عزز الدولار الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل نظرائه الرئيسيين يوم الخميس، عوائد سندات الخزانة الأميركية، بينما تعرضت أسعار السلع الأساسية لضغوط بسبب تجدد التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي من غير المرجح أن يخفض أسعار الفائدة في أي وقت قريب.
يأتي ذلك وسط ترقب صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي المنقحة في وقت لاحق اليوم، يليها غداً الجمعة الحدث الرئيسي لهذا الأسبوع، وهو إصدار مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم.
وتجدر الإشارة إلى أن وول ستريت أغلقت تداولات أمس عند تراجع جماعي، وكان مؤشر داو جونز أكبر الخاسرين خلال الجلسة بتراجع ناهز 1.06 في المئة.
أسواق السندات
البيانات الاقتصادية الأميركية تلقي بظلالها على تخفيضات أسعار الفائدة، ومن المرجح أن يرتفع صافي المعروض من السندات الحكومية إلى 340 مليار دولار للولايات المتحدة ودول منطقة اليورو وبريطانيا، وفقاً لبيانات من بنك بي إن بي باريبا، مع انخفاض عمليات الاسترداد واستمرار البنوك المركزية في خفض حيازاتها من الأوراق المالية.
هذا الأمر يلقي ضغطاً تصاعدياً على العوائد -التي تتحرك عكساً للأسعار- تاركةً المستثمرين الذين كانوا يأملون أن تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة إلى تحفيز ارتفاع سوق السندات هذا العام، في حالة من القلق.
وقال مايكل ويدنر، الرئيس المشارك للدخل الثابت العالمي في شركة «لازارد» لإدارة الأصول، حسب ما نقلت رويترز، «لقد تم استيعاب الأمر بشكل جيد للغاية، وهذا أمر مفاجئ إلى حد ما» مضيفاً أن العديد من المستثمرين ينجذبون الآن إلى العوائد المرتفعة بعد سنوات من العائدات القريبة من الصفر، بالإضافة إلى احتمال ارتفاع الأسعار عندما تبدأ البنوك المركزية دورات التيسير النقدي.
الأسواق الأوروبية
تراجعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثالثة على التوالي اليوم الخميس قبل صدور المزيد من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو والتي ستوفر المزيد من الدلائل على مسار سعر الفائدة للبنك المركزي الأوروبي، في حين استمرت مخاوف أسعار الفائدة في إضعاف المعنويات.
وقد انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.1 في المئة خلال التداولات المبكرة، قبل أن يعود للارتفاع بنحو 0.2 في المئة لحظة إعداد التقرير، حيث كان قطاع العقارات أكبر الرابحين مقابل حلول قطاع التكنولوجيا كأكبر الخاسرين.
وفي ما يخص أكبر اقتصاد أوروبي، استقرت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات عند 2.671 في المئة يوم الخميس بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة.
واستقر مؤشر داكس الألماني الذي يقيس أداء أكبر 40 شركة في ألمانيا، عند زيادة طفيفة قدرها 0.03 في المئة، متأرجحاً بين صعود قطاع الطاقة بنحو 1.4 في المئة، وهبوط قطاع التكنولوجيا بنحو 1.6 في المئة.
الأسواق الآسيوية
منطقة حمراء جماعية شهدتها الأسواق الآسيوية يوم الخميس، أعقبها انخفاض السندات بسبب الرهانات على أن أسعار الفائدة العالمية ستظل مرتفعة لفترة أطول.
وانخفض مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1.2 في المئة، مراكماً خسائره بعد انخفاضه بنسبة 1.6 في المئة خلال جلسة أمس.
وفي ظل المخاوف من اضطرار تدخل المركزي الياباني للمرة الثالثة لدعم الين، تراجع مؤشر نيكاي الياباني 1.3 في المئة، فيما بلغ العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات ذروته عند 1.1 في المئة في التعاملات الآسيوية المبكرة، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو تموز 2011.
يذكر أن العملة اليابانية شهدت انخفاضاً مطرداً هذا الشهر، متجهة نحو أدنى مستوى لها منذ 34 عاماً عند 160.245.
إضافة إلى ذلك، انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.4 في المئة، ومؤشر بورصة شنغهاي بنحو 0.32 في المئة.
الأسواق العربية
تباين أداء الأسواق العربية الخميس، وهي كانت بدورها في حالة ترقب للبيانات الأميركية لمعرفة مسار توجه السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وفي حين كانت بورصة قطر أكبر الرابحين بارتفاع قدره 0.2 في المئة، تليها سوق أبوظبي للأوراق المالية بارتفاع 0.16 في المئة لحظة إعداد التقرير، كان مؤشر السوق الرئيسي السعودي، تاسي، أكبر الخاسرين خلال جلسة الخميس، بعد هبوطه بنحو 1.2 في المئة وسط تراجع جماعي لكل القطاعات أبرزها قطاع الخدمات الذي هبط بنسبة 6.6 في المئة الخميس.
أما مؤشر «إي جي إكس 30» المصري فكان ثاني أكبر الخاسرين، بتراجعه بنسبة 1.1 في المئة، تليه بورصة الكويت بتراجع 0.3 في المئة، ثم سوق دبي بتراجع طفيف قدره 0.07 في المئة.
أسعار الذهب وأسعار النفط
تراجعت أسعار المعادن الثمينة خلال جلسة الخميس الصباحية حيث انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.2 في المئة إلى مستويات أقل من 2340 دولاراً، فيما تراجعت الفضة بنحو 1.9 في المئة، لكنها لا تزال عند أعلى مستوياتها منذ أواخر 2012 عند 31.44 دولار للأونصة.
كذلك تراجعت أسواق النفط، الخميس، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.24 في المئة إلى 83.3 دولار للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس بنسبة 0.25 في المئة مسجلة 79 دولاراً للبرميل.
العملات المشفرة
تراجع المعنويات في أسواق الأسهم والسلع عالمياً انعكس كذلك على سوق العملات المشفرة، التي تراجعت بأكثر من 1.4 في المئة في قيمتها السوقية مسجلة 2.51 تريليون دولار.
وكانت دوجكوين أكبر الخاسرين في قائمة العملات العشر الأولى بخسارتها نحو 4 في المئة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، تلتها سولانا بتراجع قدره 2.35 في المئة، كما تراجعت بتكوين بنسبة 0.35 في المئة مسجلة 67528 دولاراً، وكذلك الإيثريوم التي خسرت ما نسبته 1.9 في المئة وسجلت 3724 دولاراً.