ديب سيك.. هل تسحب الصين البساط من وادي السيليكون في سباق الذكاء الاصطناعي؟

ديب سيك.. هل تسحب الصين البساط من وادي السيليكون في سباق الذكاء الاصطناعي؟ (شترستوك)
ديب سيك.. هل تسحب الصين البساط من وادي السيليكون في سباق الذكاء الاصطناعي؟
ديب سيك.. هل تسحب الصين البساط من وادي السيليكون في سباق الذكاء الاصطناعي؟ (شترستوك)

لم يكن صعود شركة ديب سيك الصينية مجرد ضجة إعلامية، بل تحولاً إلى زلزال تقني هزّ عمالقة وادي السيليكون، خاصة بعد إعلانها عن نموذج الذكاء الاصطناعي R1 الذي تقول إنه قادر على منافسة أوبن أيه آي ولكن بتكلفة أقل بكثير، لم يقتصر التأثير على المجال التقني فحسب، بل تراجعت أسهم بعض شركات التكنولوجيا الأميركية مع احتلال ديب سيك صدارة تطبيقات متجر أبل، متفوقةً على تشات جي بي تي لفترة وجيزة.

هذا التطور دفع كبار المسؤولين الأميركيين إلى التشكيك في ريادة الولايات المتحدة للذكاء الاصطناعي، فخلال قمة الذكاء الاصطناعي في باريس، شدد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس على أن «أميركا هي الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولن تتنازل عن هذا التفوق»، لكنه أشار أيضاً إلى استعداد بلاده للتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا المجال.

اتهامات بالتجسس وسرقة النماذج الأميركية

فيما أشاد بعض الخبراء بديب سيك، أثار آخرون مخاوف تتعلق بالأمان والمصداقية، فقد اتهمتها أوبن أيه آي باستخدام نماذجها دون إذن، مشيرة إلى أنها تراجع أدلة تشير إلى «استخلاص غير قانوني» لأنظمتها، وفقاً لتصريحات رسمية أدلت بها الشركة لـCNN.

ولم يقتصر الأمر على القطاع الخاص، بل امتد إلى الكونغرس الأميركي، حيث طالب بعض المشرعين بحظر التطبيق من الأجهزة الحكومية، في خطوة تعكس القلق المتزايد من نفوذ التكنولوجيا الصينية، على غرار المخاوف السابقة بشأن تيك توك.

ردود أفعال متباينة في وادي السيليكون

شهدت أوساط التكنولوجيا في وادي السيليكون ردود أفعال متباينة حول صعود ديب سيك، حيث اعتبر ديميس هاسابيس، رئيس غوغل ديب مايند، أن الضجة المثارة حول الشركة الصينية «مبالغ فيها»، لكنه أقرَّ بأنها «أفضل ما قدمته الصين في مجال الذكاء الاصطناعي حتى الآن». من جانبه، أشار ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، إلى أن ديب سيك تمتلك بعض الابتكارات الحقيقية، في حين كان تعليق تيم كوك، رئيس أبل، أكثر تحفظاً، مؤكداً أن «الابتكار الذي يحسن الكفاءة هو دائماً أمر إيجابي».

ما التالي؟ هل يتغير شكل المنافسة؟

رغم أن ديب سيك ليس النموذج المفتوح الوحيد في السوق، فإن ما يميزه هو شفافيته النسبية في عرض طريقة «تفكيره»، ما يجعله نموذجاً يمكن للباحثين والشركات الأخرى تحليله والاستفادة منه.

السباق في قطاع الذكاء الاصطناعي لم ينتهِ بعد، حيث تستعد شركات مثل X (تويتر سابقاً) للكشف عن جروك Grok 3 بقدرات استدلال أقوى، فيما تؤكد الشركات الأميركية الكبرى أنها لن تترك المجال مفتوحاً للصين.

في النهاية، يرى الخبراء أن الـ 12 شهراً المقبلة قد تشهد ظهور نموذج أقوى من ديب سيك، لكن في الوقت الحالي، لا يمكن إنكار أن هذه الشركة الصينية وجهت ضربة قوية للنماذج الغربية، وأجبرت وادي السيليكون على إعادة التفكير في استراتيجيته.