سجلّت أسعار الذهب والنفط ارتفاعاً اليوم الخميس، بينما استقر الدولار دون أعلى المستويات التي سجلها في 4 أشهر مضت.
وكان لتصريحات رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول، أمس الأربعاء، حول خفض أسعار الفائدة أثرها الواضح على الأسواق، إذ واصل مسؤولو الاحتياطي الاتحادي، ومن بينهم رئيس باول، التركيز على الحاجة إلى مزيد من النقاشات والبيانات قبل خفض أسعار الفائدة، وهي خطوة تتوقع الأسواق المالية حدوثها في يونيو حزيران، كما أن الترقب لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة المقرر صدوره لشهر مارس آذار غداً الجمعة كان له صداه في الأسواق أيضاً.
أسعار الذهب
ارتفعت أسعار الذهب لمستوى قياسي اليوم، وسط تأكيد مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة في 2024 إلى جانب ترقب بيانات الوظائف في الولايات المتحدة.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2299.28 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 03:43 بتوقيت غرينتش، بعدما ارتفع لمستوى غير مسبوق عند 2304.09 دولار في وقت سابق من الجلسة، وتواصل أسعار الذهب تسجيل مستويات قياسية في كل جلسة منذ يوم الخميس الماضي.
وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 2318.70 دولار.
وقال مايكل لانجفورد، كبير مسؤولي الاستثمار في سكوربيون مينيرالز: «ما يدفع سعر الذهب للارتفاع هو انخفاض قيمة العملات عالمياً مقابل الدولار لمجموعة من الأسباب.د.. ويقبل الناس على الذهب كوسيلة للحماية من انخفاض العملات محلياً».
وواصل مسؤولو الاحتياطي الاتحادي، ومن بينهم رئيس البنك جيروم باول، أمس الأربعاء التركيز على الحاجة إلى مزيد من النقاشات والبيانات قبل خفض أسعار الفائدة، وهي خطوة تتوقع الأسواق المالية حدوثها في يونيو حزيران.
ومن المقرر صدور تقرير الوظائف في الولايات المتحدة لشهر مارس آذار غداً الجمعة، مع صدور بيانات جديدة للتضخم الأسبوع المقبل.
وأوضح لانجفورد «إذا جاءت الوظائف غير الزراعية متماشية مع التوقعات أو كانت أسوأ من التوقعات من حيث ضعف سوق العمل، فسيكون هذا إيجابياً لاحتمال خفض أسعار الفائدة وهو ما سيكون بدوره إيجابياً للذهب».
ويقلل خفض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 27.08 دولار للأوقية ونزل البلاتين 0.1 في المئة إلى 935.39 دولار فيما صعد البلاديوم 0.4 في المئة إلى 1017.83 دولار.
استقرار الدولار
استقر الدولار اليوم الخميس دون أعلى المستويات التي سجلها في الآونة الأخيرة، وسط ترقب لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة وارتياح المتداولين إزاء تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول رأوا أنها مطمْئِنة بشأن احتمالات خفض أسعار الفائدة هذا العام.
وظل الين حبيس نطاق ضيق في الفترة الماضية بسبب احتمالات تدخل السلطات، ولم يشهد تحركاً يذكر عن مستوى 151.56 الذي يحوم حوله منذ ثلاثة أسابيع، وصعد اليورو 0.6 في المئة الليلة الماضية وعاد لمنتصف النطاق الذي حافظ عليه طيلة عام عند 1.0837 دولار، وجاء التضخم الأوروبي أقل من المتوقع أمس الأربعاء، ما عزز التوقعات بخفض الفائدة الأوروبية في يونيو حزيران.
وأدلى باول بتصريحات متوازنة أشار فيها إلى أن صناع السياسات سيتخذون قراراتهم في ضوء البيانات الاقتصادية، وركز المتعاملون على وجهة نظره بأن البيانات الأخيرة لم تغير النظرة المستقبلية بشكل عام.
وقال محللون لدى إيه.إن.زد إن «الخطاب أكد بشكل عام أن الاحتياطي الاتحادي ماضٍ لخفض أسعار الفائدة هذا العام، وأن التوقيت سيتحدد وفقاً للبيانات، ونعتقد أنه بحلول يوليو سيكون على الأرجح لدى الاتحادي ثقة كافية لبدء خفض أسعار الفائدة».
واخترق الدولار الأسترالي المتوسط الذي يتحرك فيه منذ مئتي يوم، ووصل إلى 0.6568 دولار أميركي اليوم الخميس.
كما صعد الدولار النيوزيلندي 0.7 في المئة لما فوق 0.60 دولا، ووصل في أحدث تداول إلى 0.6013 دولار.
وسجل الإسترليني مستوى 1.2645 دولار، وهو أيضاً متوسط النطاق الذي يتحرك فيه منذ ديسمبر كانون الأول.
والأسواق الصينية مغلقة بسبب عطلة.
ومن المقرر صدور قراءات مؤشر مديري المشتريات في أوروبا في وقت لاحق اليوم الخميس. وسينصب التركيز بعد ذلك على بيانات الوظائف الأميركية المقرر صدورها غداً الجمعة.
أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس، وسط مخاوف من نقص الإمدادات مع استمرار المنتجين الرئيسيين في تخفيضات الإنتاج، إلى جانب مؤشرات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يونيو حزيران 15 سنتاً بما يعادل 0.2 في المئة إلى 89.51 دولار للبرميل عند التسوية بحلول الساعة 00:37 بتوقيت غرينتش، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مايو أيار 15 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 85.59 دولار للبرميل.
وسجل عقد برنت ليونيو حزيران وعقد خام غرب تكساس الوسيط لمايو أيار ارتفاعات على مدار الأيام الأربعة الماضية، وأغلقا أمس الأربعاء عند أعلى مستوى منذ نهاية أكتوبر تشرين الأول.
وارتفعت أسعار النفط بعد أن أدت هجمات أوكرانية على مصافي تكرير روسية إلى تقليص إمدادات الوقود، وسط مخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة قد تمتد لتشمل إيران، ما قد يؤدي إلى اضطراب الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط.
وأبقى كبار الوزراء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، في اجتماع عقد أمس الأربعاء، على سياسة إنتاج النفط دون تغيير، وحثوا بعض الدول على تعزيز الالتزام بتخفيضات الإنتاج.
وصدر عن الاجتماع أن بعض الأعضاء سيعوضون زيادة الإمدادات في الربع الأول.