هل تنجو أميركا من قبضة الرسوم والنفط؟

هدنة الشرق الأوسط الهشة تُنقذ الاقتصاد الأميركي( CNN)
هدنة الشرق الأوسط الهشة تُنقذ الاقتصاد الأميركي
هدنة الشرق الأوسط الهشة تُنقذ الاقتصاد الأميركي( CNN)

يواجه الاقتصاد الأميركي امتحاناً صعباً وسط هدنة هشة أبرمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إسرائيل وإيران، ففي ظل تصاعد المخاوف من انهيار التهدئة وعودة الأعمال العدائية، يحبس المستثمرون أنفاسهم، إذ يهدد صعود أسعار النفط من جديد بإشعال موجة تضخمية جديدة تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار البنزين هو آخر ما يحتاج إليه الاقتصاد الأميركي حالياً.

ومن المتوقع بالفعل أن يرتفع التضخم هذا الصيف بسبب الرسوم الجمركية الهائلة التي فرضها ترامب على الواردات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تحذيرات الخبراء من صدمات مزدوجة

وقال آلان بليندر، أستاذ الاقتصاد بجامعة برينستون ومسؤول كبير سابق لدى الاحتياطي الفيدرالي، لشبكة CNN عبر الهاتف إن الأمر سيكون أشبه بضربة مزدوجة، أولاً لدينا الصدمة الركودية التضخمية بسبب الرسوم الجمركية، ثم لدينا صدمة محتملة من النفط.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين لدى موديز أناليتكس إن الاقتصاد معرض لأي شيء سيحدث، وهذا الأمر مؤكد مؤهل لزعزعته، ولهذا السبب، يشعر المستثمرون بارتياح كبير في الأيام الأخيرة.

مخاوف إغلاق مضيق هرمز

كان السيناريو الأسوأ هو إغلاق إيران لمضيق هرمز، أهم ممر لنقل النفط على مستوى العالم.

وقد حذّر المحللون من أن إغلاقه كان من الممكن أن يدفع أسعار النفط بسهولة إلى ما فوق 100 أو حتى 120 دولاراً للبرميل، ما يعيد أسعار البنزين إلى 4 و4.50 دولار للجالون في الولايات المتحدة.

وبحسب منصة التنبؤ "بولي ماركت"، ارتفعت احتمالية إغلاق المضيق إلى 60 في المئة يوم الأحد، لكنها تراجعت إلى 17 في المئة فقط بحلول الثلاثاء مع انحسار المخاوف من أزمة أعمق.

التحليل الاستراتيجي لإيران

أشار المراقبون إلى أن إغلاق مضيق هرمز سيكون ضد مصلحة إيران، التي تعتمد عليه لنقل نفطها إلى العملاء، وأغلبهم من الصين.

وقال بليندر: سيكون ذلك أشبه بإطلاق النار على أقدامهم، لكن الدول أحياناً تفعل ذلك.

أثر الرسوم الجمركية على التضخم

حذّر منتقدو الرسوم الجمركية العدوانية التي فرضها ترامب من أنها سترتد سلباً أيضاً.

ورغم ذلك، تباطأ التضخم في الأشهر الماضية حتى مع فرض رسوم على السيارات والصلب والألومنيوم والواردات من معظم الدول.

الهدوء المؤقت وتوقعات الأسعار

يرى كثير من الاقتصاديين أن ذلك الهدوء قد يكون مؤقتاً قبل أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع الأسعار من جديد.

وقال بوب إليوت، الرئيس التنفيذي لشركة "أنليميتد"، لشبكة CNN إن ما شهدناه في الأشهر الماضية قد يكون تضخماً منخفضاً مؤقتاً، إلى أن تبدأ آثار الرسوم الجمركية بالظهور. 

الاحتياطي الفيدرالي والموقف الحذر

أشار إليوت إلى أن أسعار بعض السلع، مثل الأجهزة والألعاب والإلكترونيات، بدأت بالفعل في الارتفاع بسبب الرسوم. 

وأضاف: لا يتوقع أي خبير اقتصادي جاد أن تبقى اتجاهات التضخم على ما هي عليه حالياً. 

تحذيرات من تأثير الزيادات على موقف الفيدرالي

وذكر إليوت أن ذلك لن يكون مقبولًا من جانب الاحتياطي الفيدرالي، فيما أعاد جيروم باول، رئيس الفيدرالي، التأكيد أمام الكونغرس أن البنك المركزي سيتريث ويتابع المعطيات الاقتصادية. 

وحذّر المحللون من أنه إذا تدهور الوضع في الشرق الأوسط من جديد، فإن ذلك سيفاقم من آثار ارتفاع أسعار الطاقة على الاقتصاد.

وأضاف إليوت: ستكون المعادلة شديدة التعقيد، فالصدمة النفطية عادة ما يكون لها تأثير تضخمي كبير لأنها تؤثر على قطاعات واسعة من الاقتصاد».

الترقب عند مضخات البنزين وتأثيره على الرأي العام

في الولايات المتحدة، يتابع الأميركيون أسعار البنزين بشكل دقيق لأنها مؤشر محسوس على صحة الاقتصاد.

وقال زاندي «الناس ينظرون إلى أسعار البنزين كمقياس أساسي للتضخم».

في الوقت الحالي، استقرت أسعار البنزين عند 3.22 دولار للجالون على المستوى الوطني، مقارنة بـ3.45 دولار للجالون قبل عام، رغم ذلك يتوقع المحللون تقلباً كبيراً إذا اشتدت التوترات الجيوسياسية مجدداً.