ارتفعت الأسهم يوم الجمعة، حيث رحبت وول ستريت بإشارة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن تخفيضات أسعار الفائدة المنتظرة قد أصبحت وشيكة.

صعد مؤشر داو جونز بمقدار 467 نقطة، أي بنسبة 1.12%، وارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.1%، بينما أضاف مؤشر ناسداك المركب 1.4%.

وتبدو جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة في طريقها لإنهاء الأسبوع على ارتفاع.

قال باول إن «الوقت قد حان» لتخفيف أسعار الفائدة، التي تصل الآن إلى أعلى مستوياتها خلال 23 عاماً، وذلك في قمة اقتصادية مهمة في جاكسون هول، وايومنغ.

كما أشار إلى أن سوق العمل قد شهد تباطؤًا كافيًا لعدم زيادة التضخم، وأن البنك المركزي لا يرغب في رؤية المزيد من التدهور في أوضاع سوق العمل.

وكتب غلين سميث، كبير مسؤولي الاستثمار في GDS Wealth Management، في ملاحظة يوم الجمعة «بينما يبدو أن تخفيض سعر الفائدة في سبتمبر مسألة محسومة في الوقت الحالي، فإن السؤال الأكثر أهمية هو ما إذا كان هذا سيكون تخفيضاً لمرة واحدة فقط، أم سيكون بداية لدورة تخفيضات أكثر جوهرية، وهذا سيتم تحديده من خلال البيانات الاقتصادية خلال الشهرين إلى الأشهر الثلاثة المقبلة».

تظهر محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في يوليو، التي صدرت يوم الأربعاء، أن «الغالبية العظمى» من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يرغبون في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر إذا استمر التضخم في التباطؤ، وأشار بعض المسؤولين إلى أهمية التواصل بأن الاحتياطي الفيدرالي يعتمد على البيانات وليس لديه مسار محدد مسبقاً.

كما أعرب بعض المسؤولين عن قلقهم من أن سوق العمل المتراجعة قد تضعف بشكل كبير إذا استمرت السياسات المشددة لفترة طويلة جداً.

أظهرت البيانات الأخيرة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة كان أضعف مما تم تقديره سابقاً في الأشهر الـ12 التي سبقت مارس.

وأشارت مراجعة مكتب إحصاءات العمل الأولية لعام 2024 إلى وجود 818,000 وظيفة أقل خلال تلك الفترة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تباطأ فيه نمو الوظائف أكثر من المتوقع في الأشهر الأخيرة، ما أثار قلق بعض المستثمرين من أن الاقتصاد الأميركي في وضع غير مستقر مع بقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها خلال 23 عاماً.

وقد دفع التباطؤ في نمو الوظائف، إلى جانب تراجع التضخم، المتداولين إلى الرهان على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وكذلك في نوفمبر وديسمبر، وفقاً لأداة CME FedWatch.

رغم وجود مناقشات حول احتمال تخفيض نصف نقطة في اجتماع السياسة النقدية الفيدرالية الشهر المقبل، يرى بعض المستثمرين أن هذا الأمر غير محتمل بناءً على البيانات الحالية، لأن مثل هذه الخطوة قد تدل على أن الاقتصاد يواجه خطر الركود أو أنه بالفعل في حالة ركود.

لكن هدأت المخاوف من الركود الاقتصادي بعد أن أثار تقرير الوظائف الضعيف في يوليو اضطراباً في الأسواق في بداية أغسطس آب. واستعادت الأسهم تقريباً جميع خسائرها الناتجة عن الانهيار العالمي للأسواق، وذلك بفضل تقرير التضخم الهادئ وبيانات مبيعات التجزئة التي أعادت التفاؤل بخصوص إمكانية حدوث هبوط ناعم، حيث يستطيع الاحتياطي الفيدرالي خفض التضخم دون التسبب في ركود اقتصادي.

كتب جاك جاناسيويتز، استراتيجي المحافظات الرئيسي في Natixis Investment Managers Solutions، في ملاحظة يوم الثلاثاء: «النمو يتباطأ ولكنه ليس بطيئاً بعد، ويجب ألا يُفهم هذا التباطؤ على أنه بداية ركود؛ المخاوف من النمو هي جزء من الدورة الاقتصادية».

في مكان آخر، سجلت عقود الذهب أعلى سعر قياسي لها عند 2570.40 دولار للأونصة يوم الثلاثاء قبل أن تنسحب.

أظهرت بيانات يوم الخميس أن مبيعات المنازل المستعملة في الولايات المتحدة نمت بنسبة 1.3% الشهر الماضي، موقفة سلسلة من أربعة أشهر من الانخفاضات في المبيعات.

ووفقاً لبيانات الجمعية الوطنية للوسطاء العقاريين، انخفضت المبيعات بنسبة 2.5% في يوليو مقارنة بالعام السابق.

سجلت أسهم شركة «تارجت» ارتفاعاً بنسبة 10.5% هذا الأسبوع بعد أن أعلنت الشركة يوم الأربعاء عن قفزة في الأرباح الفصلية، بينما انخفضت أسهم شركة «مايسي» بنسبة 10% بعد أن أعلنت الشركة عن تراجع في المبيعات في الربع الماضي وخفضت توقعاتها لإيرادات العام الكامل.

خسرت أسهم شركة «بوينغ» 1.9% هذا الأسبوع بعد أن اكتشفت الشركة مشكلات في مكون هيكلي بين المحرك والأجنحة في طائرتها المتأخرة 777X خلال اختبار طيران، ما يعكس استمرار المشكلات بالنسبة لشركة بوينغ بعد أزمة السلامة التي واجهتها في وقت سابق من هذا العام.