«ليس لدينا ذكريات عن عالم لا وجود فيه للهواتف الذكية، فنحن على الأرجح أكثر الأجيال تبعية للتكنولوجبا»، كان هذا جواب إحدى الشابات اللاتي شاركن في استطلاع أجرته شركة Sixth Factor Consulting برعاية أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني، الذي طال 1,800 شخص في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر.
وأفاد الاستطلاع بأن تأثير «جيل Z» أو جيل ما بعد الألفية آخذ في تزايد على بيئة الأعمال التي تتطور وفقاً لرغباتهم وطموحاتهم، وتشير المعطيات إلى أن هذا الجيل لديه أنماط حياة وتطلعات مختلفة.
رقميون بالفطرة
يصنف «الجيل Z» بالشباب التي تقل أعمارهم عن 25 عاماً، ويتصفون بأنهم مواطنون رقميون بالفطرة، ويقول بيتر جورج، المدير الإداري في أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «يتمتع جيل ما بعد الألفية بإمكانات هائلة من شأنها زيادة نمو الأعمال في المستقبل لدى التجار، ما يجعلها شريحة عملاء مهمة بالنسبة للشركات».
ووصف التقرير تفضيلات هذه الفئة ودوافعها الأساسية بالاحتياجات الناشئة التي على ببيئة الأعمال أخذها بعين الاعتبار، فعلى سبيل المثال يتفوق أفراد جيل ما بعد الألفية في استخدام التكنولوجيا، وهو ما يؤثر على اختيارهم تجاه المدفوعات الرقمية، وقد أظهرت الأبحاث أن هذه الفئة تفضّل طرق الدفع الرقمية، مع احتلال بطاقات الدفع ومحافظ الهاتف الجوّال المرتبة الأولى من حيث الشعبية.
كما يعتقد أن هذا الجيل يعتنق خيارات طريقة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» (Buy Now, Pay Later) والتي تتلاءم مع توجهاتهم، لا سيما إذا كانت السلع باهظة الثمن، وأظهر البحث أن أكثر ما يدفع اهتمام جيل ما بعد الألفية بهذه الطريقة هو عدم وجود فائدة على المدفوعات، وغياب التعامل الورقي، وتخفيف الضغط المالي عليهم.
الدفع الرقمي الأولوية
نوه التقرير بارتفاع نسبة الوعي عند المشاركين في الاستطلاع في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر على طرق الدفع الرقمية، ففي مصر مثلاً وصلت نسبة المعرفة في تطبيقات التحويل من نظير إلى نظير إلى 92 في المئة بسبب التوفّر المبكر لشبكة الدفع الفوري الوطنية.
وأظهر البحث أيضاً أن نسبة الوعي بالمدفوعات التي يمكنها أن تتم من داخل التطبيقات (In-App Payments) مرتفعة، ومع ذلك أشار المشاركون في الاستطلاع إلى أن هذه الطريقة تتنافس مع طرق الدفع الأخرى شائعة الاستخدام، وأنه يجب على التجار التفكير في استخدام الخصومات لجلب المزيد من عمليات الشراء نحو تطبيقات أجهزة الجوال.
ومن فئات الدفع من داخل التطبيقات التي رحب بها المشاركون كانت التطبيقات الشاملة (Super Apps)، وقال المشاركون في الاستطلاع إنّ هذه التطبيقات الشاملة، والمتوفرة حالياً فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة، ملائمة ومريحة بشكل خاص، وهو ما يؤدي إلى زيادة الوعي والإقبال عليها.
شخصنة التسوق أهم من الخصوصية
ما كان عائقاً لزيادة انتشار عمليات الدفع الرقمية لدى الأجيال السابقة أصبح حاجة عند الجيل الجديد.
وتشير نتائج الإحصاءات إلى أن هذه الفئة لا تعارض استخدام البيانات لمنافع تحليل بيانات المستخدمين الشخصية ومزايا التخصيص.
وعزا التقرير ذلك إلى إيلاء الجيل الجديد أهمية أكبر للطابع الشخصي على الخصوصية، وكشفت الدراسة «أن هذا الجيل أقل قلقاً تجاه مشاركة البيانات من الأجيال السابقة، وأنه على استعداد لمشاركة بياناته إذا كان ذلك يوفر لهم تجربة تسوق أفضل».
وخلص التقرير إلى أن فهم دوافع جيل ما بعد الألفية أهم بكثير من معرفة سلوكياته مشيراً إلى «تعرض جيل ما بعد الألفية لقضايا عالمية كثيرة في وقت مبكر جداً من حياتهم بسبب كونهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، أدى إلى زرع شعور عميق بالمسؤولية الاجتماعية التي تظهر جلية في اختيارهم للعلامات التجارية وأماكن العمل، ولجذب انتباه جيل ما بعد الألفية، على التجار فهم قيَمهم وأولوياتهم وتطوير استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية للشركة لتكون مطابقة لذلك».
كما على الأعمال تقدير رغبة هذا الجيل في الريادة وتحقيق الاستقلال المالي، لذلك نصح التقرير أصحاب الأعمال بتقديم الحوافز المناسبة لهم كبرامج الولاء للمستهلكين وخطط المكافآت «التي تعتمد على التوفير، والتسويق للتخطيط المالي كعامل جذب لأساليب الدفع الحديثة».