في ظل التقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق العالمية مؤخراً، وتحديداً بعد يوم الاثنين الأسود، يؤكد المحللون في بنك غولدمان ساكس أن الاقتصاد العالمي يتجه نحو «هبوط ناعم».. هذا المصطلح الاقتصادي يشير إلى تباطؤ تدريجي في النمو يهدف إلى تجنب الركود والانهيارات الكبرى، وهو نهج تسعى البنوك المركزية لتحقيقه من خلال رفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم دون التسبب في تراجع حاد.
ويشبه البعض «الهبوط الناعم» بهبوط الطائرة بسلاسة دون أن يشعر الركاب بتأثير كبير، ولكن التأثير يظهر بشكل تدريجي على الاقتصاد والصناعات المختلفة.
ظهر هذا المصطلح بشكل بارز خلال فترة ولاية رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق ألان جرينسبان، الذي يُنسب إليه الفضل في هندسة هبوط ناعم خلال فترة الركود ما بين 1994-1995.
ويرى محللو بنك غولدمان ساكس أن التقلبات الأخيرة في الأسواق ناتجة عن تأثير هذا الهبوط التدريجي أكثر من كونها نتيجة مخاوف من ركود محتمل.
في مذكرة تحليلية، أشار المحللون إلى أن اضطرابات السوق كانت مرتبطة بديناميكيات السوق ومراكز المستثمرين المزدحمة بقدر ارتباطها بتطور الأساسيات الاقتصادية.
ورغم المخاوف بشأن النمو الاقتصادي والتضخم، فإن غولدمان ساكس يرى أن اضطرابات السوق قد تكون مبالغاً فيها.
وينصح المحللون بالتركيز على البيانات التي تظهر مرونة الاقتصاد، معتبرين أن التفاؤل بخصوص التوسع المستمر وتباطؤ التضخم أفضل من التوقعات المتشائمة بشأن ركود وشيك.
وقد أظهرت البيانات الأخيرة إشارات مشجعة على صمود الاقتصاد، إذ انخفضت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، وشهد التضخم تراجعاً كبيراً، بينما تجاوزت مبيعات التجزئة التوقعات.
وفي ضوء هذه التطورات، يعتبر المحللون أن المخاوف من عمليات البيع الأخيرة قد يكون مبالغاً فيها، مؤكدين أن النمو الاقتصادي قد يكون أكثر استقراراً مما كان يُعتقد.
ويتوقع المستثمرون أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل؛ ما يعزز من احتمالات تحقيق «هبوط ناعم» في الأسواق العالمية.