «يورو ستوكس 50» الأوروبي بنسبة 1.1 بالمئة، بينما زادت عقود «فوتسي» البريطانية بنسبة 0.7 بالمئة، و«داكس» الألماني بنسبة 0.9 بالمئة.
صعدت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأميركي بنسبة 1.6 بالمئة، بينما ارتفعت عقود «ناسداك» بنسبة 1.9 بالمئة، مدعومة بنتائج قوية لشركة «نفيديا» التي تجاوزت توقعات المبيعات ورفعت توقعاتها للإيرادات، ما أدى إلى ارتفاع سهمها بنسبة 4.4 بالمئة بعد ساعات التداول.
أسهمت هذه الأخبار في التخفيف من أثر تقارير إعلامية عن أوامر من البيت الأبيض للشركات الأميركية بوقف بيع برامج تصميم أشباه الموصلات للمجموعات الصينية، بالإضافة إلى تعليق بعض مبيعات التقنيات الأميركية الحساسة إلى الصين، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحركات الطائرات وأشباه الموصلات وبعض المواد الكيميائية.
ارتفع الدولار بنسبة 0.7 بالمئة أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.8327 فرنك، وبنسبة 0.7 بالمئة أمام الين الياباني ليصل إلى 145.86 ين، بينما تراجع اليورو بنسبة 0.4 بالمئة إلى 1.1245 دولار.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار 3 نقاط أساس لتصل إلى 4.51 بالمئة، وقلصت الأسواق من احتمالات خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في أي وقت قريب، أظهرت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير أن «معظم المشاركين أشاروا إلى أن التضخم قد يكون أكثر استمراراً من المتوقع» بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
أصبح احتمال خفض الفائدة في يوليو الآن عند 22 بالمئة فقط، بينما ارتفع احتمال الخفض في سبتمبر إلى نحو 60 بالمئة بعد أن كان أعلى من ذلك قبل شهر.
انخفض الذهب بنسبة 0.9 بالمئة إلى 3,259 دولاراً للأونصة.
واصلت أسعار النفط ارتفاعها مدفوعة بمخاوف الإمدادات بعد اتفاق «أوبك+» على إبقاء سياسة الإنتاج دون تغيير، ومنع الولايات المتحدة شركة «شيفرون» من تصدير النفط الخام الفنزويلي، وارتفع خام «برنت» بمقدار 66 سنتاً إلى 65.56 دولار للبرميل، بينما زاد الخام الأميركي بمقدار 70 سنتاً إلى 62.54 دولار للبرميل.
(رويترز)