أدانت هيئة المحلفين في نيويورك، يوم الخميس، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في جميع التهم الـ34 الموجهة إليه، ويأتي قرار الإدانة قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية التي يسعى ترامب للفوز بها.
وبذلك يصبح المرشح الجمهوري أول رئيس أميركي سابق يُدان جنائياً، على الرغم من ذلك، قد لا يمنعه الحكم من مواصلة حملته الانتخابية.
حكم بالإجماع
وبعد مداولات على مدار يومين، أعلنت هيئة محلفين مؤلفة من 12 عضواً أنها خلصت إلى أن ترامب مذنب في كل التهم الأربع والثلاثين التي يواجهها، وكان الإجماع مطلوباً لصدور أي حكم بالإدانة.
ويدفع هذا الحكم الولايات المتحدة إلى وضع غير مسبوق قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني هذا العام، التي يسعى من خلالها المرشح الجمهوري ترامب للتغلب على المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي جو بايدن من أجل العودة للبيت الأبيض.
وينفي ترامب (77 عاماً) ارتكاب أي مخالفات، ومن المتوقع أن يستأنف على الحكم.
وأقصى عقوبة قد يواجهها ترامب هي السجن لأربع سنوات، إلا أنه عادة ما تصدر أحكام أقصر للمدانين بمثل هذه الجريمة أو أنهم يواجهون غرامات أو يتم وضعهم تحت المراقبة.
تأثير الحكم على الأسواق
استبعد الخبراء تأثير الحكم الأخير على أداء الأسواق، مشيرين إلى أن الأسواق الآن تركز على عوامل أهم كثيراً وفي مقدمتها التضخم واتجاه الفائدة الأميركية.
وفي هذا الإطار، قال بيتر كارديلو -كبير خبراء السوق لدى مؤسسة سبارتان كابيتل- “لا أعتقد أن هذا الحكم سيكون له أي تأثير على الأسواق. الأكثر أهمية الآن هو تقرير الإنفاق الاستهلاكي المرتقب صدوره غداً الجمعة. والذي قد يحدث فارقاً كبيراً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية”.
وحول فرص ترامب للفوز في الانتخابات، قال كارديلو إن ذلك يعتمد على المشهد القادم وما إذا كان الحزب الجمهوري سيواصل دعمه لترامب بعد إدانته.
وأشار إلى أن الحزب قد يفكر في تغيير مرشحه من الأساس.
وفور الإعلان عن الحكم، خسرت أسهم مجموعة ترامب للتكنولوجيا والإعلام نحو 6.5 في المئة من قيمتها خلال ساعات التداول الممتدة يوم الخميس.
مصير التبرعات الانتخابية
بعد الإعلان عن الحكم، سارع كبار المتبرعين لحملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالتأكيد على عن دعمهم لمرشحهم المفضل، متعهدين بالتبرع بملايين الدولارات الإضافية لتعزيز موقفه في السباق الانتخابي.
فالعديد من هؤلاء المتبرعين يعتبرون الملاحقات القضائية الأخيرة ضد ترامب بمثابة نوع من الاضطهاد السياسي من قبل الديموقراطيين لتقويض فرصه في الفوز بالانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الخامس من تشرين الثاني المقبل.
وفي موجة قوية من الدعم، أعلن العديد من المتبرعين يوم الخميس وقوفهم إلى جانب ترامب في هذه الأزمة، ومن بينهم المليارديرة ميريام أديلسون وقطب الفنادق روبرت بيجلو الذي دعم حملة ترامب الانتخابية حتى الآن بأكثر من 9 ملايين دولار قبل أن يتعهد يوم الخميس بالتبرع بـ5 ملايين أخرى.
بل إن الحكم شجع العديد من المتبرعين الآخرين الذين كانوا يتخاذلون قليلاً في دعمهم المالي لدونالد ترامب على زيادة حجم تبرعاتهم للمرشح الجمهوري لتعزيز موقفه في مواجهة منافسه الديموقراطي جو بايدن.