توقعت شركة التحليل «كريسيل كواليشين غرينيتش» أن تسجّل البنوك العالمية، بما في ذلك أكبر المقرضين الأميركيين، ارتفاعاً بنسبة 10 في المئة في إيرادات التداول نتيجة استفادة المتعاملين من تغيّرات السياسات الجمركية الأميركية. وتأتي هذه التقديرات بعد تسجيل ارتفاع بنسبة 15 في المئة بإيرادات التداول خلال الربع الأول لـ12 بنكاً عالمياً، وفقاً للبيانات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أرباح الأسواق ستواصل الصعود
قال مسؤولون في «بنك أوف أميركا» و«سيتي غروب» الشهر الماضي إنهم يتوقعون ارتفاع إيرادات الأسواق بنسبة متوسطة إلى مرتفعة من خانة واحدة خلال الربع الثاني، استكمالاً لأداء قوي في الربع الأول.
ومن المتوقع أن تعلن البنوك الأميركية العملاقة عن أرباح الربع الثاني الأسبوع المقبل، وقد تتجاوز تلك التوقعات، بحسب ما ذكره مسؤولون ومحللون، خاصة بعد أن تسببت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم في أبريل في زيادة التقلبات بالأسواق، ودفعت أحجام التداول في سوق سندات الخزانة الأميركية إلى مستويات قياسية، وفقاً لمنصة تريدويب ماركتس.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
من يوفر السيولة الفورية يربح
قال أحد كبار التنفيذيين في وول ستريت، رفض الكشف عن هويته أثناء مناقشة نشاط العملاء، إن أي جهة تعمل في مجال صناعة السوق وتوفر السيولة الفورية ستستفيد من هذا الوضع.
وأضاف أن الأسهم انخفضت، والسندات انخفضت، والعملات أيضاً، والمحافظ أصبحت أكثر مخاطرة، وشهدنا عمليات خفض للمخاطر.
البنوك الأميركية والأوروبية تستفيد من تقلبات الأسواق
تستند تقديرات «كواليشين» إلى أداء 12 بنكاً عالمياً من بينها «جيه بي مورغان تشيس»، و«بنك أوف أميركا»، و«سيتي غروب»، و«غولدمان ساكس»، و«مورغان ستانلي»، و«ويلز فارجو»، إلى جانب نظرائهم الأوروبيين.
وقالت مولي ديفين، رئيسة قسم تحليل المنافسين في الأسواق لدى «كواليشين»: التقلب هو صديق إيرادات الأسواق، مضيفة أن بعض الإعلانات الخاصة بالرسوم كانت بمثابة محفز إيجابي لمكاتب التداول.
وأوضحت ديفين أن أسواق الأسهم أدت أداءً أفضل من الدخل الثابت والعملات، رغم أن أسواق الأسهم أصغر حجماً من أسواق السندات أو العملات.
وقدّرت أن ترتفع إيرادات الأسهم بنسبة 18 في المئة في الربع الثاني، مقابل ارتفاع بـ5 في المئة في إيرادات السندات مقارنة بالعام الماضي.
تداولات قياسية على منصة «تريدويب»
قال مايك مايو، المحلل لدى «ويلز فارجو»، إن البنوك تشهد مستويات مرتفعة من نشاط التداول نتيجة التقلبات المرتبطة بالرسوم وأسعار الفائدة والجغرافيا السياسية.
وأضاف أن الارتفاع في التداول خلال السنوات الأخيرة ليس انحرافاً مؤقتاً، بل عودة تدريجية للوضع الطبيعي بعد 15 عاماً من أسعار الفائدة الصفرية.
وسجلت «تريدويب ماركتس»، التي تدير أسواقاً إلكترونية للسندات والأسهم والائتمان، حجم تداول يومي بلغ 2.7 تريليون دولار في أبريل، بزيادة 38.6 في المئة على العام السابق، وسجّلت مستوى قياسياً بلغ 2.71 تريليون دولار في مارس.
وارتفع نشاط التداول في سندات الحكومة الأميركية على منصة «تريدويب» إلى مستوى قياسي في أبريل، بما في ذلك أكبر قفزة أسبوعية منذ عام 2001، مع ارتفاع العوائد بعد تصريحات ترامب المفاجئة بشأن الرسوم الجمركية.
توقعات متباينة لإيرادات 2025
توقعت «كواليشين» أن تنمو إيرادات الأسواق للبنوك ضمن مؤشرها بنسبة 7 في المئة في عام 2025، مقارنة بزيادة 13 في المئة في النصف الأول.
وتُقدّر الإيرادات المتوقعة لعام 2025 بنحو 246.2 مليار دولار، وهي الأعلى منذ عام 2009، أي بعد الأزمة المالية العالمية مباشرة.
وتوقّع مايك مايو أن ترتفع إيرادات التداول للبنوك الأميركية الكبرى بنسبة 8 في المئة في النصف الأول من العام، ثم تتباطأ إلى 5 في المئة في النصف الثاني، وتستقر عند نسب منخفضة من خانة واحدة في العام المقبل.
وقال إن الأثر الفوري للرسوم كان مبالغة في حجم التداول، ومن المرجح أن يتلاشى تأثير الرسوم الجمركية مع مرور الوقت.
(رويترز)