في تحذير جديد من تداعيات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، قال جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية والأعلى عالمياً في القيمة السوقية، إن التقنية قد تؤدي إلى فقدان عدد كبير من الوظائف في حال توقفت المجتمعات عن توليد أفكار جديدة ومبتكرة. وفي مقابلة مع الإعلامي فريد زكريا على شبكة CNN، أوضح هوانغ «إذا نفدت الأفكار من العالم، فإن مكاسب الإنتاجية ستتحول إلى فقدان وظائف».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
رد على تحذيرات داريو أمودي من اضطرابات وظيفية
وجاء ذلك تعليقاً على تصريحات داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، التي أشار فيها إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يحدث اضطرابات كبيرة في سوق العمل.
أمودي حذر الشهر الماضي من أن التقنية قد تتسبب في ارتفاع معدل البطالة بشكل حاد في المستقبل القريب، متوقعاً أن يتم القضاء على نصف الوظائف الإدارية للمبتدئين خلال خمس سنوات فقط، ما قد يرفع معدلات البطالة إلى نحو 20 في المئة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الابتكار المستمر هو صمام الأمان
لكن هوانغ شدد على أن الحل يكمن في الابتكار المستمر، مضيفاً «ما دام لدينا أفكار جديدة، فهناك مساحة لنمو الإنتاجية وتوسيع التوظيف، أما في حال غابت الطموحات، فإن الإنتاجية ستنخفض، وسينخفض معها عدد الوظائف».
وأشار هوانغ إلى أن الذكاء الاصطناعي هو عامل حاسم في تسريع وتيرة الإنتاج عبر مختلف الصناعات، لكنه أكد في الوقت ذاته أن تأثيره على الوظائف سيكون واسعاً، موضحاً «جميع الوظائف ستتأثر، بعضها سيختفي، وأخرى ستنشأ، وما أتمناه هو أن ترفع مكاسب الإنتاجية مستوى المجتمع ككل».
4 من كل 10 شركات تتجه لتقليص العمالة
وبحسب تقرير صدر في 2024 عن مجموعة أديكو المتخصصة في التوظيف، قال نحو 41 في المئة من الرؤساء التنفيذيين إن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تقليص أعداد العاملين خلال السنوات الخمس المقبلة.
في حين أظهر تقرير آخر صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن 41 في المئة من أصحاب العمل يخططون لتقليص القوى العاملة بحلول عام 2030 بسبب الأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
التقنية ترفع الإنتاجية والوظائف معاً
ورغم هذه المخاوف، دافع هوانغ عن التطورات التقنية، قائلاً إن التاريخ يظهر أن التقدم التكنولوجي لطالما أدى إلى زيادة في كل من الإنتاجية ومعدلات التوظيف.
وأشار إلى أن التقدم التقني يمكن أن يحقق «وفرة في الأفكار وطرق جديدة لبناء مستقبل أفضل».
تغير شكل العمل داخل الشركات الكبرى
وتحدث أيضاً عن التغيرات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في طبيعة العمل داخل الشركات الكبرى، إذ تخطط أكثر من نصف الشركات الأميركية الكبرى لأتمتة مهام كانت تنجز سابقاً بواسطة البشر، مثل تسديد المدفوعات وعمليات الفوترة، وفقاً لمسح أجرته عام 2024 كل من جامعة ديوك وبنكي الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا وريتشموند.
وأقر هوانغ بأن عمله الشخصي تأثر كذلك «حتى أنا تغيرت طبيعة عملي بسبب الثورة في الذكاء الاصطناعي، لكنني لا أزال أمارس وظيفتي».
كما أشار إلى أن العديد من الشركات باتت تستخدم أدوات مثل تشات جي بي تي وغيرها من برامج الدردشة الآلية لأداء مهام إبداعية تشمل كتابة إعلانات الوظائف، وصياغة البيانات الصحفية، وبناء الحملات التسويقية.
وختم هوانغ قائلاً «الذكاء الاصطناعي هو أكبر عامل مساواة تقني شهدناه على الإطلاق.. إنه يرفع من قدرة أولئك الذين لا يفهمون التكنولوجيا».
(أوزينيا بايكون - CNN)