مايك لينش، أحد أشهر رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا في المملكة المتحدة، من بين المفقودين بعد غرق يخت فاخر قبالة سواحل صقلية في ظل سوء الأحوال الجوية.

برأت هيئة محلفين في سان فرانسيسكو في يونيو حزيران لينش، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أوتونومي، من التهم الجنائية، ما أدى إلى تبرئة رجل الأعمال البالغ من العمر 59 عاماً بعد معركة قانونية استمرت 12 عاماً بشأن بيع مجموعة البرمجيات مقابل 11 مليار دولار لشركة هيوليت باكارد في عام 2011، حسب ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

وكان من بين الركاب على متن يخت لينش بايزيان الذي يبلغ طوله 56 متراً، أعضاء فريقه القانوني وأسرهم، الذين تمت دعوتهم إلى الرحلة للاحتفال بالنصر في قاعة المحكمة.

وكان جوناثان بلومر، رئيس مجموعة التأمين هيسكوكس ومورجان ستانلي إنترناشيونال، الذي ظهر في المحاكمة كشاهد للدفاع، أيضاً على هو أحد المفقودين، وفقاً للسلطات الإيطالية المحلية وأشخاص مطلعين على الأمر.

كما اختفى كريستوفر مورفيلو من شركة كليفورد تشانس للمحاماة، الذي مثل لينش، كما اختفى ستة نزلاء، كما تأكدت وفاة أحد أفراد الطاقم.

وكانت أيلا رونالد، محامية أخرى من شركة كليفورد تشانس، من بين 15 من بين 22 ضيفاً وطاقماً، قالت السلطات إنه تم إنقاذهم من السفينة المنكوبة.

كما أن ابنة لينش هانا البالغة من العمر 18 عاماً مفقودة أيضاً، بينما تم إنقاذ زوجته أنجيلا باكاريس.

ووقعت حادثة اليخت في اليوم نفسه الذي تأكدت فيه وفاة المتهم الآخر مع لينش في قضية الاحتيال الأميركية، ستيفن تشامبرلين، الذي صدمته سيارة في كامبريدجشاير.

وقال غاري لينسنبرغ، المحامي الذي مثل تشامبرلين في القضية، إن نائب رئيس شركة أوتونومي السابق للشؤون المالية، الذي وصفه بأنه «رجل شجاع يتمتع بنزاهة لا مثيل لها»، صدمته سيارة بشكل قاتل أثناء ممارسة رياضة الجري يوم السبت.

وفي أعقاب صدور الحكم في قاعة المحكمة، قال لينش إنه «مسرور للغاية» وإنه «يتطلع إلى العودة إلى المملكة المتحدة والعودة إلى ما أحبه أكثر من أي شيء آخر؛ عائلتي والابتكار في مجالي».

وقال ديفيد ييلاند مستشار الاتصالات الذي عمل مع لينش «إن التفكير في أن مايك لينش ربما فقد حياته في اللحظة التي بدأ فيها إعادة بناء حياته أمر مدمر لكل من يعرفه، لقد كانت حياته كلها مليئة بالتغلب على الصعاب في أكثر المواقف غرابة، ويجب أن نصلي أن يفعل ذلك مرة أخرى».

وقال خفر السواحل الإيطالي إن القارب البايزي غرق على عمق نحو 50 متراً قبالة سواحل باليرمو.

وقال جوزيبي داجوستينو عمدة سانتا فلافيا، وهي قرية تقع على الساحل بالقرب من مكان غرق السفينة، إن عمليات البحث لم تتوقف، وأضاف لصحيفة فاينانشال تايمز «المجتمع في حالة صدمة، الجميع يساعدون».

وأضاف «تحدثت إلى بعض الناجين، وكانوا في حالة صدمة، ولم تكن لديهم القوة للتحدث».

ومن بين الناجين أيضاً شارلوت جولونسكي، الشريكة في شركة لينش «إنفوك كابيتال»، إلى جانب زوجها جيمس إمسيلي وابنتها البالغة من العمر عاماً واحداً، وقالت لوسائل الإعلام الإيطالية إن أسرتها غادرت مقصورتها أثناء العاصفة وتوجهت إلى سطح السفينة.

تشير السجلات إلى أن عائلة لينش كانت تمتلك اليخت.

وتمتلك شركة ريفتوم المحدودة المسجلة في جزيرة مان شركة بايسيان، وفقاً لقاعدة بيانات الشحن إكواسيس، وتُظهر ملفات جزيرة مان أن شركة باكاريز هي المساهم الوحيد في ريفتوم.

قدرت قائمة الأثرياء التي نشرتها صحيفة صنداي تايمز ثروة عائلة لينش بنحو 500 مليون جنيه إسترليني في وقت سابق من هذا العام.

من المرجح أن يكون اسم بايسيان إشارة إلى الإحصائي الإنجليزي توماس بايز في القرن الثامن عشر، الذي أثرت نظريته الإحصائية على تقنية البحث وراء برنامج أوتونومي.

وبحسب موقع «مارين ترافيك» لتتبع السفن، كان اليخت راسياً في جزيرة باناريا الإيطالية الصغيرة، ثم مر عبر جزر إيوليان في طريقه إلى باليرمو قبل أن يضربه ما وصف بأنه «إعصار».

وقال لوكا كاري، المتحدث باسم إدارة الإطفاء الإيطالية، إن الغواصين وعمال الإنقاذ الآخرين كانوا يعملون في مكان الحادث منذ صباح الاثنين.

وقال «وصلنا بعد أن غرقت السفينة بالفعل»، مضيفاً أن العملية تعقدت بسبب العمق الذي غرقت فيه السفينة، وقال كاري إن الجثة تم انتشالها خارج حطام السفينة، ورفض الكشف عن هوية الضحية.

قالت وزارة النقل البريطانية إن فرع التحقيق في الحوادث البحرية بالمملكة المتحدة أرسل فريقاً من أربعة مفتشين إلى باليرمو لإجراء «تقييم أولي للحادث»، وستقود المملكة المتحدة التحقيق لأن السفينة كانت ترفع العلم البريطاني.