غموض الرسوم الجمركية يخيم على المعرض التجاري السنوي في هونغ كونغ

غموض الرسوم الجمركية يُخيّم على المعرض التجاري السنوي في هونغ كونغ (شترستوك)
غموض الرسوم الجمركية يُخيّم على المعرض التجاري السنوي في هونغ كونغ
غموض الرسوم الجمركية يُخيّم على المعرض التجاري السنوي في هونغ كونغ (شترستوك)

انطلق معرض تجاري عالمي سنوي في هونغ كونغ وسط ضجة إعلامية واسعة، وتم عرض روبوتات استعراضية، ومنتجات جديدة مبهرة، أمام حشود متحمسة تملأ قاعات المؤتمرات.

لكن حالة عدم اليقين بشأن تطورات حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين ألقت بظلالها على ما يُعتبر عادةً معرضاً تجارياً جالباً للتفاؤل والمبيعات للعارضين، ومعظمهم من المُصنعين الصينيين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

في نزاع تجاري متصاعد رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى نسبة مذهلة بلغت 145 في المئة، ومن جانبها ردت الصين بفرض ضريبة بنسبة 125 في المئة على السلع الأميركية.

بدأت سياسة حافة الهاوية بين أكبر اقتصادين في العالم تُعرّض الاقتصاد العالمي للخطر، وفقاً للعديد من العارضين في معرض غلوبال سورسز هونغ كونغ، الذي بدأ يوم الجمعة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ليو تونغ يونغ، مدير المبيعات في شركة مقرها بجنوب الصين، تُصنّع لوحات المفاتيح للحاسب الآلي، يقول إنه بمرحلة عصيبة، فبعد عقود من استفادة شركته «غاوسد للصناعات الدقيقة» من التجارة بين الولايات المتحدة والصين، يُلحق تصاعد الحرب التجارية ضرراً بالغاً بالشركة.

يوم الجمعة أشار إشعار صادر عن هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية إلى أن بعض المنتجات الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الذكية وأشباه الموصلات المُوردة إلى الولايات المتحدة، ستكون معفاة من رسوم ترامب «التبادلية»، وأوضح البيت الأبيض لاحقاً أن هذه الإعفاءات مؤقتة، لكن يبدو أن لوحات المفاتيح التي تصنعها «غاوسد» غير مشمولة بالإعفاءات.

صرح ليو لشبكة CNN بأن مبيعات «غاوسد» انخفضت بنحو 20 في المئة منذ بداية هذا العام بسبب اضطراب التوقعات الاقتصادية نتيجة حرب الرسوم الجمركية.

وقال «الجميع في حالة انتظار وترقب، إذا كان لدى التجار مخزون، فمن غير المرجح أن يقدموا لنا طلبات جديدة في أي وقت قريب».

وبما أن السوق الأميركية تُمثل 30 في المئة من مبيعات الشركة، فقد صرّح ليو بأن الرسوم الجمركية زادت الضغط عليه لخفض التكاليف بشكل أكبر، لكنه لا يملك حلولاً كثيرة لتحقيق هذا الهدف، «لم يعد هناك مجال لخفض أسعار لوحات المفاتيح أكثر من ذلك، لقد بلغت الصناعات في الصين أقل قدر من التكاليف بالفعل».

وأضاف ليو «علاوةً على ذلك، لا يبدو نقل الإنتاج من الصين إلى دول أخرى خياراً عملياً أيضاً، إذ إن ضعف سلاسل التوريد ونظم الإنتاج قد تؤدي إلى ارتفاع التكاليف بشكل أكبر».

وفي الوقت الحالي، يأمل ليو أن تتمكن شركات مثل شركته من تجاوز هذه الأزمة، «يترقب الناس أي إشارة إلى أن هذا الأمر برمته سيستقر».

ومع زيادة ترامب للرسوم الجمركية على الصين في الأسابيع الأخيرة، أعرب مراراً وتكراراً عن رغبته في إجراء محادثات مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، ولكن الصين اتخذت موقفاً متحدياً، متعهدةً بالرد بالمثل على «التجبر الأحادي» من واشنطن، مع إبقاء محادثات التجارة على الطاولة.

ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت ستُعقد محادثات تجارية بين القوتين العظمتين.

تعرضت شركة «سكاي وينغ» للإلكترونيات، وهي شركة أخرى مقرها دونغقوان، وتصنع منتجات «عزل الصوت» لعملاء أميركيين وأوروبيين في الغالب، لموقف مشابه لموقف «غاوسد».

صرح فرانك تشانغ، مدير أعمال الشركة «لا يسعنا سوى انتظار استقرار هذه السياسات، ثم استكشاف طرق مختلفة للتغلب على التحديات».

وأضاف تشانغ أن عملاء سكاي وينغ الأميركيين، الذين يسهمون بما لا يقل عن 30 في المئة من مبيعات الشركة، يجرون بالفعل محادثات مع الشركة بشأن خفض الأسعار، بل حتى تعليق الطلبات.

وأوقفت الشركة توسعاتها في كمبوديا مؤقتاً بسبب حالة عدم اليقين بشأن تعريفات ترامب «المتبادلة»، وهذا بعد أن خضعت كمبوديا لتعريفة جمركية بنسبة 49 في المئة في القائمة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، قبل أن يؤجلها لمدة 90 يوماً الأسبوع الماضي.

ولمواجهة التأثير المحتمل للرسوم، قال تشانغ إن الشركة تستكشف أسواقاً جديدة، مثل الشرق الأوسط، بهدف تنويع أعمالها خارج الولايات المتحدة، لكنه شدد في النهاية على أن «أفضل الأخبار التي يمكن سماعها» لكل من الشركة وعملائها الأميركيين ستكون تخفيض التعريفات الجمركية.

وفقاً لبيل كينغ، رئيس شركة أترون إلكترو إندستريز، وهي شركة كندية تستورد الأضواء والمنتجات الإلكترونية من الصين وتبيعها إلى المستهلكين في أميركا الشمالية، ستحتاج الشركات في جميع أنحاء العالم التي اعتمدت على قدرة الصين التصنيعية وكفاءتها، بالإضافة إلى قوتها العاملة الوفيرة، إلى إجراء تعديلات في أسلوب عملها «لا نعرف كيف سيتغير العالم، سيكون هناك الكثير من الضغوط على الصناعة، ويتعين توفير تسهيلات في جميع أنحاء العالم الآن».