طهاة وجلسات تدليك من «إير بي إن بي» للمستأجرين.. والمضيفون مستبعدون من الخدمات والمكاسب

إير بي إن بي تطلق خدمات إضافية مثل الطهاة والتدليك في العقارات المؤجرة. (أ ف ب)
إير بي إن بي
إير بي إن بي تطلق خدمات إضافية مثل الطهاة والتدليك في العقارات المؤجرة. (أ ف ب)

في خطوة جديدة لتوسيع نموذج أعمالها، أطلقت شركة إير بي إن بي (Airbnb) خدمة «الإضافات» داخل المنازل المؤجرة، والتي تتيح للمستأجرين حجز خدمات شخصية مثل الطهاة الخاصين أو جلسات التدليك، مباشرة داخل العقار المستأجر.

المبادرة، التي تم الكشف عنها في مايو أيار، تهدف إلى تعزيز التجربة السياحية، وتوسيع هوامش الربح للشركة بعيداً عن نموذج التأجير التقليدي. لكن في المقابل، أثارت هذه الخطوة موجة اعتراض من بعض المضيفين الذين وجدوا أنفسهم خارج دائرة القرار والمكاسب، بحسب تقرير وول ستريت جورنال.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تحول استراتيجي في نموذج إير بي إن بي

الرئيس التنفيذي براين تشيسكي يرى أن هذه الخدمات يمكن أن تتجاوز في المستقبل حجم أعمال التأجير نفسها، فبعد إعادة إطلاق خدمة «التجارب» السياحية، تطمح الشركة لأن تصبح «إير بي إن بي لكل شيء»، عبر تقديم خدمات فردية تجعل الإقامة أكثر خصوصية وتنافسية مقارنة بالفنادق التي توفر صالات رياضية ومنتجعات صحية.

الشركة بدأت بالخدمات في 260 مدينة عبر 10 فئات، وتخطط للتوسع في مئات المدن والفئات لاحقاً، كما تتيح للسكان المحليين حجز هذه الخدمات لأنفسهم، حتى خارج سياق الإقامة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

مخاوف المضيفين.. التكاليف والمخاطر بلا عوائد

رغم الطموح التجاري، فإن التنفيذ أثار قلق آلاف المضيفين، الذين أدرجت عقاراتهم تلقائياً في البرنامج دون علمهم، ولا يحصلون على أي نسبة من العوائد.

كما لا يتم إعلامهم عند حجز إحدى الخدمات داخل ممتلكاتهم، ما يثير تساؤلات حول الأمان والشفافية.

البعض لجأ لتعديل الشروط في ملف الإقامة لمنع هذه الخدمات، فيما نشطت منتديات ريديت وفيسبوك بمئات التعليقات حول كيفية الانسحاب من البرنامج، بما في ذلك رسائل معدة مسبقاً عبر أدوات مثل تشات جي بي تي لإرسال اعتراضات مباشرة إلى إير بي إن بي.

الشق القانوني والتأميني.. منطقة رمادية

القضية لا تتعلق فقط بالأرباح، بل بالمسؤولية القانونية والتأمينية، فبعض المضيفين عبروا عن مخاوفهم من احتمالات نشوب حرائق من قبل طهاة خارجيين، أو تلف الممتلكات بسبب جلسات تدريب بدني داخل العقار.

تؤكد إير بي إن بي أنها تطلب من مزودي الخدمة تقديم وثائق التراخيص والتأمين، وأن برنامجها «AirCover» يشمل تغطية ضد المسؤوليات، لكن مضيفين مثل إيمي ماينور، التي تدير ثلاثة عقارات في فلوريدا، يقولون إن بوليصات تأمينهم لا تغطي سوى النزلاء المسجلين، ولا تضمن حماية ضد أفعال مزودين خارجيين.

السوق المستهدف والجدوى الاقتصادية

يشير المحللون إلى أن هذه المبادرة تمنح إير بي إن بي ميزة تنافسية فريدة أمام شركات مثل إكسبيديا وبوكينغ دوت كوم التي تقدم تجارب سياحية، لكنها لا توفر خدمات داخل المنازل، ومع ذلك فإن التحدي يكمن في إقناع النزلاء والمضيفين معاً بفوائد هذا النموذج.

بحسب جيمي لين، كبير الاقتصاديين في شركة AirDNA، فإن الخدمات مثل تأجير الدراجات أو تعبئة الثلاجات كانت متاحة مسبقاً، لكنها كانت محصورة بالمضيفين الكبار أو المحترفين، أما الآن فتسعى إير بي إن بي لدمج هذا النمط في نموذج التشغيل لجميع المضيفين، وهو ما قد يعيد تشكيل مشهد السوق بالكامل.

هل تهدد الإضافات علاقة إير بي إن بي بمضيفيها؟

بينما تسعى إير بي إن بي لتقديم تجربة إقامة أكثر تميزاً وتنوعاً، فإن عدم إشراك المضيفين في القرار والعوائد قد يهدد العلاقة التي بنيت عليها المنصة منذ تأسيسها، في الوقت الذي تحاول فيه الشركة تعزيز موقعها في سوق السفر العالمي، تبرز الحاجة إلى إعادة التوازن بين ابتكار الخدمات والحفاظ على ثقة شبكة مضيفيها، الذين يشكلون العمود الفقري لأعمالها.

وقد يكون نجاح هذه الاستراتيجية مرهوناً بمدى قدرة إير بي إن بي على إدارة المخاطر القانونية، وتقديم حوافز عادلة للمضيفين، لضمان تحول هذه الخدمات من عبء إلى فرصة استثمارية حقيقية داخل قطاع الاقتصاد التشاركي.