قال رئيس أمناء المتحف البريطاني جورج أوزبورن، يوم السبت، إن المتحف استعاد بعضاً من الـ2000 قطعة التي أعلن عن فقدها، ويعتقد أن شخصاً من الداخل سرقها، لكنه اعترف بأن المؤسسة التي يبلغ عمرها 264 عاماً ليس لديها سجلات لكل شيء في مجموعتها الواسعة.

وأقرَّ رئيس الأمناء بأن سمعة المتحف تضررت بسبب سوء تعامله مع السرقات، وهو ما أدى إلى استقالة مديره، وأثار تساؤلات حول التدابير الأمنية.

وكان مدير المتحف البريطاني أعلن عن تنحّيه من منصبه، يوم الجمعة، وسط تحقيقات في حادث سرقة مزعوم لعدد من القطع الذهبية والتحف من مؤسسة لندن العريقة.

وتمَّ قبول استقالة هارتويغ فيشر من قِبل مجلس أمناء المتحف.

وشرح فيشر قراره في بيان يوم الجمعة، «خلال الأيام القليلة الماضية كنت أراجع بالتفصيل حوادث السرقات من المتحف البريطاني والتحقيق فيها، ومن الواضح أن المتحف لم يستجب بشكل شامل كما ينبغي، لتحذيرات عام 2021، ولم يستجب أيضاً للمشكلة التي ظهرت الآن بالكامل».

وقال المتحف في بيان الأسبوع الماضي إنه وجد عدداً من العناصر من مجموعة المتحف «مفقودة أو مسروقة أو تالفة»، ما أدى إلى إقالة موظف وتحقيق من قِبل شرطة العاصمة.

«أطلق المتحف البريطاني مراجعة أمنية مستقلة بعد أن تبيَّن أن عناصر من المجموعة مفقودة أو مسروقة أو تالفة. وتم فصل أحد الموظفين، وسيتخذ المتحف الآن إجراءات قانونية ضد ذاك الشخص»، حسب البيان.

وأضاف «الأمر قيد التحقيق أيضاً من قِبل قيادة الجريمة الاقتصادية التابعة لشرطة العاصمة».

وفي بيان قُدّم إلى CNN، قالت شرطة العاصمة «نحن نعمل جنباً إلى جنب مع المتحف البريطاني، يوجد حالياً تحقيق مستمر، ولا يوجد اعتقالات».

كانت غالبية العناصر المفقودة عبارة عن قطع صغيرة «محفوظة في غرفة تخزين» تنتمي إلى إحدى مجموعات المتحف، وقال المتحف إن المفقودات «تشمل المجوهرات الذهبية والأحجار الكريمة وقطع زجاجية يعود تاريخها من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر الميلادي».

وأضاف أن أياً من تلك العناصر لم يُعرض مؤخراً للجمهور، واحتُفظ بها في الغالب لأغراض أكاديمية وبحثية.

ووصف فيشر الحادث بأنه «استثنائي للغاية»، بينما قال جورج أوزبورن، رئيس أمناء المتحف، إنه كان يوماً حزيناً «لجميع الذين يحبون متحفنا البريطاني، لكننا مصممون على تصحيح الأخطاء واستخدام تلك التجربة لبناء متحف أقوى».

ما أبرز معروضات المتحف البريطاني؟

بعد أن أعاد المتحف البريطاني فتح أبوابه نهاية عام 2020 بعد إغلاقها لمدة ستة أشهر تقريباً بسبب جائحة كورونا، أنشأ مساراً باتجاه واحد حول صالات العرض في الطابق الأرضي، يتيح للزوار الاستمتاع بمشاهدة مقتنيات وقطع نادرة من مختلف الثقافات حول العالم، إليك أشهرها:

حجر رشيد

مدير المتحف البريطاني يتنحى عن منصبه بعد سرقة 2000 قطعة أثرية
حجر رشيد

حجر رشيد هو المفتاح الذي فك غموض اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، وهو أحد أشهر مقتنيات المتحف.

وهو جزء من لوح حجري أكبر، تم نقشه بمرسوم عن طريق النحت، وكُتب المرسوم كنص بثلاثة أنواع من الكتابة: الهيروغليفية، والديموطيقية (النص المصري الأصلي المستخدم للأغراض اليومية، أو «لغة الناس»)، واليونانية القديمة.

واستخدمه العلماء لفك رموز الهيروغليفية؛ ما كشف عن عالم مصر القديمة؛ من فهم تاريخها القديم إلى تفسير معتقداتهم في الحياة الآخرة.

رخاميات البارثينون

مدير المتحف البريطاني يتنحى عن منصبه بعد سرقة 2000 قطعة أثرية
رخاميات البارثينون

وهي منحوتات رخامية يونانية كلاسيكية تجسد معارك بين الإغريق ومخلوقات القنطور الأسطورية، كانت قد سُحبت من البارثينون ونُقلت إلى بريطانيا مطلع القرن التاسع عشر على يد الدبلوماسي البريطاني اللورد إلجين، وتطالب أثينا منذ عقود باستعادة التماثيل التي يعرضها المتحف البريطاني منذ عام 1816، ويرفض الجانب البريطاني إعادتها إلى الآن.

تمثال نصفي للملك رمسيس الثاني

مدير المتحف البريطاني يتنحى عن منصبه بعد سرقة 2000 قطعة أثرية
تمثال نصفي للملك رمسيس الثاني

هو أحد أهم التماثيل الضخمة للملك رمسيس الثاني، الذي حكم مصر من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد، إذ يظهر الملك وهو يرتدى غطاء الرأس الملكي، يبلغ وزنه 7.5 طن، وقد عُثر على التمثال بمعبد الرامسيوم في البر الغربي بالأقصر بالقرب من منطقة ممنون ومعبد هابو، لذا أُطلق عليه أيضاً «تمثال ممنون».

تمثال رأس ملك «إيفي»

مدير المتحف البريطاني يتنحى عن منصبه بعد سرقة 2000 قطعة أثرية
تمثال رأس ملك «إيفي»

يبلغ عمر هذا الرأس النحاسي الطبيعي نحو 600 عام، ويعتبر على الأرجح أقرب تصوّر للملك «أوني»، وهو ملك مقدس لمملكة «إيفي» في غرب إفريقيا، وكانت «إيفي» التي تُعرف اليوم بنيجيريا، وطناً ثقافياً وروحياً للشعوب الناطقة باللغة اليوروبية، ولا يزال لقب «أوني» هو الذي يستخدمه اليوم الحاكم التقليدي لـ«إيفي».

شجرة الحياة

مدير المتحف البريطاني يتنحى عن منصبه بعد سرقة 2000 قطعة أثرية
شجرة الحياة

صُنع هذا التمثال للمتحف البريطاني في عام 2004، وصنع بالكامل من بقايا أسلحة استخدمت خلال الحرب الأهلية في موزمبيق، وعلى الرغم من أنه مكون من أجزاء متفرقة من الأسلحة التي تتسبب في الموت، فإنه في الوقت ذاته يحمل اسم «شجرة الحياة».