أصبحت سياسات التجارة الأميركية تحت المجهر بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للبلاد وتحدث عن فرض رسوم جمركية أوسع نطاقاً في الأيام المقبلة. مع توقع زيارة رئيس وزراء الهند
ناريندرا مودي البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الأسبوع، تلقي شبكة CNN نظرة على العلاقة التجارية بين البلدين.
في حين تجنبت الهند أي
رسوم جمركية من إدارة ترامب حتى الآن، قال ترامب مؤخراً إنه ستُعلن رسوم جمركية على أي دولة لديها رسوم جمركية على السلع الأميركية، والهند تفرض رسوماً على السلع الأميركية.
وفي الوقت نفسه قد تكون الهند في صدد محاولة تجنب مثل هذه الرسوم، إذ أعلنت نيودلهي مؤخراً أنها تراجع سياساتها التجارية في خطوة يُعتقد أنها تغري التجارة الإضافية مع الولايات المتحدة.
حجم التبادل التجاري بين أميركا والهند
الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري للهند في عام 2024، ومع ذلك تحتل الهند المرتبة العاشرة في قائمة شركاء الولايات المتحدة التجاريين للعام نفسه، يبلغ حجم التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة وأكبر دولة في العالم بعدد السكان 129.2 مليار دولار، وهو أكبر رقم سجله التبادل التجاري بين البلدين.
تعتمد الهند بشكل أكبر على الولايات المتحدة في التجارة بما يقرب من 120 مليار دولار في التجارة، بينما تحتل الهند المرتبة العاشرة فقط بالنسبة للولايات المتحدة، تحتل المكسيك وكندا والصين المراكز الثلاثة الأولى بأكثر من تريليوني دولار.
مع تخطيط ترامب لفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، المكسيك وكندا، وتعريفة جمركية بنسبة 10 في المئة سارية بالفعل على السلع الصينية، يقول الخبراء إن الهند يمكن أن تستفيد من هذه العلاقات التجارية المتوترة من خلال تصدير المزيد من التكنولوجيا والإلكترونيات والمجوهرات إلى أميركا.
العلاقات الأميركية- الهندية
وقال كل من السفير الأميركي السابق في الهند كينيث آي جوستر ومساعد الممثل التجاري الأميركي السابق لشؤون جنوب ووسط آسيا مارك لينسكوت في مقال لمجلة فورين بوليسي في 21 يناير كانون الثاني 2025 «تريد كل من الولايات المتحدة والهند تعزيز نفوذهما الاقتصادي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والحد من التفوق الاقتصادي للصين، لقد حان الوقت والحوافز موجودة لهذين الزعيمين للتغلب على الصعاب وإبرام صفقة كبرى».
لقد اتسع العجز التجاري بين الولايات المتحدة والهند، إذ بلغ العجز 45.7 مليار دولار لصالح نيودلهي، وشكلت الواردات الأميركية من الهند نحو 2.7 في المئة من جميع السلع المستوردة العام الماضي.
كان ترامب صريحاً بشأن ميل مودي إلى الرسوم الجمركية، ولكن كانت هناك علامات على أن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا منفتحة على التهدئة بشأن الرسوم، في وقت سابق من هذا الشهر، خفض وزير المالية الهندي الرسوم الجمركية على الدراجات النارية، وهي خطوة تعود بالنفع على شركة الدراجات النارية الأميركية هارلي ديفيدسون.
أبرز السلع المتبادلة بين الهند وأميركا
تعتبر الولايات المتحدة اللؤلؤ والأحجار الكريمة والمستحضرات الصيدلانية والمعدات الكهربائية من بين أهم وارداتها من الهند، في عام 2023، بلغ إجمالي واردات المنتجات الخمسة الأولى المتجهة من الهند إلى الولايات المتحدة أكثر من 47 مليار دولار.
وبلغت صادرات اللؤلؤ والأحجار الكريمة الهندية إلى أميركا في عام 2023 نحو 12.36 مليار دولار، فيما سجلت صادرات الأجهزة الإلكترونية والمعدات نحو 12.08 مليار دولار، أما المستحضرات الصيدلانية فبلغت 10.97 مليار دولار.
فيما يعد النفط الخام والمنتجات ذات الصلة والأحجار الكريمة والمفاعلات النووية والمعدات الكهربائية والطبية أبرز صادرات الولايات المتحدة إلى الهند.
وبين أبريل نيسان 2023 ومارس آذار 2024 بلغت قيمة صادرات الولايات المتحدة إلى الهند من النفط ومشتقاته نحو 12.96 مليار دولار، فيما سجلت صادرات اللؤلؤ والأحجار الكريمة نحو 5.16 مليار دولار، أما صادرات المفاعلات النووية فبلغت 3.75 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يزور مودي واشنطن يومَي الأربعاء والخميس 12 و13 فبراير شباط 2025، وتحدث الزعيمان عبر الهاتف في 27 يناير كانون الثاني 2025 بعد سبعة أيام من تنصيب ترامب، وناقشا توسيع التعاون والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأهمية شراء الهند المزيد من معدات الأمن المصنوعة في الولايات المتحدة.
(روزا دي أكوستا، CNN)