تحتفل الأمم المتحدة في 19 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي بدأ الاحتفال به أول مرة عام 2009، من أجل تكريم العاملين في المجال الإنساني وتعزيز الوعي بالجهود الإنسانية على مستوى العالم.

ويحيي هذا اليوم ذكرى تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، الذي أدى إلى مقتل 22 شخصاً، ومن بين الذين فقدوا حياتهم سيرجيو فييرا دي ميلو، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

ما موضوع اليوم العالمي للعمل الإنساني 2024؟

في هذا العام تشارك الأمم المتحدة موضوع اليوم العالمي للعمل الإنساني 2024، وهو العمل من أجل الإنسانية، إذ يُعد هذا اليوم بمثابة تذكير قوي بأهمية حماية ومعاملة المدنيين -بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني- أثناء الحرب.

وكان عام 2023 العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، ومن المحتمل أن يكون عام 2024 أسوأ، خاصة في ظل زيادة انتهاكات القوانين الدولية التي تهدف إلى حماية عمال الإغاثة والمدنيين في مناطق النزاع.

ويواجه العاملون في المجال الإنساني، إلى جانب المدنيين، مخاطر غير مسبوقة، في حين يهرب المخالفون في كثير من الأحيان من العدالة، ويدعو موضوع هذا العام إلى وضع حد لأعمال العنف هذه وإفلات مرتكبيها من العقاب، ويحث على مزيد من الاحترام لقواعد الحرب ومحاسبة من هم في السلطة.

ما أهمية اليوم العالمي للعمل الإنساني؟

يُعد العاملون في المجال الإنساني جزءاً لا يتجزأ من الدعم المقدم للأشخاص الذين يعانون بشكل غير متناسب في البلدان ذات الدخل المنخفض، ومع قيام العاملين في المجال الإنساني بتقديم استجابات منقذة للحياة للعديد من المتضررين من الأزمات -الحرب والكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ، على سبيل المثال لا الحصر- فمن الضروري تقدير شجاعتهم والتزامهم وإنجازاتهم.

ومع زيادة الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والانتهاكات المتكررة للقوانين الدولية التي تحميهم، تظهر الحاجة إلى الوعي والعمل العالمي، فعلى سبيل المثال في عام 2023 وحده، وقع 591 من عمال الإغاثة ضحايا للهجمات، ما يسلط الضوء على المخاطر المتصاعدة التي يواجهونها.

ويمثل اليوم العالمي للعمل الإنساني فرصة للاعتراف بتضحيات ومساهمات العاملين في المجال الإنساني الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدة الآخرين، فهو يوم عالمي للدفاع عن سلامة وأمن عمال الإغاثة وتسليط الضوء على أهمية الجهود الإنسانية في تخفيف المعاناة.

ويُظهر هذا اليوم التزام الأمم المتحدة والدول المختلفة بمساعدة الفئات السكانية الأكثر ضعفاً، ما يتطلب منا ضمان سلامة ورفاهية الموظفين الدوليين، ويتماشى اليوم العالمي للعمل الإنساني مع هذا الواجب ويعد بمثابة تذكير بأن العالم ممتن للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية.

نداء عالمي في اليوم العالمي للعمل الإنساني

وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني، وجهت أكثر من 400 منظمة دولية، نداءاً عالمياً من أجل تسليط الضوء على الخسائر المروعة التي خلفتها النزاعات المسلحة على العاملين في المجال الإنساني، وعلى جميع المدنيين، خاصة الأطفال.

وكانت أبرز المنظمات الدولية التي أطلقت هذا النداء، هي جمعية الصليب والهلال الأحمر، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والبنك الدولي، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الرؤية العالمية

وقالت المنظمات الدولية في بيان مشترك عبر الموقع الرسمي للأمم المتحدة عبر الإنترنت «كشفت الأعمال العدائية الوحشية التي نشهدها في صراعات متعددة حول العالم عن حقيقة مروعة؛ (نحن نعيش في عصر الإفلات من العقاب)، إن الهجمات التي تقتل أو تجرح المدنيين، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني والرعاية الصحية، شائعة بشكل مدمر، ومع ذلك، وعلى الرغم من الإدانة واسعة النطاق، فإن الانتهاكات الجسيمة لقواعد الحرب غالباً ما تمر دون عقاب».

وأضافت المنظمات «هذا الوضع الراهن مخجل ولا يمكن أن يستمر، ففي عام 2023 قُتل أو جُرح عشرات الآلاف من المدنيين في النزاعات المسلحة، وتضاعفت الوفيات بين العاملين في المجال الإنساني مقارنة بالعام السابق، بينما كانت حصيلة عام 2024 –عدد الوفيات والإصابات والاعتقالات والاختطاف– مذهلة بالفعل، إن الغالبية العظمى من الهجمات المسجلة على عمال الإغاثة يتم ارتكابها ضد موظفين وطنيين، وتواجه المنظمات التي تقودها النساء والموظفات في المجال الإنساني مخاطر فريدة ومتزايدة في كثير من الأحيان، فقط لأنهن نساء، وقد وصل التأثير على الصحة العقلية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة.

ووجهت المنظمات نداءها «في هذا العام، وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني، نناشد جميع الدول وأطراف النزاعات المسلحة والمجتمع الدولي الأوسع القيام بوضع حد للهجمات على المدنيين، اتخذوا خطوات فعالة لحمايتهم، والبنية التحتية المدنية الحيوية التي يعتمدون عليها، وحماية جميع عمال الإغاثة، ومحاسبة الجناة، لأنه لا يمكن أن يفلت مرتكبو انتهاكات القانون الإنساني الدولي من العقاب».