بعد أن فُقدت لما يقرب من 300 عام، جرى التعرف على لوحة روبنز بمساعدة تحليل الأشعة، ومن المتوقع أن تجلب 6 ملايين جنيه إسترليني (7.7 مليون دولار) في مزاد يعقد الشهر المقبل.

أكمل الرسام الفلمنكي بيتر بول روبنز لوحة «القديس سيباستيان يرعاه اثنان من الملائكة» منذ أكثر من 400 عام.

قصة اللوحة

تصور اللوحة قصة الجندي الروماني سيباستيان، الذي اخترقته سهام الجنود وتُرك ليموت بعد أن اعتنق المسيحية، قبل أن تتدخل الملائكة بأعجوبة.

اللوحة تركت «انطباعاً قوياً» على جورج جوردون، الرئيس المشارك لسوذبيز للوحات القديمة في جميع أنحاء العالم، عندما شاهدها لأول مرة في أحد المعارض، قائلاً لشبكة CNN: «إنها حيوية الفرشاة، لذلك كان من السهل تقدير السرعة والحيوية التي تم رسمها بها، والتي بدا لي أنها تتحدث بقوة عن فرشاة روبنز الخاصة».

من المحتمل أن تكون اللوحة بتكليف من النبيل الإيطالي والقائد العسكري أمبروجيو سبينولا، ويعتقد أن اللوحة قد اكتملت نحو عام 1606-1608 في إيطاليا، أو نحو عام 1609-1610 في أنتويرب بعد عودة روبنز إلى مسقط رأسه في بلجيكا.

**media[1620708]**

قال جوردون إن «أمبروجيو سبينولا كان كاثوليكياً متديناً وجندياً يخوض حرباً دينية».

وعندما ظهر إيمان سيباستيان ورفض إنكاره، حُكم عليه بالموت.. كان من الممكن أن يكون موضوعاً مناسباً لسبينولا للتكليف به».

وأضاف جوردون أن عائلة سبينولا كانت رعاة وأصدقاء لروبنز.

اختفت اللوحة من التاريخ المسجل في ثلاثينيات القرن الثامن عشر حيث تم نقلها من اسم العائلة، وحتى عادت للظهور مرة أخرى في ميسوري (الولايات المتحدة) في عام 1963.

تم اقتناؤها لاحقاً من قبل المالك الحالي في مزاد عام 2008، حيث تم التعرف عليها بشكل خاطئ كلوحة للفنان الفرنسي لورون دو لا إيير.

كشف تحليل الأشعة السينية الذي تم إجراؤه في أبريل نيسان أن اللوحة كانت من عمل روبنز، والأهم من ذلك أنها النسخة الأصلية، حيث كان يُعتقد أن لوحة عائلة كورسيني، المعلقة الآن في غاليريا كورسيني، روما هي النسخة الأصلية لهذه اللوحة.

وكشف التحليل عن تغييرات أجراها روبنز تحت اللوحة النهائية، فعلى سبيل المثال روبنز القديس سيباستيان في مواجهة الاتجاه الآخر، بينما أغفل سهماً آخر يخترق فخذ القديس الأيمن في الشكل النهائي للوحة.

قال جوردون «كان روبنز أحد أشهر وأعظم الرسامين في القرن السابع عشر، ورساماً كان حقاً في طليعة تطوير الباروك كأسلوب فني».

سيُعرض العمل الفني في لندن في الخامس من يوليو تموز، ويقدر أن يجلب ما بين 4 ملايين و6 ملايين جنيه إسترليني (5.1 مليون دولار و7.7 مليون دولار).