ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع ارتفاع أسعار الذهب والبيتكوين على خلفية توقع الاحتياطي الفيدرالي ثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة خلال العام الجاري، بينما انزلق الدولار والنفط إلى المنطقة الحمراء.

وأعلن الاحتياطي الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة في آخر اجتماعاته هذا العام يوم الأربعاء، لتظل عند النطاق 5.25-5.5 في المئة، للمرة الخامسة على التوالي.

كما أكدت لجنة الفيدرالي توقعاتها بشأن عدد مرات خفض الفائدة هذا العام، معلنة تخفيضات متوقعة بواقع 75 نقطة أساس من المستويات الحالية، لتصل الفائدة بنهاية العام الجاري إلى النطاق 4.5-4.75 في المئة.

الاحتياطي الفيدرالي يثبت أسعار الفائدة في مارس

في غضون ذلك توقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بمعدل 2.1 في المئة في عام 2024، وهذا تغيير كبير عن معدل النمو البالغ 1.4 في المئة الذي توقعوه في ديسمبر كانون الأول.

وفي الوقت الحالي، ينمو الاقتصاد بمعدل 3.2 في المئة، وهو أعلى بكثير مما توقعه الاقتصاديون قبل عام، كما يستمر الإنفاق الاستهلاكي القوي في تعزيز الاقتصاد ودرء الركود، وهو ما عزز تفاؤل الأسواق المالية بالاقتصاد الأميركي.

الأسهم الأميركية تستفيد من التوقعات

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية في ختام جلسة الأربعاء قرب مستويات قياسية بدفعة من توقعات انخفاض أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس هذا العام؛ ما يدعم تفاؤل المستثمرين بشأن الاقتصاد.

وارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنحو 0.89 في المئة أو 46 نقطة إلى 5224 نقطة، ليتجاوز مستوى 5200 للمرة الأولى على الإطلاق.

وصعد أيضاً مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 1.03 في المئة، أو ما يعادل 401 نقطة إلى 39512 نقطة، قرب أعلى مستوياته على الإطلاق البالغ 39515 نقطة، كذلك زاد مؤشر ناسداك بنحو 1.25 في المئة أو 202 نقطة إلى 16369 نقطة، قرب المستوى القياسي البالغ 16375 نقطة.

الذهب والدولار

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات مستمرة منذ بداية المؤتمر الصحفي، لتقفز بواقع 1.22 في المئة إلى 2183.53 دولار للأوقية، في الساعة 8:09 مساءً بتوقيت غرينتش، حسب بيانات ريفينتيف.

على جانب آخر، هبط مؤشر الدولار -الذي يقيس قوة العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية- بنسبة 0.19 في المئة إلى 103.41 نقطة، متأثراً بتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية.

وهبط عائد السندات لأجل عشرة أعوام بنحو 1.5 نقطة أساس إلى 4.279 في المئة، كما تراجع نظيره لأجل عامين بنحو 7.9 نقطة أساس ليصل إلى 4.613 في المئة.

النفط والبيتكوين

سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضات ملحوظة بنسبة 1.38 في المئة لتصل إلى 86.17 دولار للبرميل، كما فقدت العقود الآجلة للخام الأميركي نحو 1.95 في المئة لتصل إلى 81.68 دولار للبرميل، متأثرة بتفاؤل الأسواق بتعافي الطلب على النفط مع انتعاش الاقتصادات المتقدمة.

وجاء انخفاض النفط الخام رغم أن تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركي كشف انخفاض مخزونات النفط الخام على غير المتوقع الأسبوع الماضي مع ارتفاع الصادرات وتزايد النشاط في مصافي التكرير.

على جانب آخر، صعدت عملة البتكوين -أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية- بقوة مسجلة ارتفاعاً بنسبة 2.86 في المئة لتصل إلى 66415 دولاراً، مسجلة أول ارتفاع لها بعد ثلاثة أيام متتالية من الهبوط.

وتترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الأميركية القادمة في بداية شهر أبريل نيسان المقبل، على أن ينعقد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي التالي في الأول من مايو أيار، بينما يرى المتداولون على أداة فيدووتش احتمالية تتجاوز 89 في المئة بأن يبقى البنك على المعدل الحالي دون تغيير أيضاً في ذلك الاجتماع، ويبدأ خفض الفائدة بداية من يونيو حزيران.