أغلق مؤشرا ناسداك وستاندرد آند بورز 500 في البورصة الأميركية تعاملات الجمعة على انخفاض حاد في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وغموض سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك الأميركي المركزي) بشأن أسعار الفائدة، وتراجع التوقعات حول أرباح الشركات.

وفي أسواق الخامات، سجلت أسعار النفط والذهب ارتفاعات طفيفة في نهاية الجلسة.

وواصل المؤشران انخفاضهما للجلسة السادسة على التوالي يوم الجمعة، فيما يُعد أطول سلسلة خسائر لهما منذ أكتوبر تشرين الأول 2022، وفي ختام التعاملات، هبط مؤشر ناسداك بنسبة 2.05 في المئة ليغلق عند 15282.01 نقطة، بينما انخفض ستاندرد آند بورز 500 بنحو 0.88 في المئة إلى 4967.23 نقطة.

على الجانب الآخر، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بـ0.56 في المئة إلى 37986.4 نقطة، ليصبح الوحيد، ضمن المؤشرات الأميركية الرئيسية الثلاثة، الذي يسجل ارتفاعاً يوم الجمعة.

وعلى المستوى الأسبوعي، سجل ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز أكبر خسارة أسبوعية لهما منذ مارس آذار 2023، بينما مُني ناسداك بأكبر تراجع أسبوعي منذ نوفمبر تشرين الثاني 2022.

توترات الشرق الأوسط تحكم المشهد

كانت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط هي المحرك الأكبر للأسواق يوم الجمعة، والتقطت الأسواق أنفاسها قليلاً بعدما قللت طهران من تأثير الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على إيران، ما خفف القلق من تصعيد أوسع للصراع.

ويرى الخبراء أن مخاوف المستثمرين من تأثير الأحداث في الشرق الأوسط حالياً هي الأعلى منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر تشرين الأول الماضي، وهي المحرك الأول لقرارات الكثير من المستثمرين في الوقت الحالي، وفقاً لما أوردته رويترز.

وتأثرت الأسواق سلباً أيضاً بتراجع التوقعات بشأن نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأول من 2024، ورغم أن موسم الإعلان عن النتائج المالية لا يزال في بدايته، فقد تراجعت التوقعات بشأن أرباح الشركات بنحو النصف منذ بداية الشهر الجاري، فالآن، يتوقع المستثمرون نمو أرباح الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمعدل سنوي يبلغ 2.9 في المئة مقارنة بتوقعاتهم السابقة البالغة 5.1 في المئة، وفقاً لمجموعة بورصات لندن.

في الوقت نفسه، تأثرت الأسواق بالغموض المحيط بالسياسة النقدية في الولايات المتحدة وعدد خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قد ألمح مؤخراً إلى احتمالات تأجيل قرار خفض الفائدة.

وفي سياق متصل، قال محافظ الاحتياطي الاتحادي في شيكاغو أوستن غولسبي يوم الجمعة إن الاستمرار في تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة هو «أمر مبرر» في ظل استمرار انتعاش النمو الاقتصادي وتباطؤ الضغوط التضخمية بمعدل أقل من المتوقع.

وامتد صدى أحداث الشرق الأوسط لبقية الأسواق حول العالم، إذ فقد مؤشر ستوكي 600 الأوروبي 0.08 في المئة بينما تراجع مؤشر مورجان ستانلي كابيتل إنترناشيونال للأسهم العالمية بنسبة 0.84 في المئة.

وخسر مؤشر الأسواق الناشئة 1.3 في المئة، ومؤشر أسواق آسيا والباسيفيك (باستثناء اليابان) 1.6 في المئة، في حين هوي مؤشر نيكاي الياباني بـ2.7 في المئة.

تراجع الدولار وصعود النفط والذهب

وفي سوق العملات، قلص الدولار الأميركي خسائره المبكرة ليغلق مؤشر الدولار منخفضاً بـ0.01 في المئة، مع ارتفاع اليورو مقابل العملة الأميركية بـ0.08 في المئة إلى 1.0652 دولار.

وفي بداية التعاملات، أقبل المستثمرون بشكل أكبر على الفرنك السويسري والين الياباني في أعقاب الإعلان عن الهجوم الإسرائيلي على إيران، قبل أن تهدأ المخاوف بشأن تصاعد التوتر بين الطرفين في نهاية التعاملات ويعوض الدولار بعض خسائره.

على الجانب الآخر، ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة طفيفة بلغت 0.21 في المئة ليغلق عند 87.29 دولار للبرميل، بينما صعد الخام الأميركي بـ0.5 في المئة إلى 83.14 دولار للبرميل، بعد أن قللت إيران من شأن الهجوم الإسرائيلي الأخير.

أما الذهب، فواصل صعوده مسجلاً خامس مكاسب أسبوعية على التوالي وسط إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر كملاذ آمن في مواجهة التوترات الجيوسياسية. وارتفعت أسعار المعدن الثمين بـ0.4 في المئة يوم الجمعة ليغلق عند 2386.49 دولار للأوقية.