تراجعت الأسهم في وول ستريت يوم الجمعة بعد أن أضاف تقرير وظائف مخيب للآمال مخاوف بشأن ضعف الاقتصاد الأميركي.
انخفض مؤشر داو جونز بمقدار 705 نقاط، أو بنسبة 1.8%، صباح يوم الجمعة. وخسر مؤشر S&P 500 بنسبة 2.4%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.2%.
هذا يضع مؤشر ناسداك في منطقة التصحيح، أي أكثر من 10% أقل من أعلى مستوى له في 10 يوليو تموز.
وأضاف الاقتصاد الأميركي 114,000 وظيفة فقط في يوليو، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة. وهذا أقل بكثير من تقديرات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى إضافة 175,000 وظيفة، ارتفع معدل البطالة إلى 4.3% من 4.1%، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى بقائه ثابتاً.
جاء ذلك بعد يوم من تراجع الأسهم بشكل حاد بسبب أخبار اقتصادية ضعيفة. كشفت بيانات يوم الخميس أن طلبات تقديم التعويضات للمرة الأولى ارتفعت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ أغسطس الماضي، بينما قفز عدد المطالبات المقدمة من الأشخاص الذين حصلوا على تعويضات بطالة لمدة أسبوع على الأقل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2021.
في مكان آخر، أظهرت بيانات جديدة من معهد إدارة الإمدادات أن نشاط التصنيع في الولايات المتحدة انخفض في يوليو مقارنة بالشهر السابق، ما يشير إلى شهر رابع على التوالي من الانكماش.
كتب ديفيد راسل، رئيس الاستراتيجية العالمية في TradeStation، في مذكرة يوم الجمعة «تعكس هذه الأرقام تسارعاً حاداً في التوظيف، ما يؤكد الضعف الذي رأيناه في بيانات المطالبات يوم أمس، البنك الاحتياطي الفيدرالي نفسه الذي كان متأخراً في التعامل مع التضخم قد يجد نفسه الآن متأخراً في مكافحة التباطؤ».
أثارت التقارير الضعيفة مخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأميركي، ما أسهم في دفع جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة نحو الانخفاض الأسبوعي. كما شهدت الأسهم تقلبات في الأيام الأخيرة حيث استوعب المستثمرون أيضاً اجتماعات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في يوليو وتقارير أرباح الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا.
خفض أسعار الفائدة في سبتمبر
أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء إلى أن حالة سوق العمل تحول تركيزه إلى الحفاظ على قوة سوق العمل بدلاً من خفض التضخم. قال رئيس البنك جيروم باول إن حدوث تباطؤ أكبر في سوق العمل قد يكون مقلقاً، ملاحظاً أن سوق العمل عاد إلى حالته ما قبل الجائحة.
قال باول للصحفيين في مؤتمر صحفي «إذا رأينا شيئاً يبدو وكأنه تباطؤ أكبر، فإن ذلك سيكون شيئاً نعتزم الاستجابة له».
قفزت الأسهم يوم الأربعاء بعد أن لمّح البنك المركزي إلى أن خفض أسعار الفائدة الذي طال انتظاره مطروح على الطاولة لشهر سبتمبر، معترفاً بالتقدم الذي أحرز في تقليص التضخم الذي أصبح «بدرجة ما» مرتفعاً.
يتوقع المتداولون ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، وفقاً لأداة CME FedWatch.
أرباح الشركات الكبرى في التكنولوجيا
كما قام المستثمرون بتحليل مجموعة مختلطة من أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الأسبوع.
تراجعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 4.6% هذا الأسبوع بعد أن فشلت في تحقيق توقعات إيراداتها من السحابة.
ارتفعت أسهم أبل، التي أبلغت عن أرباح تتماشى مع التوقعات لكنها فشلت في تحقيق توقعات المبيعات مساء الخميس، بنسبة 2.1%. أما أمازون فقد أصدرت توقعات إيرادات مخيبة للآمال خلال نتائجها ربع السنوية، حيث تراجعت أسهمها بنسبة 11.4% هذا الأسبوع.
كانت شركة ميتا بلاتفورمز الفائز الواضح بين أسماء شركات التكنولوجيا الكبرى التي أعلنت عن نتائجها الربع سنوية في الأيام الأخيرة. ارتفعت أسهم ميتا بنسبة 3.1% هذا الأسبوع بعد أن أبلغت الشركة عن أرباح ربع سنوية قوية ورفعت توقعاتها لإيرادات 2024.
في الأسابيع الأخيرة، انتقل المستثمرون من الأسهم الكبرى في مجال التكنولوجيا التي دفعت السوق إلى تسجيل مستويات قياسية متكررة هذا العام، يأتي هذا التحول بعد سلسلة من بيانات التضخم المتراجعة التي أثارت التفاؤل بأن الأسعار ستكون أقل قريباً وتوفر دعماً للأسهم الصغيرة التي تضررت بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
في مكان آخر، انخفضت أسهم إنتل بنسبة 34% هذا الأسبوع بعد أن أعلنت الشركة يوم الخميس عن تراجع الإيرادات من العام السابق إلى 12.8 مليار دولار. شهدت إنتل خسارة دخل قدرها 1.6 مليار دولار خلال الربع الثاني.