قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه سيُعلن «قريباً جداً» عن مرشحه لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، رغم أن الأخير لا يزال أمامه 11 شهراً حتى نهاية ولايته. ويظل ترامب مستاءً من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بسبب عدم خفضه لأسعار الفائدة حتى الآن، وقد هاجم باول بلا هوادة لعدة أشهر، لكن الإعلان عن مرشح لرئاسة الفيدرالي بهذه السرعة _إن نفّذه ترامب_ سيكون خطوة غير مسبوقة في تاريخ البنك المركزي الممتد 111 عاماً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
خطة غير مسبوقة.. رئيس ظل للفيدرالي الأميركي
الشخص الذي سيعلنه ترامب سيكون عملياً بمثابة «رئيس ظل» للفيدرالي الأميركي، وهي فكرة طرحها سكوت بيسنت العام الماضي قبل أن يصبح وزير الخزانة في إدارة ترامب.
ويرى مسؤولون سابقون بالبنك المركزي وأكاديميون أن مثل هذه الخطوة الاستثنائية قد تقوض سلطة باول وتزيد من حالة عدم اليقين التي تعصف بالاقتصاد الأميركي منذ تولي ترامب الرئاسة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال آلان بليندر، الذي شغل منصب نائب رئيس الفيدرالي في منتصف التسعينات: إنها فكرة مروعة تماماً.
صوتان نقديان.. وتضارب محتمل في السياسات
أشار بليندر، وهو أيضاً مستشار اقتصادي سابق للرئيس بيل كلينتون وأستاذ في جامعة برينستون، إلى أن وجود شخصين مؤثرين يتحدثان عن السياسة النقدية في الوقت نفسه، ولكن برؤى متضاربة، سيؤدي إلى إرباك الأسواق.
من جانبه، قال غريغ فالير، كبير استراتيجيي السياسات في شركة AGF للاستثمار، في مذكرة للمستثمرين يوم الخميس إنها فكرة سيئة جداً، ستثير غضباً وارتباكاً في الأسواق المالية".
وقالت كاثرين جادج، أستاذة القانون بجامعة كولومبيا، إن التأثير يعتمد على مدى ولاء المرشح لترامب.
وأضافت: لا نعرف ما التداعيات، أو إلى أي مدى سيكون هذا الشخص مستعداً للمجازفة، لأن الأمر غير مسبوق.
وقد جرت العادة أن ينتظر الرؤساء الأميركيون حتى الشهور الأخيرة من ولاية رئيس الفيدرالي قبل تسمية خليفته.
خطوة قد تأتي بنتائج عكسية
حذر جو بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في RSM، من أن تعيين رئيس للفيدرالي مبكراً قد يؤدي إلى نتائج عكسية، من خلال رفع أسعار الفائدة التي يحاول ترامب خفضها.
وقال: تقويض باول لا يصب في مصلحة أحد، لأنه سيؤدي على الأرجح إلى ضعف الدولار وارتفاع الفائدة.
تهديد لاستقلالية الفيدرالي
أعرب فالير عن قلقه من أن تعيين رئيس جديد للفيدرالي مبكراً «سيُسيّس المؤسسة لبضعة أشهر» قبل أن يعود الاستقرار في مايو المقبل، حين تنتهي ولاية باول.
وقال: «الضرر الذي سيلحق باستقلالية الفيدرالي سيكون كبيراً، إذا تحوّل ترامب إلى متحكم خفي في السياسة النقدية».
المرشحون المحتملون لرئاسة الفيدرالي
بحسب تقارير سابقة لشبكة CNN، هناك على الأقل ثلاثة مرشحين محتملين:
سكوت بيسنت (وزير الخزانة الحالي)
كيفن وورش (عضو سابق بمجلس الفيدرالي)
كريستوفر والر (عضو حالي في مجلس الفيدرالي)
كما أشارت إلى إمكانية ترشيح:
كيفن هاسيت (رئيس المجلس الاقتصادي الوطني)
ديفيد مالباس (رئيس البنك الدولي السابق)
رأي معارض من داخل الفيدرالي
قال نارايانا كوتشيرلاكوتا، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، إن الفكرة «ليست جيدة»، لأن الرئيس المحتمل قد يتعارض مع رسائل باول.
وأضاف: لكنها قد تكون أفضل من تغريدات الرئيس عن السياسة النقدية.
{{ article.formatted_date }}
