جذبت عملية الطرح الثانوي لأسهم شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو طلبات تزيد على الأسهم المعروضة للبيع خلال ساعات من بدء تلقي الطلبات يوم الأحد، في صفقة يمكن أن تجمع ما يصل إلى 13.1 مليار دولار وتمثل اختباراً مهماً للإقبال العالمي على أصول المملكة.
ومن المقرر أن تتلقى البنوك المشاركة في العملية طلبات المستثمرين من المؤسسات حتى يوم الخميس، وستقوم بتسعير الأسهم في اليوم التالي، ومن المتوقع أن يبدأ التداول يوم الأحد المقبل في البورصة السعودية بالرياض.
وسيكون الطرح مقياساً لجاذبية الرياض للمستثمرين الأجانب، وهو عنصر رئيسي في خطة المملكة الطموح لتنويع موارد اقتصادها، وسبق أن أخفقت المملكة مراراً في تحقيق أهدافها الخاصة بالاستثمار الأجنبي المباشر.
وتأتي عملية الطرح ضمن جهود الحكومة للتخلص مما وصفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ذات يوم بـ«إدمان النفط».
وقال محللون ومصادر إن صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي في المملكة، سيكون على الأرجح هو المستفيد من هذه الأموال.
وهذا الصندوق هو الأداة المفضلة لقيادة الأجندة الضخمة التي ضخت عشرات المليارات من الدولارات في كل شيء من الرياضة إلى المدن المستقبلية.
سهم أرامكو
وانخفض سهم أرامكو نحو اثنين بالمئة عند الإغلاق اليوم الأحد إلى 28.45 ريال (7.53 دولار).
وتعرض السعودية على المستثمرين نحو 1.545 مليار سهم أو 0.64 بالمئة من أسهم أرامكو بسعر يتراوح بين 26.7 و29 ريالاً للسهم، بإجمالي يقل قليلاً عن 12 مليار دولار عند بلوغ الحد الأقصى للنطاق.
وأعلن أحد مديري الدفاتر للطرح الثانوي لأرامكو، في تحديث للمستثمرين اطلعت عليه رويترز، تغطية الدفاتر بالحجم الكامل للصفقة ضمن النطاق السعري، ما يعني أن الطلب تجاوز المعروض في الطرح.
ويمكن للبنوك زيادة العرض بمليار دولار أخرى، وإذا بيعت جميع الأسهم فستخفض الحكومة السعودية حصتها في أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم بنسبة 0.7 بالمئة.
إدارة عملية البيع
وتساعد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم في إدارة عملية البيع، وهي سيتي وغولدمان ساكس وإتش.إس.بي.سي وجيه.بي مورغان وبنك أوف أميركا ومورغان ستانلي، إلى جانب مؤسسات محلية هي البنك الأهلي السعودي والراجحي المالية والرياض المالية والسعودي الفرنسي.
وتضطلع كل من إم.كلاين اند كومباني ومويليس بدورَي المستشارين الماليين المستقلين للطرح.
وأفاد إفصاح للبورصة اليوم بأن وحدة كريدي سويس السعودية التابعة لمجموعة يو.بي.إس إلى جانب بي.إن.بي باريبا وبنك أوف تشاينا إنترناشونال وتشاينا إنترناشونال كابيتال كوربوريشن تساعد في البحث عن مشترين للأسهم.
ونحو 10 في المئة من الطرح الجديد سيخصص للمستثمرين الأفراد على حسب الطلب.
وبدأت العملية في الوقت الذي اجتمعت فيه مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط اليوم الأحد واتفقت على تمديد معظم تخفيضاتها في إنتاج النفط حتى عام 2025.
وتسعى المجموعة إلى دعم السوق وسط نمو فاتر للطلب العالمي وارتفاع أسعار الفائدة وزيادة الإنتاج الأمريكي، واجتمع بعض وزراء أوبك+ في الرياض بينما انضم آخرون إلى الاجتماعات عبر الإنترنت.
وتخفض أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية وحلفاء بقيادة روسيا، الإنتاج بإجمالي 5.86 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي.
غير أن أرامكو، وهي منذ فترة طويلة مصدر قوي للسيولة للدولة، رفعت توزيعات أرباحها، إذ أدخلت آلية توزيع جديدة مرتبطة بالأداء العام الماضي، على الرغم من انخفاض الأرباح نفسها نتيجة لتقليص حجم الإنتاج.
وتنتج السعودية نحو تسعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام، أي ما يقرب من 75 في المئة من طاقتها القصوى.
وتمتلك الحكومة السعودية بشكل مباشر ما يزيد قليلاً على 82 في المئة من أرامكو، ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة 16 في المئة، منها 12 في المئة يمتلكها بشكل مباشر وأربعة في المئة يمتلكها من خلال شركة سنابل التابعة له، والباقي مملوك لمستثمرين في السوق.