من المتوقع أن تباع مجموعة واسعة من الأعمال الفنية والأثاث والفضة والسيراميك والمجوهرات تعود لعائلة روتشيلد المصرفية الشهيرة بمبلغ يصل إلى 30 مليون دولار خلال عدة مزادات هذا الخريف تنظمها دار كريستيز بولاية نيويورك الأميركية.

وستكون عملة البيع بمثابة أول مزاد مخصص في أميركا الشمالية لمقتنيات الفرع الفرنسي للعائلة المصرفية الشهيرة منذ فترة طويلة، وجمعت معظم القطع في القرن التاسع عشر من قبل البارون جيمس ماير دي روتشيلد وزوجته بيتي وابنهما ألفونس وبقيت في مجموعة أحفادهم منذ ذلك الحين.

تتضمن المجموعة الأعمال الفنية التي تمتلكها عائلة روتشيلد لوحات نادرة مثل لوحة للرسام جيرار دو تظهر «امرأة شابة تحمل أرنباً مع صبي عند النافذة» التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر ومن المقدر أن تباع بمبلغ يتراوح بين ثلاثة وخمسة ملايين دولار.

ومن بين أقدم العناصر المعروضة للبيع صورة رومانية بالعقيق اليماني للإمبراطور الروماني كلوديوس تعود للقرن الأول الميلادي وتقدر قيمتها بما يتراوح بين 200 ألف دولار إلى 300 ألف دولار، ومن قبيل الصدفة أن آخر عرض للوحة كان في مزاد لدار كريستيز عام 1899 وعندها بيعَ مقابل 3750 جنيهاً إسترلينياً -نحو 496 ألف دولار بقيمة اليوم- قبل وقت قصير من دخوله إلى مجموعة عائلة روتشيلد.

إحدى مقتنيات عائلة روتشيلد مطلية بالفضة
إحدى مقتنيات عائلة روتشيلد مطلية بالفضة

وقال نائب رئيس دار كريستيز جوناثان ريندل في مقابلة عبر الهاتف «هذه أشياء بقيت بعيداً منذ نهاية القرن التاسع عشر»، معقباً «ما لم تكن تعرف هذا الفرع بالتحديد من العائلة، فلن تراهم».

وأضاف ريندل أن المزاد «ليس من النوع الذي عادة ما يحدث في نيويورك، من المرجح أن ترى مثل هذه النوعية من عمليات البيع في أوروبا».

وكشفت دار كريستيز أن البائعين وهم من الفرع الفرنسي لعائلة روتشيلد أرادوا على وجه التحديد إجراء البيع في نيويورك، وقال ريندل إن هذا الفرع بالذات من العائلة عاش في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أتوقع أن المجموعة «ستحقق أداءً جيداً بشكل لا يصدق».

يشمل البيع أيضاً الأثاث والخزف -مثل المايوليكا الإيطالية التي ذاعت شهرتها في عصر النهضة- والفضة والمفروشات والمجوهرات التي توضح ذوق عائلة روتشيلد المتميز الذي وصفه ريندل بأنه «مزيج استثنائي من الفخامة والألفة».

طبق من المايوليكا الإيطالية
قطعة من المايوليكا الإيطالية ضمن مقتنيات عائلة روتشيلد

وقال ريندل إن المزاد حول مقتنيات عائلة روتشيلد «هو الشيء الذي كان السوق مجنوناً به قبل 100 عام أو 150 عاماً»، موضحاً «لم نعد نعرض كمية كبيرة من مثل هذه المقتنيات للبيع».

وسيقام المزاد على مدى عدة أيام بدءاً من البيع المسائي في 11 أكتوبر تشرين أول يليه مبيعات لمدة يومين ومزاد حي متزامن حيث ستبدأ بعض القطع بأسعار منخفضة تصل إلى 100 دولار وفقاً لكريستي.

أما بالنسبة لسبب قيام الأسرة ببيع المجموعة الآن فيعتقد ريندل أن ذلك قد يكون «ترشيداً» «وتحولاً في الرؤى بين الأجيال»، معقباً «لا يعيش الجميع مثل عائلة روتشيلد في القرن التاسع عشر، حتى عائلة روتشيلد» نفسها.

(كارلي بورترفيلد – CNN)