أعلنت شركة «تسلا» أخيراً موعد اجتماعها السنوي، وذلك بعد أن عبّر عشرات من المساهمين الغاضبين عن استيائهم من تأخر الإعلان. ووجّهت مجموعة من مساهمي الشركة، يوم الأربعاء، رسالة إلى الإدارة تطالبها بتحديد موعد الاجتماع السنوي كما يقتضي القانون، وهو ما استجابت له الشركة يوم الخميس، محددة السادس من نوفمبر كموعد للحدث.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
الموعد متأخر عن المهلة القانونية
يأتي هذا التاريخ بعد أربعة أشهر من انتهاء المهلة القانونية لعقد الاجتماع المقبل، فوفقاً لقانون ولاية تكساس، حيث مقر تسجيل الشركة، يجب عقد الاجتماعات السنوية كل 13 شهراً.
وأشارت الرسالة التي وقعها أيضاً عدد من المسؤولين الديمقراطيين المشرفين على صناديق تقاعد عامة تمتلك أسهماً في تسلا، إلى هذا التأخير وطالبت بسرعة التحديد.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقالت الرسالة: هذا التأخير مقلق بشكل خاص في ظل تزايد التدقيق من جانب المستثمرين على أداء تسلا.
خلاف حول أمر إداري يكشف عمق أزمة تسلا
ويعكس هذا الخلاف بشأن موعد الاجتماع، وهو إجراء روتيني في آلاف الشركات، حجم الأزمة التي تواجهها تسلا، خاصةً مع بدء حتى أكثر مؤيديها ولاءً في وول ستريت بإبداء القلق حول توجهات الشركة ومديرها التنفيذي المثير للجدل إيلون ماسك.
أزمات متعددة تواجه تسلا حالياً
من بين التحديات التي تواجه تسلا في الوقت الراهن: أسوأ انخفاض في المبيعات بتاريخ الشركة، تراجع الأرباح وسعر السهم، وتغيرات مرتقبة في الحوافز الأميركية للمركبات الكهربائية قد تكلّف الشركة مليارات الدولارات.
كما تواجه تسلا انتقادات مستمرة بسبب نشاطات ماسك السياسية وعلاقاته السابقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تسببت في أضرار طويلة الأمد للعلامة التجارية.
وفي الملف الذي قدّمته تسلا يوم الخميس، لم تُذكر أي أسباب لهذا التأخير، ولم ترد الشركة على طلب للتعليق.
قال براد لاندر المراقب المالي لمدينة نيويورك وأحد الموقعين على الرسالة إن إعلان تسلا عن موعد اجتماع المساهمين خطوة مرحّب بها، وإن جاءت متأخرة، وتُظهر أن سيادة القانون تنطبق على الجميع، حتى أغنى رجل في العالم وشركته.
وأضاف: "قواعد الحوكمة الأساسية ليست اختيارية؛ إنها تمثل حماية جوهرية للمساهمين والأسواق العامة، وسنظل مع مستثمرين آخرين يقظين، وسنحاسب تسلا على التزاماتها تجاه المساهمين".
سلطة محدودة للمساهمين في الاجتماعات
رغم أهمية الاجتماعات السنوية، فإن قدرة المساهمين على مساءلة التنفيذيين محدودة، يمكنهم طرح الأسئلة، لكن من يُمنح الفرصة لطرحها يخضع لرقابة الشركة.
وتسمح تسلا للمساهمين الأفراد بطرح أسئلة خلال مؤتمرات إعلان الأرباح، لكن الشركة تتحكم في اختيار الأسئلة التي تُطرح فعلياً، وغالباً ما تُستبعد الأسئلة الأصعب.
خيارات مكلفة لمواجهة الإدارة
يظل بإمكان المساهمين خوض «معارك بالوكالة» لتغيير سياسات الشركة أو استبدال أعضاء في مجلس الإدارة، لكنها معارك مكلفة وغالباً ما تفشل.
وقد أظهر المساهمون دعماً قوياً لماسك في السابق، لكن ذلك كان قبل سلسلة من الجدل السياسي المرتبط به خلال العام الماضي.
في اجتماع يونيو 2024 السنوي، صوّت 84 في المئة من المساهمين لصالح إعادة تفعيل حزمة المكافآت الضخمة التي أُقرّت لماسك في 2018، والتي سبق أن ألغتها محكمة في ولاية ديلاوير، ولا تزال تسلا تستأنف هذا القرار حتى الآن.
(كريس إيزيدور، CNN)