أعلن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا والملياردير الأميركي إيلون ماسك، استعداده التخلي عن عرض شراء شركة الذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي إذا استمرت الشركة مؤسسة غير ربحية. وأعلن ماسك يوم الاثنين الماضي أنه يقود مجموعة من المستثمرين الذين عرضوا شراء أوبن إيه آي مقابل 97.4 مليار دولار، لكنه قال يوم الأربعاء إنه مستعد للتخلي عن الأمر إذا التزمت الشركة بما يعتقد ماسك أنه مهمتها التأسيسية.
المعركة أصبحت شخصية
أصبحت المعركة من أجل أوبن إيه آي شخصية للغاية وتسربت إلى الجمهور فأصبح ماسك يقف ضد الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي
سام ألتمان في محاولة للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من عدم رفض ألتمان عرض ماسك بعد، فإنه انتقد العرض علناً، وشككت الشركة في منطق ماسك وراء عرض الشراء، واتهمت ماسك بالنفاق.
من جهته، ومنذ أيام، وصف ألتمان ماسك بأنه غير سعيد وغير آمن، وتكهن: «أعتقد أنه ربما يحاول فقط إبطاءنا».
رفع ماسك دعوى قضائية ضد أوبن إيه آي عام 2024 لانتهاكها المزعوم لميثاقها التأسيسي، وطالب بأن تظل الشركة تحت سيطرة منظمة غير ربحية، إلّا أنه بعرض ماسك شراء الشركة، أشارت أوبن إيه آي إلى أن ماسك يريد بيع الشركة لنفسه.
وقالت أوبن إيه آي «في المحكمة، يزعم ماسك أن أصول أوبن إيه آي لا يمكن نقلها لصالح مكسب خاص، ولكن خارج المحكمة، من الواضح أن هذه القيود لا تنطبق، طالما أن ماسك وحلفاءه هم المشترون، يريد ماسك أن تنقل أوبن إيه آي جميع أصولها إليه، لصالحه الاقتصادي ولصالح أعمال الذكاء الاصطناعي المنافسة والمستثمرين الخاصين المختارين بعناية».
قال محامٍ يمثّل شركة أوبن إيه آي، إن الشركة صرّحت بأن مؤسسة أوبن إيه آي غير الربحية ليست للبيع، وعلى عكس الشركة التي تهدف إلى الربح، فإن شركة أوبن إيه آي ليست ملزمة بالنظر في عرض ماسك.
وقال مستشار مجلس إدارة الشركة، أندرو نوسباوم «الواجب الائتماني الوحيد لمجلس الإدارة المستقل هو ضمان استفادة البشرية جمعاء من الذكاء الاصطناعي العام، وبكل احترام، ليس من حق أي منافس أن يقرر ما هو في مصلحة مهمة أوبن إيه آي».
تسيطر مؤسسة غير هادفة للربح على شركة أوبن إيه آي، وهي شركة تهدف إلى الربح، وارتفعت قيمة شركة أوبن إيه آي من خلال اتباع نهج السوق من شركة قليلة القيمة فعلياً إلى تقييم يبلغ نحو 100 مليار دولار في غضون بضع سنوات فقط، ويُنسب الفضل إلى ألتمان إلى حد كبير باعتباره العقل المدبر لهذه الخطة والمفتاح لنجاح أوبن إيه آي.
أعلنت شركة أوبن إيه آي خططاً لفصل كيانها الذي يهدف إلى الربح لمنحها المزيد من الحرية المالية، ويزعم ماسك، أحد مؤسسي شركة أوبن إيه آي الذي ترك الشركة في نهاية المطاف، أن تغيير الهيكل من شأنه أن يخالف الميثاق التأسيسي لشركة أوبن إيه آي، لأنها ستركّز على تحقيق الربح باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
كان ماسك على خلاف طويل الأمد مع ألتمان وقد قدّم عدداً من الشكاوى القانونية ضد كلٍ من الشركة وألتمان، مدعياً أن شركة الذكاء الاصطناعي وقيادتها صورت أوبن إيه آي بشكلٍ خاطئ على أنها مؤسسة خيرية.
وقال ماسك في جلسة أسئلة وأجوبة في القمة العالمية للحكومات في دبي صباح الخميس، «لقد وصلت أوبن إيه آي إلى هذا الحد مع وجود دور مزدوج غير ربحي وهادف للربح، في الوقت نفسه، وما يحاولون القيام به الآن هو حذف المؤسسة غير الربحية تماماً، ويبدو أن هذا يذهب إلى أبعد من اللازم حقاً».
أضاف «هذا يشبه أن تقوم بتمويل مؤسسة غير ربحية للحفاظ على غابات الأمازون المطيرة ولكنهم بدلاً من ذلك يحولونها إلى شركة أخشاب ويقطعون الأشجار ويبيعونها للحصول على الخشب».