كانت إليزابيث وارن، الأستاذة في جامعة هارفارد، من أوائل من دقوا ناقوس الخطر في الفترة التي سبقت الأزمة المالية العالمية في عام 2008، والآن، بصفتها سيناتورة مخضرمة تُعيد دقّ ناقوس الخطر. بينما يرى الرئيس دونالد ترامب أن تعريفاته الجمركية وتخفيضاته الضريبية تُشكّل ركائز أساسية لأجندة اقتصادية لـ«عصر ذهبي» جديد، تميل السيناتورة المنتخبة عن ولاية ماساتشوستس إلى التشاؤم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
قالت وارن، في مقابلة هذا الأسبوع في مكتبها بمجلس الشيوخ «سياسات ترامب تُشكّل مزيجاً ساماً يتطلب دفعة واحدة إضافية ثم نشهد انهياراً مشابهاً لما شهدناه في عام 2008».
لا تُصوّر وارن الانهيار التالي على أنه وشيك، لكنها تُؤكّد أن مزيج سياسات ترامب الاقتصادية يُهيئ الظروف لدوامة، فالتعريفات الجمركية ترفع الأسعار على المستهلكين، في الوقت الذي تُؤجّل فيه الشركات الاستثمارات الجديدة، ويُشدّد فيه الائتمان، ويرتفع دين المستهلكين، كما أن ارتفاع الدين الأميركي، الذي تفاقم بسبب مشروع قانون ميزانية ترامب (الكبير والجميل)، يُثير الشكوك حول استقرار الاقتصاد الأميركي بالمعنى الشامل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
بالطبع يرفض ترامب ومستشاروه هذه الحجج برمتها، وفي الأسابيع الأخيرة، حرص مستشارو ترامب الاقتصاديون على تسليط الضوء على خطأ التوقعات الاقتصادية المتشائمة منذ ولايته الأولى وطوال أشهره القليلة الأولى في ولايته الثانية.
لقد حقّق ترامب بالفعل فوزه التشريعي الأساسي، وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أعلى مستوى له على الإطلاق، أمس الثلاثاء قبل أن يغلق على انخفاض طفيف، ولا يزال الاقتصاد الأميركي مستقراً ومرناً.
خصم ترامب
كانت وارن دائماً بمثابة خصم لترامب في ولايته الأولى، حتى أن ترامب قد وصفها سابقاً بـ«المجنونة» و«الشخصية الغاضبة للغاية».
ويتشابه طرح وارن البديل لسياسات ترامب مع الأجندة الاقتصادية للرئيس جو بايدن في بداية عامه الأول في منصبه، ولكن بتركيز أكبر على الأسر الأميركية.
ترى وارن أهمية شديدة للاستثمار في الإسكان والتعليم والرعاية الصحية ورعاية الأطفال، وجميعها ممولة من خلال تقليل الحوافز الضريبية الممنوحة للشركات، تقول وارن «لقد استثمرنا في بنوك وول ستريت، حان الوقت للاستثمار في الأسر الأميركية».
وتتفق السيناتورة المخضرمة مع الكثير من الديمقراطيين والجمهوريين في أن أداء الحكومة لم يتحسن، ولكنها تجادل أيضاً بأن «الرؤساء التنفيذيين الأثرياء وشركاتهم العملاقة منعت الحكومة من الاستثمار الجيد في الأسر الأميركية».
موازنة التجارة
في حين أن أسوأ سيناريوهات التضخم المُرتفع الناجم عن الرسوم الجمركية لم تظهر بعد، فقد حذّر صانعو السياسات الاقتصادية من أنها ستنتقل قريباً إلى المستهلكين.
من المتوقع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو، الذي سيتم الإعلان عنه هذا الأسبوع، كما تشير وارن إلى أن هذا ليس الأثر النهائي، إنما تستند إلى سلسلة متواصلة من استطلاعات الرأي حول الأعمال والتصنيع والمستهلكين لتؤكد توقعها بأن هناك ارتفاعات سعرية حادة في الأشهر المقبلة.
وتُقرّ وارن بأن الحزب الديمقراطي لم يُبدِ اعتراضاً شديداً على الرسوم الجمركية قبل تنصيب ترامب، لكنها ترى أن نهج التنفيذ لا بد أن يكون أكثر استهدافاً «ترامب يتبع أسلوب الفوضى، الأمر أشبه بالبقاء في غرفة مع شخص يُلقي الفأس في أي وكل مكان».
(فيل ماتينجلي، CNN)