تحتفل دولة الإمارات يوم الاثنين باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 أغسطس من كل عام، ما يسلط الضوء على جهود الدولة التي تمتد لنحو 53 عاماً من العمل الإنساني والإنمائي.
وقدّمت الإمارات منذ تأسيسها في عام 1971، مساعداتٍ خارجيةً غير مشروطة على الصعيد العالمي لدعم النمو الاقتصادي في البلدان النامية وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى تحسين.
وكان تأسيس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، صندوق أبوظبي للتنمية كأول جهة مانحة للمساعدات الإماراتية في عام 1971 نقطة البداية لعدد من المبادرات الإنسانية والجمعيات المحلية التي تهدف إلى دعم أهداف التنمية المستدامة.
الإمارات تقود العمل الإنساني عالمياً
تبرز دولة الإمارات ضمن أكبر المانحين الدوليين للمساعدات الخارجية حول العالم، محققة الصدارة في تقديم المساعدات الخارجية بالنسبة لدخلها القومي، بإجمالي يتجاوز 95 مليار دولار في آخر 5 عقود والذي قدمته إلى نحو 190 دولة، وفقاً لوزارة الخارجية الإماراتية.
وخلال عام 2022، قدمت الإمارات مساعدات خارجية بقيمة إجمالية وصلت إلى 12.67 مليار درهم (نحو 3.45 مليار دولار).
وعلى مدى 3 سنوات، من عام 2020 إلى 2022، أبدت الإمارات التزاماً قوياً تجاه التنمية الدولية و المساعدات الإنسانية، بقيمة مساعدات خارجية تراكمية بلغت 34.20 مليار درهم (نحو 9.31 مليار دولار).
ومن الجدير بالملاحظة، حدوث طفرة كبيرة في قيمة المساعدات الخارجية المقدمة من دولة الإمارات خلال عام 2022 بنسبة زيادة بلغت 12 في المئة مقارنة بالعام السابق.
وأكدت الإمارات حرصها على تقديم الدعم للأشقاء السودانيين، والمساهمة بفاعلية في جهود الإغاثة الدولية للداخل السوداني والتخفيف من الأعباء الإنسانية التي يشهدها، إذ تعهدت بتقديم 100 مليون دولار، دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.
كما واصلت خلال العام الحالي دعمها الإغاثي المستمر للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية، التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية، وأرسلت طائرة تحمل على متنها 55 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية في فبراير الماضي، وأخرى في الشهر الذي تلاه على متنها 50 طناً من المواد الغذائية.
المساعدات الإماراتية لغزة
في إطار التزام الدولة التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق تواصل في ظل قيادتها الرشيدة توفير المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، قدمت الإمارات لقطاع غزة ما يزيد على 40 ألف طن من المساعدات الملحّة بحلول يوليو تموز 2024، تشتمل على المواد الغذائية والإغاثية والطبية عبر 8 بواخر و337 رحلة جوية و50 عملية إسقاط جوي و271 شاحنة.
كما وصلت سفينة المساعدات الإماراتية الرابعة إلى ميناء العريش في 28 يوليو 2024، حاملة الشحنة الثامنة من المساعدات، وعلى متنها 5340 طناً من المواد الإنسانية وهي الأكبر وزناً منذ انطلاق عمليات الاستجابة الإغاثية للقطاع.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أخير «تواصل دولة الإمارات العمل مع الشركاء الدوليين لتكثيف الجهود لضمان تدفق ووصول المساعدات وتوزيعها عبر كل الوسائل والطرق المتاحة للإسهام في التخفيف من وطأة الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يواجهها سكان القطاع».
وإلى جانب المشفى الميداني، أنشأت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه، تنتج 1.2 مليون غالون يومياً من المياه الصالحة للشرب لدعم أكثر من 600 ألف شخص، بالإضافة إلى إنشاء 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص.
الإمارات ودعم دول الساحل الإفريقي
قدّمت الإمارات المساعدات الخارجية لدول الساحل الإفريقي الخمس جنوب الصحراء، هي: موريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر، والتي تعد من بين أقل البلدان نمواً في العالم، بقيمة تبلغ 750 مليون دولار خلال الفترة من 2018 إلى 2023، ما يشكل 3 في المئة من إجمالي مدفوعات المساعدات الخارجية للدولة خلال هذه الفترة، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية.
وكشفت البيانات أن دولة الإمارات قدمت نحو 75 في المئة من المساعدات الخارجية الإماراتية لدول الساحل في صورة مساعدات تنموية، في حين شكلت المساعدات الخيرية والإنسانية 16 في المئة و9 في المئة على التوالي.
ومع دعم دولة الإمارات وجهودها الرائدة لدعم دول الساحل الخمس لتحقيق غاياتها وأهدافها التنموية فإنّ المساعدات التنموية الإماراتية تسهم في الحد من تداعيات وآثار التغير المناخي، ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تتعامل معها تلك الدول.
أبرز المبادرات الإنسانية
تأتي «مبادرة إرث زايد الإنساني» على رأس القائمة، إذ أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني»، بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة في العالم.
وأعلنت الإمارات في إطار المبادرة عن إطلاق برنامج مستشفيات الإمارات العالمية بهدف بناء 10 مستشفيات خلال العقد المقبل، مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة بدعم مالي يبلغ نحو 550 مليون درهم.
وفي فبراير شباط 2024، أطلقت الإمارات مبادرة محمد بن زايد للماء، لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء.
كما تبرز هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ضمن أهم الجهات المانحة للمساعدات الإماراتية للعشرات من دول العالم الأقل نمواً.
مستقبل المساعدات الخارجية
تهدف الإمارات إلى دعم المنظمات التنموية والإنسانية والخيرية المحلية، بجانب توسيع نطاق الشراكات مع المنظمات متعددة الأطراف الفعالة وذات الصلة على المستوى الدولي، والبحث عن فرص لإشراك القطاع الخاص كعنصر أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
كما تواصل دولة الإمارات العمل مع الشركاء الدوليين لتكثيف الجهود لضمان تدفق ووصول المساعدات وتوزيعها عبر جميع الوسائل والطرق المتاحة للإسهام في التخفيف من وطأة الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يواجهها سكان قطاع غزة.