نتيجة الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، أصاب الشركات الأميركية الذعر ما دفعها لرفع أشعار منتجاتها. وأصدر العديد من تجار التجزئة تحذيرات من أنهم لن يتحملوا -كما أشار ترامب- التكاليف الإضافية الناجمة عن تلك الرسوم الجمركية على الواردات، وهذا يعني أن أي شيء، من البقالة والملابس إلى الألعاب والسيارات، قد يكلف الأميركيين نقوداً أكثر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
من بين الرسوم التي فرضها ترامب، رسوم جمركية أساسية بنسبة 10 في المئة على معظم الواردات، ورسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على معظم السلع الصينية، وتواجه بعض السلع، مثل الصلب والألومنيوم، معدلات أعلى.
وول مارت من أحدث تجار التجزئة الرئيسيين الذين صرحوا ببيع سلع أغلى ثمناً قريباً؛ لأن رسوم ترامب «مرتفعة جداً»، ومن بين تجار التجزئة الآخرين الذين أشاروا إلى إمكانية رفع الأسعار قريباً فورد وبيست باي وغيرهما.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وول مارت ترفع الأسعار منتقدة تعريفات ترامب
تعتزم وول مارت في 15 أبريل نيسان رفع أسعارها؛ لأن رسوم ترامب الجمركية «مرتفعة للغاية»، لا سيما على المنتجات المصنوعة في الصين.
وقال دوغلاس ماكميلون الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت، في مكالمة هاتفية لمناقشة الأرباح: «سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على أسعارنا عند أدنى مستوى ممكن، ولكن بالنظر إلى حجم الرسوم الجمركية، وحتى مع المستويات المخفضة التي أُعلن عنها هذا الأسبوع، فإننا غير قادرين على استيعاب كل الضغط في ظل هوامش ربح التجزئة المحدودة».
وأفاد جون ديفيد ريني، المدير المالي للشركة، لشبكة سي إن بي سي، بأنه من المرجح أن تدخل تغييرات الأسعار في وول مارت حيز التنفيذ بحلول نهاية مايو أيار، وسترتفع الأسعار «بشكل أكبر بكثير» في يونيو حزيران.
الألعاب في مرمى النيران
في 6 مايو أيار، أعلنت شركة ماتيل العملاقة لتصنيع الألعاب أنها سترفع أسعارها بسبب الرسوم الجمركية، وصرَّح الرئيس التنفيذي ينون كريز للمستثمرين بأنه «في ظل السيناريوهات الحالية التي ندرسها» رداً على الرسوم الجمركية، يتوقع أن يظل سعر 40 إلى 50 في المئة من منتجاتها عند 20 دولاراً أو أقل.
وهدد ترامب شركة ماتيل، قائلاً إنه «سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 100 في المئة على ألعابه، ولن يبيع أي لعبة في الولايات المتحدة، وهي أكبر أسواقها».
وفي المقابل، ومع ذلك، دعا ترامب أيضاً إلى إلغاء الرسوم الجمركية على الألعاب الإلكترونية حول العالم.
كما حذرت شركة بيست باي، بائعة الإلكترونيات بالتجزئة، خلال مؤتمر أرباحها في مارس من أن «البائعين في جميع أنحاء تشكيلتنا سيحمّلون تجار التجزئة جزءاً من تكاليف الرسوم الجمركية، ما يزيد من احتمالية ارتفاع الأسعار على المستهلكين الأميركيين».
بعض المكونات والأجهزة الإلكترونية معفاة مؤقتاً من رسوم ترامب الجمركية، لكن هذا لن يدوم إلى الأبد، وعلى سبيل المثال، أجّلت نينتندو موعد الطلب المسبق لجهاز ألعاب الفيديو سويتش 2 بسبب مخاوف بشأن الرسوم الجمركية.
وصرحت الشركة لاحقاً بأن سعر الجهاز لن يتغير عن سعره الأولي البالغ 450 دولاراً، لكن الملحقات «ستخضع لتعديلات في الأسعار عن تلك التي أُعلن عنها في 2 أبريل بسبب تغيرات ظروف السوق».
وأشارت الشركة إلى أن الأمر نفسه قد يحدث لأي منتج بسبب «ظروف السوق».
في غضون ذلك، صرّح لين تاو، المدير المالي لشركة سوني، المُصنّعة لأجهزة بلاي ستيشن، خلال مكالمة أرباح: «قد نُغيّر السعر».
شي إن وتيمو ترفعان الأسعار
كانت شركتا التجزئة الصينيتان شي إن وتيمو مَعفِيتين إلى حد كبير من الرسوم الجمركية سابقاً بفضل الإعفاء «الضئيل» الذي كان يعفي شحنات السلع التي تقل قيمتها عن 800 دولار، لكن ترامب وقّع أمراً تنفيذياً يلغي الإعفاء.
وكتبت تيمو في إشعار مُشابه لإعلان شين: «بسبب التغييرات الأخيرة في قواعد التجارة العالمية والتعريفات الجمركية، ارتفعت نفقاتنا التشغيلية، وللاستمرار في تقديم المنتجات التي تُحبونها دون المساس بالجودة، سنُجري تعديلات على الأسعار بدءاً من 25 أبريل 2025»، ورفعت الشركتان منذ ذلك الحين أسعار بعض المنتجات.
أسعار سيارات فورد وسوبارو
فُرضت رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على السيارات المستوردة، وتواجه معظم قطع غيار السيارات رسوماً مماثلة، مع أن بعض شركات صناعة السيارات يمكنها طلب استرداد جزئي للمدفوعات، في الوقت الحالي.
صرحت شيري هاوس، المديرة المالية لشركة فورد، بأنها تتوقع رفع أسعار سياراتها في الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 1.5 في المئة في النصف الثاني من عام 2025 بسبب الرسوم الجمركية.
ومددت شركة صناعة السيارات عرض «تسعير الموظفين» حتى يوليو، حيث سارع المستهلكون إلى شراء السيارات قبل فرض رسوم ترامب.
كما أعلنت شركة سوبارو اليابانية لصناعة السيارات أنها سترفع أسعارها في الولايات المتحدة «لتعويض زيادة التكاليف»، مشيرةً إلى «ظروف السوق الحالية»، ولم تحدد سوبارو مقدار الزيادة المحتملة في الأسعار.
وقال متحدث باسم سوبارو أميركا في بيان: «جاءت هذه التغييرات لتعويض زيادة التكاليف مع الحفاظ على قيمة ثابتة للعميل»، وأضاف: «لا تعتمد أسعار سوبارو على بلد منشأ منتجاتها».
بروكتر آند غامبل وستانلي بلاك آند ديكر
صرحت شركة بروكتر آند غامبل الشركة المصنعة للمنتجات المنزلية، والتي تمتلك علامات تجارية مثل بامبرز وتايد وشارمين، خلال مؤتمر أرباحها في 24 أبريل نيسان أنها ستدرس رفع الأسعار في بعض الفئات والأسواق.
في اليوم نفسه، صرّح الرئيس التنفيذي جون مولر لشبكة سي إن بي سي في أبريل: «رفعت شركة ستانلي بلاك آند ديكر المالكة لعلامات تجارية لأدوات كهربائية، أسعارها بمتوسط مرتفع من خانة واحدة بسبب الرسوم الجمركية، وستُطرح جولة أخرى من زيادات الأسعار في وقت لاحق من هذا العام».
أديداس تتأثر بالتعريفات
صرحت أديداس بأنه من المرجح أن ترتفع تكاليف المنتجات في الولايات المتحدة بسبب رسوم ترامب الجمركية المتبادلة.
وقال بيورن غولدن، الرئيس التنفيذي لشركة أديداس، في بيان أرباح بتاريخ 29 أبريل: «نظراً لعدم اليقين بشأن المفاوضات بين الولايات المتحدة ومختلف الدول المصدرة، لا نعرف ما ستكون عليه الرسوم الجمركية النهائية».
وأضاف أن «ارتفاع التكاليف بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار».
(أوزينيا بيكون، CNN)